التعذيب بالحرمان من الحمّام وقضاء الحاجه





 التعذيب بالحرمان من الحمّام وقضاء الحاجه

ومن وسائل التعذيب فى امن الدولة والمعتقلات الحرمان من دخول الحمام ونقص الحمامات وزيادة عدد المحتجزين مع قلة الحمامات وكانت هذه الوسيلة من وسائل التعذيب على عدة درجات ففى حجز لاظوغلى كان يصل العدد فى الحجزين والحجز الثالث الذى كان مغلقا ثم تم بعد ذلك بسنوات فتحه والطرقة الوصلة بينهم كان العدد يصل الى 140 اخ على دورتين للمياه فقط اى بمعدل حمام لكل 70 اخ فكنا نقوم بقسم الحمام الى قسمين بستارة داخلية تفصل بين الحمام والحوض ونجهز برطمانا للتبول بحيث يكون هناك طابورين للحمام الاول للقاعدة الحمام والثانى للتبول فى البرطمان وبعد ان يقضى الاخ حاجته فى البرطمان يقوم بمد يده من تحت الستار الى اخيه الجالس على قاعدة الحمام ليقوم بتفريغ البرطمان فى القاعدة ويعطيه مرة اخرى له ليناوله للتالى الذى يليه ومع هذا كان يصل الدور للواحد منا لرقم الخمسين او الستين فى كل من الطابورين اذكر انى وقفت فى الطابور من بعد صلاة العصر الى اذان المغرب ساعتين كاملتين لاصل الى دورى فى البرطمان والوضوء حيث كان الاخ يفرغ من البرطمان ثم يفتح الباب ليدخل فيتوضا معه على الحوض من يريد الوضوء فقط فيتوضا الثلاثة اخوه فى المرة الواحدة على الحوض الصغير كنا نمكث هكذا بالاسابيع وكان بعض الاخوة المحتجزين يصل مكثه على هذا الوضع الى اربعة شهور كامله كانها سنة كاملة فى المعتقل حتى ان الكثير من المعتقلين كان يدعون الله ان يكتب له فرجا او عودة الى المعتقل سريعة ثم اذا ذهبنا للمعتقل فكنا فى الزنزانىن الجماعية نصل الى 23 فرد وزيادة نتناوب فيما بيننا الحمام ومنا من يريد قضاء الحاجه او الاستحمام وكنا نجعل الوضوء والغسيل فى المساحة الصغيرة المجاورة للحمام ولم يكن للحمام فى الزنزانة ساترا معماريا فكنا نصنع السواتر من جوالات البلاستيك او فضلات قماش ملابسنا او المشمع ونشده بالحبال وكانت من ضمن المعاناة الاستحمام فى فصل الصيف حيث تكون الزنزانة مغلقة وحرارة الجو ملتهبة والرطوبة مرتفعة فى جو الزنزانة والكل يريد الاستحمام مما يؤدى الى تصاعد الابخره المائية وارتفاع الرطوبة فى الزنزانة وصعوبة التنفس اما زنازين التاديب وزنازين معتقل ابو زعبل فكانت انفرادية بدون حمام فقط دلوا من البلاستيك لقضاء الحاجه وزجاجة ويسمح بالخروج للحمام مره فى اليوم لغسل الجردل وملء المياة

من شهادة حسن على فى كتابه محنة الاسلاميين

(كان سجن أبي زعبل بمبانيه القديمة وعنابره العتيقة وزنازينه الضيقة يبعث على الكآبة وكأننا في سجن في قلعة من حصون التتار القديمة وتزداد كآبته بسوء المعاملة والأوضاع المعيشية. فقد قاموا بتوزيعنا على خمس عنابر كل ثلاثة أو أربعة في زنزانة ضيقة مساحتها لا تتجاوز 2.5 × 1.5 لا يوجد بها دورة مياه ولا ضوء خاصة بالليل فتكون في ظلام دامس سيئة التهوية حتى إنهم قد قاموا بسد نافذة صغيرة كانت موجودة في باب الزنزانة قبل دخولنا إلى العنابر وكان لا يوجد بها أي شيء، فكنا في البداية نفترش الأرض في هذا الجو القارص من فصل الشتاء ثم بعد ذلك قاموا بتوزيع بطانية لكل فرد وجردلا وزجاجة أو اثنتين لكل زنزانة للشرب والاستعمالات الأخرى وكنا لا نخرج من الزنزانة إلا مرة واحدة في الصباح لدقائق معدودة – كل زنزانة على حدة – لكي ندخل دورة المياه ونملأ الزجاجة للشرب ونرمي ما في الجردل كل ذلك يتم مع الاستعجال من حارس العنبر أو السجان والعساكر الذين ينتشرون في طرقة العنبر وعند دورات المياه حتى إن البعض كان لا يستطيع أن يقضي حاجته من شدة الاستعجال بل إنهم في بعض الأحيان كانوا يدخلون دورة المياه على الشخص إذا تأخر قليلا ويسحبونه إلى الخارج وكان العساكر يقفون وفي أيديهم عصي وخرزان لإرهاب من يعترض على ذلك. وكان عدم وجود دورة مياه في الزنزانة يسبب معاناة نفسية شديدة وخاصة إذا أصيب أحدنا بإسهال أو اضطرابات معوية فكان يضطر إلى قضاء حاجته في الجردل وكان ذلك يسبب له إحراجا شديدا.) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق