أشغال الرسم والخرز والأركت




أشغال الرسم والخرز والأركت 

تفنن المعتقلون فى صنع التحف الفنية باستخدام ابسط الادوات فى البداية ثم تطور الامر بعد الفتح فى السنوات الاخيرة حيث انشئت ورش لتلك الاعمال بعد ذلك لحساب المعتقلين فى البداية باستخدام بعض الادوات البسيطة كان الاخوة يرسمون اللوحات الفنية للمناظر الطبيعية والايات والحكم والماثورات على الاقمشة والورق احد الاخوة الموهوبين وكان طالبا فى كلية الطب قبل اعتقالة كان يرسم المناظر الطبيعية ثم يرسلها الى اسرته فيقومون بتصويرها فوتوغرافيا حتى تاخذ لمعه الصورة الفوتوغرافية وقدرايت صورة رسمها لمركب فى النيل وقت المساء والقمر ساطعا ويلقى باشعته على صفحة المياة فكانت لوحة فنية متقنة وكذلك حين ولادة ابنتى الثانية فى المعتقل طلبت من احد الاخوة من زملائى وليد حامد مدير احدى مدارس اللغات الاسلامية الان ان يرسم لى منظرا طبيعيا ويكت فيه اسم سلمى ابنتى وبالفعل قام برسم اللوحة لشاطىء وعلى حافة الشاطىء شجرة دانية تمد غصونها على صفحة الماء والغصن يلتف ليكون اسم ابنتى سلمى ولا زالت هذه اللوحة معلقة فى بيتى حتى الان العديد من الابداعات الفنية التى صاغتها ايدى المعتقلين وخصوصا فى مصنوعات الخرز اللون والذى كانوا يصنعون منه الاقلام وفواحات العطور واوانى الورود والمحافظ المالية للنساء وحقائبهن وحتى سجادة الصلاة كتحفة فنية مصنوعة من الخرز وقد كان البعض يمارس الامر كهواية والبعض الاخر كان يرسل تلك المنتجات الى اسرته لتبيعها وتساعدهم على امور المعيشة والبعض كان يبيع منتجاته لزملاءة فى الاسر التى يرسلونها كهدايا الى اسرهم وفى السنوات الاخيرة بعد سياسة  تخفيف الضغط على المعتقلات فتحت ورش لخشب الاركت والموبيليا والتطرييز لتخرج منتجات عالية الجودة وتباع فى الخارج
ويعود العائد المادى على الطرفين مصلحة السجون والمعتقلين الذين قاموا بتصنيعها

منيب

عندما كانت ظروف المعاملة في السجن تسمح كان يوجد أنواع ما من التجارة. فهناك نوع تمثل في إحضار أحد المعتقلين لزملاءه ما يحتاجه مما يتعذر على أسرته إحضاره له فيعطيه له بنفس السعر الذى إشترى به دون أى زيادة, ولقد حدث هذا معى في كافة السجون التى مررت بها في إعتقالاتى المختلفة, و كان يغلب على هذه الحالة كونها محدودة بحدود علاقات شخصية, كأن يعرف معتقل ما أن صديقه فلان ممكن أن أهله يمكنهم أن يشتروا مجلة ما أو كتابا أو غير ذلك فيذهب له و يطلب منه فتتم العملية, وهذا الأسلوب كان شائعا وكثيرا, ولم يكن هذا قاصرا على التعاون بين الأصدقاء من المعتقلين فقط بل إعتاد بعض المعتقلين على شراء ما يطلبه منهم أى معتقل أخر سواء كان صديقا لهم أم لا ودون أى مكسب, ولكن يأخذون منه الثمن الذى دفعوه فقط. كما إعتاد قلة من المعتقلين على شراء أى شئ يحتاجه أى معتقل فقير, وبدون أى مقابل, خاصة الأدوية أو الطعام أو الكساء على الترتيب.وطبعا في ظروف الشدة التى كانت سائدة في سجن الواحات(الوادى الجديد) لم يكن أحد يأخذ من أحد ثمن شئ بل كان من يحضر شيئا لأحد لا يأخذ منه ثمنه دائما.وطبعا هذا النمط من التعامل الذى ذكرناه في السطور السابقة لا يصدق عليه لفظ التجارة لكننا ذكرناه لصلته بالموضوع وليس على أنه هو الموضوع.أما التجارة الحقيقية فهى لم تكن متاحة بالسجون إلا قبل صيف 1993م وبعد صيف 2002م بدرجات متفاوتة تختلف من سجن لسجن ومن وقت لوقت
حيث كان البعض يقومون بإحضار بعض الأشياء التى يحتاجها المعتقلون و يقومون ببيعها بهامش ربح بسيط لكنه مجزئ بالنسبة إليهم، و ذلك كى يحصلوا لأنفسهم شيئا من الدخل يساعدون به في الإنفاق على أسرهم, ويدخل في ذلك القيام بخدمات نظير أجر كغسيل الملابس وكيها وبعض الحرف كتجليد الكتب ونحو ذلك.كما كان البعض يفعل ذلك من باب التقرب إلى الله فلا يحصل على أى ربح في بعض السلع التى يرى أن فيها قربة إلى الله مثل بيع الكتب أو تجليدها أو تصويرها.و كان هذا النوع هو الأكثر إنتشارا في السجون في مرحلة الثمانينات و مطلع التسعينات حتى نهايات 1992م من القرن العشرين, ثم ساد النوع التالى بشكل أكبر مع بقاء هذا بنسبة بسيطة. التجارة الحسنة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق