تقارير المنظمات الحقوقية



تقارير المنظمات الحقوقية
وحوارات صحفية مع ضحايا الاعتقال
شهادات موثقة لبعض المعتقلين فى تقارير صحفية وحقوقية

الوادى الجديد
وهو معتقل أعد خصيصاً لتأديب المعتقلين في السجون الأخرى وتغريبهم إلي الوادي الجديد.. حيث يساق المئات من السجناء في عربات الترحيلات مكبلين بالسلاسل والقيود الحديدية.. وما أن يدخل السجناء من باب المعتقل حتى يجدوا تشريفة التعذيب في استقبالهم.. ولساعات طويلة تنهال عليهم الكرابيج والعصي الكهربائية… ثم بعد ذلك يجرد المعتقلون من ملابسهم ولا يترك للمعتقل سوي الجزء السفلي من ملابسه الداخلية.. ويتم تزحيفهم عرايا علي بطونهم فوق لهيب الإسفلت الساخن من الشمس الحارقة لمسافات طويلة.. وبعد ذلك يحشر كل 40 سجين في زنزانة ضيقة ويتناولون وجباتهم من طعام سكب علي الأرض في مكان قذرويشرب المعتقلون في هذا السجن المياه ملوثة بأملاح الرصاص والمنجنيز ويوجد أكثر من عنبر من المعتقلين المصابين بمرض الدرن دون أي علاج.. الخ
ضحايا معتقلات مبارك في زنزانة الذگريات
زيارة جديدة إلي .. عاصمة جهنم
أحمد عبيدونشر في الأخبار يوم 19 - 04 - 2011
عندما يتوقف الزمن.. عندما تنتهي لحظات عمرك وتبدأ في اعداد العدة لتكون ضمن الاموات.. هنا تتذكر مقولة "الداخل مفقود والخارج مولود".. فمهما كتبت اقلام المؤلفين والروائيين لتصوير ماذا يحدث بالداخل فلن يدركوا الا واحدا علي عشرة مما يحدث ..فما اصعبها من لحظة.
اللحظة التي تفصلك عن عالم تعيش فيه بحريتك وكرامتك وادميتك وتنقلك الي عالم اخر تتخلي فيه عن كل هذا لدرجة تجعلك تحاول الانتحار، ولكن حتي الانتحار لا تستطيع ان تقدم عليه.. لانه خارج عن ارادتك !!
لحظة الدخول الي مبني امن الدولة.. فالدخول الي القبر قد يكون اهون.. ولكن في امن الدولة ستتعرض لابشع أنواع التعذيب وامتهان الكرامة وانتهاك حقوق الانسان دون ان يكون لك ولو تهمة واحدة.
حقا لقد اسقطت ثورة يناير جهاز امن الدولة ..ولكنها لم تسقط الذكريات المؤلمة التي لا تزال عالقة في ذهن وعقل وقلب كل من زار هذا الجهاز اللااخلاقي .. ذكريات لايزال يسترجعها اصحابها ولن ينسوها من شدة بشاعتها وجرمها..ذكريات تبدا من لحظة المداهمات الليلية للمنزل ثم غرفة الاعتراف بامن الدولة انتهاء بزنزانة الحجز الذي يتم القاؤك به..
"الاخبار ".. استرجعت شريط الذكريات لأربعة زوار هذا الجهاز.. وانتقلت مع اثنين منهم الي مبني جهاز امن الدولة المطل علي الكورنيش بمنطقة الساحل لتمثيل وقائع التعذيب بالكلمة والصورة ..
"اللهم لا تميت من ظلمني الا عندما يتساقط عظمه من جسده".. دعاء لا يتوقف فتحي فؤاد توفيق عن ترديده صباحا ومساء.. قاصدا به كل من تسبب في قضاء احلي 11 عاما من عمره خلف القضبان بدون وجه حق ..فتحي احتضنه المعتقل عندما كان يبلغ من العمر 22 عاما وخرج منه في الثالثة والثلاثين.. ذاق خلال هذه المدة كل انواع التعذيب والضرب والاهانة لدرجة انه كاد ان يفقد عقله في يوم من الايام من شدة العذاب الواقع عليه عندما جلس وحيدا في زنزانته يتحدث الي كيس سكر ليشكو له همه والظلم الواقع عليه لولا ان عاد الي ثوابه واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وتوجه للمولي بدعاء سيدنا محمد اللهم اني اشكو اليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس ..
رجال غلاظ شداد منزوعو الرحمة والشفقة داهمو بيتي فجرا وعصبوني بغمامة سوداء وكتفوني والقوا بي في سيارة لا اعرف لونها او نوعها حتي الان.. هكذا يصف فتحي ليلة القبض عليه.. قائلا: اخذوني علي مبني امن الدولة بلاظوغلي الذي قضيت به 9 ايام تعرضت خلالها الي تكتيف ايدي من الخلف وطرحي ارضا ووضعوا غمامة سوداء علي عيني واتهموني بشراء اسلحة والسفر الي افغانستان.. ورفضت تلك الاتهامات وقلت للضابط الذي يتولي التحقيق معي "إني أسكن بشارع الوحدة العربية بشبرا الخيمة".. ثم فوجئت بعد ذلك باتهامي بالانتماء الي الجماعة الاسلامية.. ورديت علي الضابط "هل كل شاب ملتح وملتزم عضو في الجماعة الاسلامية !!"..
بعد ذلك قاموا بترحيلي الي سجن ابوزعبل انا ومن معي من اشخاص كثيرين لا يعرفون مثلي لماذا تم القاء القبض عليهم ..هكذا يكمل فتحي كلامه مضيفا كنت اظن انني سيتم ترحيلي الي سجن ابوزعبل ولكنني لم اكن اعرف انني متوجه الي جهنم !!..فمع الايام الاولي داخل هذا المعتقل الفولاذي _ وضع تحت كلمة فولاذي الف خط _ اتفق رئيس مباحث السجن مع المساجين الجنائيين بالاشتباك مع المساجين السياسين وذلك بهدف اغلاق السجن ومنع الزيارات اليه وعدم اطلاع احد علي التعذيب الذي يقع بداخله ..وقد كان ، فالمساجين نفذوا المطلوب علي اكمل وجه واعتدوا علي نظرائهم السياسيين وفتكوا بهم مستخدمين كافة الاسلحة واسفرت الاشتباكات عن مقتل 4 اشخاص واصابة 99 شخصا من الطرفين فيما عرفت بمعركة ابوزعبل عام 1993. ليتحقق بالفعل بعد ذلك الغرض وهو اغلاق السجن..
تم اغلاق السجن وتم منع الاهل والاقارب من زيارة ابنائهم داخل المعتقل ..تم حرمان المساجين من الرياضة والخروج الي حوش السجن والبقاء خلف الباب الحديدي للزنزنانة لمدة وصلت اكثر من 7 اشهر.. الشمس لا ترانا ولا نراها ..اصبنا بالجرب وهشاشة العظام.. كنا نضع المياه المغلية علي اجسادنا حتي تقتل فيروس الجرب.. اصبحت اسناننا سائبة لينة تكاد تقع من الفم بسبب هشاشة العظام ..كان يتم تغمية اعين المعتقلين وتجريدهم من ملابسهم كما ولدتهم امهم وتوجيه وجوههم الي حائط الزنزانة رافعين ايديهم الي اعلي.. ليبدأ حوار الضابط مع العسكري ..فيقول الضابط ماذا تظن في اتباع محمد ..يرد العسكري اظن انهم قد صبئوا ..فيقول الضابط وماذا تري اننا فاعلون بهم ..فيرد العسكري نسومهم سوء العذاب.. فيقول الضابط ضرب.. فيبدأ العسكري في التكسير وليس الضرب !!
زنزانة التأديب
يكف فتحي عن الكلام ويبتسم ابتسامة خفيفة يخفي وراءها بحور من الحزن والاسي والرغبة في التشفي ممن فعل فيه ذلك.. ثم يعاود الكلام.. فيقول: التعذيب المعنوي اشد من التعذيب المادي.. فالحرمان من الاهل والاصدقاء والاقارب كان اصعب من سوط العسكري الذي يمزق جسدي.. فاسرتي مكونة من 8 افراد ، كنت ارغب في الاطمئنان عليهم من حين الي اخر لانني العائل الوحيد لهم ، ولكن منعوني حتي من رؤيتهم !!.. حتي الطعام كانوا يستخدمونه وسيلة للتعذيب ، فهناك ضابط يدعي مصطفي جابر كان يضع الرمل في الارز قبل ان نأكله. .اما الخضراوات فكانت تاتي "مطبوخة " والديدان والقواقع الزراعية تسبح بداخلها !!.
معتقل ابو زعبل لم يكن وحده المعتقل الذي شهده فتحي ..فقد تم ترحيله ايضا الي سجن الزقازيق والفيوم والبحيرة وعاد مرة اخري الي ابوزعبل.. وحسب شهادة فتحي يقول ايام عصيبة قضيتها خلف جدران سجن الزقازيق.. فالتشريفة التي استقبلت بها لم اشاهد مثلها في حياتي ..في حوش السجن الذي يراه كل السكان تم تجريدي من كافة ملابسي وكشف عوراتي امام عورات زملائي المعتقلين ..ثم تغمية "عيناي" وتكتيف يدي وتمشيتي في طريق به بالوعات للصرف الصحي المفتوحة حتي سقطت في احدي هذه البالوعات المملوءة بالمياه النجسة ويصل عمق هذه البالوعة نصف متر ..ثم وضعوني في زنزانة " التأديب " التي يصل طولها 14 شبرا وعرضها 180 سم.. وفي سجن دمنهور لم يكن الوضع افضل من الزقازيق ، ففي حالة مرض اي معتقل وذهابه الي عيادة هذا السجن يندم اشد الندم في التفكير الي الذهاب الي العيادة ،فالدكتور احمد حجاب المسئول عن هذه العيادة يضع علامة اكس علي ظهر المريض عند خروجه من العيادة وتوقيع الكشف عليه ..وهذه علامة لامناء شرطة السجن بان يقوموا بالواجب مع هذا المعتقل فور عودته للزنزانة ..ليبدا الامناء في سحل هذا المريض وصعقه بالكهرباء وضربه بالخيرزان.. وبالطبع الهدف من ذلك هو تخويف المرضي من المعتقلين وجعلهم يموتون في اماكنهم بحيث يكون ذلك افضل من الذهاب الي العيادة !!
وعدت مرة اخري الي ابوزعبل..لابدأ في سماع ما فعله الضابط اشرف اسماعيل بزملائي في هذا المعتقل ..جعل المعتقلين يخلعون ملابسهم ويتجردون منها تماما.. ثم طرحهم ارضا واحدا فوق واحد وكانهم في حالة شذوذ جنسي.. وكان الهدف من ذلك هو كسر نفس المعتقلين واذلالهم.. وفي مفاجاة كشفها فتحي في نهاية حديثه انه من العشرة الاوائل علي الجمهورية في كمال الاجسام قبل دخوله الي المعتقل.. وكان مسئولا اثناء تادية الخدمة العسكرية عن تدريب الجنود في وحدته بالجيش.
بالكلمة والصورة
حكاية اخري من حكايات التعذيب بطلها هو مرسي أو الشهير بايمن مدرب الاطفال للكونج فو.. قضي هو الاخر 30 شهرا خلف قضبان امن الدولة وسجون الترحيلات.. الاخبار اصطحبته الي مبني امن الدولة المطل علي الكورنيش بالساحل والذي تم احراقه من قبل ثوار يناير.. اراد ان يتحدث عن الظلم الذي تعرض له داخل هذا المبني الذي لم يكن يتخيل في يوم من الايام انه سيسقط.. وان يكون حديثه مصحوبا بالصورة والتمثيل لما حدث له داخل جنباته كي يفضح ممن تسبب في ذلك ..في مدخل المبني وقف مرسي قائلا.. دخلته باختياري عندما ذهبوا الي منزلي ولم يجدوني وعند علمي فور عودتي جئت اليهم في هذا المبني كي اعرف سبب البحث عني ..دخلت اليهم وانا واثق انهم يبحثون عن شخص اخر قد يكون تشابه اسمه مع اسمي.. فانا اعيش في حالي ولا علاقة لي باحد.. وبمجرد دخولي وضعوا غمامة علي عيني وقالوا لي "قف علي ركبتيك".. كان ذلك امام غرفة الضابط نادر السيد ..وانتظرت ربع ساعة امام مكتبه حتي دخلت اليه واتهمني بانني ادرب كونج فو لاشخاص من الجماعات الاسلامية ..وبالطبع نفيت هذا الاتهام ..فرد الضابط وقال " حتعترف حتعترف يابن ....."، ومع استمراري في رفض الاتهام ، قال " خدوه علي غرفة الاعتراف وكتفوه وجردوه من ملابسه " ..واصطحبني الامناء الي الغرفة بعد ان جردوني من ملابسي.. وفوجئت ان هذه الغرفة كاتمة للصوت حيث انها محاطة باكملها بطبقة من الاسفنج والجلد العازل للصوت ..ثم طرحوني ارضا وقاموا بوضع سلك كهربي في الاصبع الكبير من قدمي اليمني والطرف الثاني في مقدمة " العضو الذكري "!!
هنا توقف مرسي عن الكلام ..والدموع بدات تفيض من عينيه ولكنه تماسك وعاد مرة اخرة للحديث ..وقال انه مع الضغط الواقع عليه طلب الاعتراف باي شئ ..وقال للضابط " مستعد ان اعترف انني قتلت السادات " ، ولم يكف الضابط عن التعذيب بالكهرباء .. رغم ماقلته له ..وبعد ذلك امر بسجني في زنزانة امن الدولة بالدور الاول وقضيت بها 22 يوما ..وامر بعد ذلك بترحيلي الي سجن دمنهور.. وتم ايداعي سيارة الترحيلات التي جابت محافظات الوجه البحري لتسليم المعتقلين في السجون المختلفة حتي تم تسليمي لسجن دمهنور ..ثم اودعوني لمدة يوم في غرفة الايراد وهي غرفة التصوير وكتابة الاسماء واستلام الزي الابيض للسجن وكان يوجد في هذه الغرفة اكثر من 50 شخصا وتصل مساحتها 15 مترا مربعا!!
يتابع مرسي قائلا: قضيت 30 شهرا بالسجن ..لا اعرف ما سبب سجني ..وكلما سالت شخصا من المعتقلين: تفتكر هاخرج امتي؟.. تكون الاجابة اللي بيدخل يابني هنا مبيخرجش.. وكان المعتقلون بيسالوني: هما اللي برة عارفين اللي بيحصلنا ؟ فاجيبهم: ولا حد عارف حاجة، الناس "ملهية" في لقمة العيش.. ويتحدث مرسي عن التعذيب بنوع من الاسي والحسرة قائلا.. كنا نتمني الموت داخل الزنزانة من هول التعذيب وشدته ولكن الحراس كانوا يمنعوننا.. فالطعام يدخل لك مرتين.. الفطار وهو عبارة عن فول مسوس وعيش في اسمه فقط ولكنه ليس عيشا، فالحيوانات تابي ان تاكله ..اما الغذاء فكان عبارة عن ارز يتم وضعه علي بلاطة من البلاط الزنزانة علي هيئة "كوم" من قبل عامل التعبئة.. وفي قلب الكوم يتم تفريغه ووضع الخضار به.. ثم تاكله دون اي معلقة بعد ان تخلطهما علي بعضهما البعض.. وحدث ولا حرج ايضا عن العذاب المادي، فالضرب والاهانة وسب الدين احداث يومية لا تتوقف ..ناهيك عن اليوم الاغبر الذي تاتي فيه مصلحة السجون لتفتيش السجن ، فهذا يوم مشهود في السجن ..الرعب والخوف يدب في كل مكان ..الكلاب البوليسية تسبق رجال المصلحة في التفتيش لتنهب في اجسام المعتقلين فضلا عن الضرب بعصي الامن المركزي والصعق بالكهرباء ..لدرجة ان الاجسام كانت تتشقق من كثرة التعذيب ..ويضطر المعتقل الي النوم علي الارض من هول هذا التعذيب والدم يسيل من جسده ثم يتعرض لاغماء وعند الافاقة يجد نفسه غير قادر علي القيام الي اعلي لان الدم التصق بالارض..
يمشي علي يده
اما ابراهيم سيد ابراهيم البالغ من العمر 45 عاما فقد قضي 9 سنوات من هذا العمر في سجون الابعادية بالبحيرة وسجن النطرون واحد وسجن النطرون 2.. وعن سبب تهمته والقائه في المعتقل، قال لا اعرف رغم خروجي من المعتقل عام 2007 موضحا انه في بادئ الامر زار هو الاخر مبني امن الدولة بالساحل قبل ان يتعرض للاعتقال.. حيث كان يذهب اليه من ان الي اخر كنوع من المراقبة الواقعة عليه.. ويسأله الضابط اين تصلي ومع من ؟..وكان الدخول الي هذا المبني بمثابة لغز.. فالعسكري يغمي العينين ويجعلني اقفز اماكن لانه يقول انه يوجد سلالم امامي.. واكتشف بعض ذلك ان هذا نوع من التمويه ولا يوجد سلالم.. فغرضه من ذلك عدم حفظي للمكان.. ورغم المراقبة المفروضة تم اعتقالي عام 1999 واتهموني بمحاولة السفر الي افغانستان والانتماء الي جماعة الجهاد!!
وقال ابراهيم: اجبروني بفعل ضغط التعذيب بالكهرباء في مقدمة اذني لأعترف بالانتماء الي الجهاد.. ورحلوني بعد ذلك علي السجون التي ذكرتها، وهناك رايت العجب العجاب.. الزنزانة بها 24 معتقلا اي نصيب المعتقل الواحد 44سم، المياه تاتي مرتين فقط في اليوم، هناك قائمة بالممنوعات وهي القلم والمصحف والابرة وسن القلم الرصاص والجرائد، كما ان الزيارة تكون كل 15 يوما وتكون لمدة دقيقتين ويفصلني عن الزائر سلكين شائكين من الارض للسقف وبينهما فراغ يتجول فيه العسكري ليسمع ماذا اقول لمن يزورني.. اما من يريد أن يذهب للعيادة فعليه ان يمشي علي يديه ويرفعه من قدميه احد اصدقائه.
اضاف ابراهيم: انه وزملاءه المعتقلين كانوا يستخدمون عظم الدواجن كابرة لحياكة ملابسهم ..كما كانوا يستخدمون "استك" الملابس الداخلية ذات اللون الاسود لكتابة القران بها علي الحائط ليحفظه الشباب الباغي حفظ كتاب الله.
محاكمة عسكرية
الحكاية الاخيرة جاءت علي لسان محمد عبدالسلام محمود الذي دخل المعتقل في 1994 وخرج في 2007.. اكد له جهاز امن الدولة انه ينتمي الي جماعة الجهاد.. فحولوه الي محاكمة عسكرية واصدرت حكمها 5 سنين بالسجن.. ثم قضي بعد ذلك 11 شهرا في سجن طره ثم 19 شهرا بسجن العقرب ثم 35 شهرا بسجن ابو زعبل.. يقول محمد انه خلال مدة اعتقالي منعوه من زيارة اهله له لمدة تصل الي 61 شهرا !!..مشيرا انه تعرض في سجن ابو زعبل لابشع انواع التعذيب.. فقد ضربه احد الحراس بكفيه علي اذنه مما نتج عن ذلك ثقوب في الاذن.. وكان محبوسا في زنزانة مساحتها متر في 160 سم ولا يوجد بها مياه او كهرباء او دورة مياه.. وكانت تحتوي فقط علي "جردل " للتبول " واخر للمياه.. وفي اول ايام رمضان في احد السنوات وعند الفطار فوجئنا بوضع " جاز " علي الطعام وتم اجبارنا علي تناوله.. اما بالنسبة لصلاة العيد فقد تم منعه من صلاة 12 عيدا في 6سنوات متتالية خلال المعتقل.
ويضيف محمد: انه كان في بعض الاحيان من شدة التعذيب ينام واقفا حيث كان لا يستطيع النوم علي بطنه او ظهره من بشاعة الضرب الذي كان يتعرض له.. موضحا ان زميله معوض اصيب بالجنون من هول التعذيب.. وكذلك ايضا زميله طالب الكلية الجوية محمد حامد اصيب هو الاخر بالجنون وكانت تهمته هي الصلاة والمحافظة عليها ..وصل الامر بهذا الطالب انه كان يتبول علي نفسه من شدة التعذيب..
كتبت أماني عيسي و محمد البدري : أكثر من 20 عام قضاها معتقلون سياسيون داخل سجون مصر ليروي كل منهم أشد صنوف العذاب  التي شهدوها طيلة حياتهم وقضوا   فيها   زهرة شبابهم   داخل السجون لذلك قامت أكثر من 6 مراكز حقوقية لتنظيم جلسات إستماع لهم مساء أمس في معهد المحاماه  ليقوموا بفضح النظام الذي مارس ضدهم كل أنواع التعذيب

سجن أبو زعبل عالم أخر بدون حياة

ويقول مجدي عثمان أحد المعتقلين السياسيين في قضية ” الفيديو “  ماتت والدتي بالسرطان من فرط حزنها علي أما إبني فلم أراه منذ ولادته وهو الأن أنهي دراسته الجامعية , ويسرد مأساته داخل سجن أبو زعبل الذي لم يري الشمس فيه طيلة 12 عام  , مستعرضا حالة زملائه في السجن فمنهم من مات ” متعفنا ” أو ” مصاب بالصرع والتشنجات “  , بخلاف عدم وجود دورات مياه داخل السجن أما مياه الشرب فهي من ” المصارف
قائلا حينما يريد ضباط أمن الدولة إلصاق التهم بنا نذهب إليهم ونمكث حوالي 4 شهور ثم نعود إلي السجن مرة أخري بحجة ” القيام بأعمال إرهابية ” . وطالب مجدي بتعويضه عن السنوات التي قضاها داخل السجون خاصة وأن له أحكام واجبة النفاذ ضد وزير الداخلية .
سجن طره والسجود لمبارك
ويتحدث مجدي زكي وهو من أول النزلاء في سجن العقرب  يقول بعد قضاء 17 عام داخل السجن عندما خرجت وعدت إلي الحياة  شعرت بأني كنت مولودا داخل الزنزانة  ويوضح مجدي صنوف التعذيب التي لا تعد ولا تحصي بداية من منع الطعام عن المعتقلين والذي يحتوي علي ثلاثة أنواع فول وأرز وعدس ” بالحشرات”  أو وضعه لهم بدون ملح مما سبب لهم نقص في الكالسيوم أو الضرب والتعذيب بدون ” ملابس ” نهائيا ومن يرفض ذلك تمزق له ملابسه وهي بدلة ” خيش ”  توزع علي المعتقلين كل عام   وحدث ولا حرج عن ” الإعتداء الجنسي ” يقول من يرفض  أن يعتدي عليه  تمزق ملابسه ويهان  وفي حالة الفشل يتم وضع ” مخدر ” للسجين وعند نومه ” يسلط ” عليه الجنائيين ويتناوبوا الإعتداء عليه ومنهم من توفي ” مضربا ” عن الطعام من هول ما حدث معه .

ويستكمل مأساته هو وزملائه  مع أحد ضباط السجن ويدعي أشرف إسماعيل أنه يقوم بأمر المعتقلين ” بالطواف ” حول الشجر والدعاء باللبيك اللهم لبيك  أو ” السجود لحسني مبارك “.

وفي نفس إتجاه التعذيب يقول لنا زجاجتان مياه في الأسبوع للإستحمام والوضوء وغالبا ما يتم منعها مما أصاب مئات السجناء بأمراض مزمنة لا تخطر علي أحد .

ويؤكد مجدي أنه سيقوم برفع دعوي قضائية ضد ” أحمد سليمان ” مدرب حراس مرمي منتخب مصر “  ورئيس مباحث سجن طره سابقا  وذلك لإرسال مخبرين يقومون بضربه خصيصا طيلة 17 عام  من أجل قيام مجدي زكي بالإساءة لأحد معاوني سليمان لكونه أهان زوجته.


تهديد ووعيد بخطف بلال سيد بلال

يؤكد والد السيد بلال وهيثم إبراهيم وهو من قام بغسل بلال أنهم تلقوا تهديدات مباشرة بخطف طفل الشهيد وتعذيب أصدقائه حتي الموت إذا لم يتنازل والده عن القضية المقامة قتلة سيد بلال بناء علي تعليمات رئيس مباحث الإسكندرية  ,ويضيف الأب أن أمن الدولة لا يتركوا شيئا في المنزل إلا وأخذوه بحجة ” الدواعي الأمنية ” مثلما أخذوا سيد الذي إتهم ظلما في قضية تفجير كنيسة القديسين ويستكمل عندما كنا نذهب لزيارته نجلس من 8 صباحا حتي 3 عصرا لنراه خمس دقائق فقط  , وأشار هيثم إبراهيم إلي الإصابات البالغة التي واجهته أثناء غسل سيد بلال من أثار تعذيب تبدء بطوق كهرباء علي رأسه  و تليها طعنات قاتلة في سائر أنحاء جسده فضلا عن الكدمات والسحجات أسفل البطن إلي أن تم دفنه في غير مدافن الأسرة حتي لا يعاد تشريحه مرة أخري .



قتل الأبناء أو تسليم مصباح

أما والد الشاب حماده مصباح يقول تم ” إرهاب ” منطقة أبيس بأكملها ليقبضوا علي إبنه وذلك رفضه تسليمه لكونه مريض  وكان عليه الإختيار إما ” قتل أبناؤه جميعا” و إعتقاله في النهاية الأمر الذي جعل حماده مصباح يذهب معهم رغما عن أنفه  علما  بأنه وغير موجه له أي إتهام أو علي ذمة أي قضايا أخري  ومعتقل منذ 2006 .

وتستكمل والدة محمد هندواي معتقل أخر أنه مسجون منذ 5 سنوات لكونه ” ملتحي” فقط لا غير وهو من ضمن المجموعة المتهمة بتفجيرات القديسين وأثناء الثورة تم حجزه ومعه 4 من زملائه وتم إطلاق ” قنابل مسيلة للدموع ” عليهم داخل غرفة الحجز .


ويقول محمد مدحت أحد المعتقلين منذ أن كان عمره 19 عام بسبب والده أبو الخباب المصري لكونه دكتور كميائي تم إتهامه بمساعدة إبن لادن بإنشاء سلاح نووي في أفغانستان وأنه مطلوب من الولايات المتحدة وحينما توفي والدي من شدة التعذيب أصبحت ” عوضا ” عنه حتي الأن .


حفلة التشريفة  للمعتقلين السياسيين في سجن الوادي الجديد

محمد إسماعيل عبد الغني ” كبش فداء ” يقول أي شئ يحدث داخل مصر يتم إستدعائي علي الفور دون أي دليل  فمنذ أن تم إعتقالي سنة 81 بعد مقتل السادات وعام 87 في قضية الناجون من النار غير إتهامه بأنه الرجل الثالث في تنظيم القاعدة يقول  شهدت صنوفا من العذاب أهمها ” حفلة التشريفة ” وهي خلع كافة الملابس وإزالة الشعر كاملا والمشي علي أربع وتقليد صوت ” الكلب”  بعدها  يختار كل منا إسم ” إمرأة ” لتكون لقبه طيلة مدته

ويتابع حياته داخل السجن أن ضباط الأمن يقومون بتعصيب أعييننا ونحن بدون ملابس وعندما يأتي وقت الصلاة نصلي في غير إتجاه القبلة حتي يستهزؤا بنا, مضيفا أنه خلال 6 شهور توفي 70 شخص في سجن الوادي الجديد
كشف عبدالله عمر عبد الرحمن نجل الشيخ عمر عبدالرحمن أحد قيادات الجماعات الأسلاميه في التسعينات والمحكوم عليه بالسجن مدي الحياه بالولايات المتحده الأمريكيه أن سبب سجن والده هو الرئيس المتنحي حسني مبارك وأن عدم عودة والده ألي مصر كما هو منصوص في بروتكولات التعاون بين مصر وأمريكا هو العداء الشخصي من مبارك لوالده وهذا ما صرح به القيادات الأمنيه له بعد أن توجه عبدالله لهم من أجل أن يحاكم في مصر أو يقضي باقي عقوبته في مصر فكان هذا الرد
و طالب عبد الله الرئيس بارك أوباما أن يفرج عن والده وأن يعيد النظر في قضيته التي قال عنها النائب العام السابق رمزي كلارك أنه قضيه ملفقه وأن علي أوباما أن يطبق دعواتها ألي الحريه التي ينادي بها وأن  يوقف الأهانه التي يتعرض لها الشيخ لأنه  يهان بسبب أنه  رمز للأسلام لأنه أحد مشايخ الأزهر
وأضاف عبد الله أن والده رغم معاناته ألا أنه رفض العودة ألي مصر في ظل نظام مبارك وذلك ليس خوفا منه أو من نظامه ولكن لأن الشيخ كان يقول كلمه الحق ولا يخشي أحد وكان هذا سبب كره مبارك له
وأشار عبد الله أنه عندما توجه لجبهه علماء الأزهرالتي كانت في عصر مبارك  السابقه لمسانده والده قال له رئيس اللجنه " والله والدك أشجع أزهري ونحن جبناء " وأنه لن يستطيع ان يفعل شئ
وعندما توجه لشيخ الأزهر السابق الشيخ محمد طنطاوي  وهو صديق الشيخ عمرقال له أن والده من أنبل الناس ولكنه لا يملك له ألا دعاء وقال أدعو له معي أن يفرج عنه الله
وأكد عبدالله انه توجه لشيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب بعد سقوط النظام وأنه قال له بأنه سيدرس الموقف القانوني مع اللجنه القانونيه من أجل أن يري كيفيه التحرك في قضيه الشيخ عمر عالم الأزهر
جا
وطالب عبدالله علماء الأزهر بالتحرك من أجل نصر والده أحد علماء الأزهر وأن عليهم ان يكفوا عن التخاذل مؤكدا أن العالم يعرف قدر العالم مثله وأن ما أحزنه هو ووالده عدم دفاع أحد من الأزهر عنه رغم انهم يعرفون وسطيه الشيخ وأنه لم يدعوا يوما ألي العنف
وشدد عبدالله علي أنه يجب علي وسائل الأعلام ومنظمات حقوق  أن تتبني قضيه الشيخ عمر الذي ناهز الثلاثه والسبعون عام واصيب بأمراض عده بسبب حبسه أنفرادي علي مدار ثمانيه عشر عام وأنتهاك أبسط حقوقه مجامله لمبارك ونظامه السابق
وفجر نجله مفاجأة بأن والده قد تعرض لعملية اغتيال من الأجهزة المصرية في عام 88 عندما خرج من مسجد "على النور" فوجا بإطلاق النار عليه والقنابل المسيلة للدموع , ولكن أنقذته  العناية الإلهية من عملية الاغتيال .

فوضعوه تحت الإقامة الجبرية عام كاملاً (1989 حتى 1990) فكان لا يخرج من منزله إلى للصلاة فى المسجد , وحاول أن يسافر إلى أداء سنة العمرة ولكن السلطات المصرية منعته أكثر من مرة .

وقال: أن والده علم أن النظام المصري يحيل بينه وبين طريقه الدعوى , فسافر إلى السودان ثم طاف بلدان عديدة لنشر الإسلام فيها والسنة النبوية , على أن أنتهي به المطاف فى أمريكا , وعمل بالدعوة الإسلامية فيها حتى صار أسمه يعرفه أغلب الإسلاميين في أمريكا , حتى أن قناة الـسى ان ان أجرت معه حواراً كاملاً , وقال فيه أن حسنى مبارك هو قاتل الأبرياء وحسنى مبارك يعتقل ويعذب الشباب .
وأضاف: وعلى الفور قام نظام مبارك بفبركة قضية لأبى عام 92 وهو يقيم في أمريكا وتم الحكم عليه 7 سنوات غيابي , وتم القبض علي أبي في أمريكا , ووجهوا له اتهامات منها التحريض على جرائم العنف والاغتيال , والتحريض على نسف المباني العامة في نيويورك , و التآمر والتحريض على اغتيال حسنى مبارك أثناء زيارته لنيويورك , وتدريب أشخاص على عمل المفرقعات , على الرغم من أنه كفيف وتم الحكم على أبى فى مجموعة هذه الاتهامات بالسجن لمدة 385 عاماً , أي السجن لمدى الحياة مع العلم أن القاضي الذي حكم على أبي كان يهودياً و القانون الذي حوكم به أبي كان استثنائياً وليس أمريكي ولم يطبق منذ 200 عاماً أيام الحرب الأهلية .

أما مجدي عثمان الذي قضى من عمره في السجن 17 عاماً خلال حكم مبارك , فيقول عن نفسه أنه دخل إلى السجن في رعيان شبابه عندما كان عمره 28 عاماً وخرج من السجن عندما تجاوز عمره الـ45 عاماً , فمرضت والدتي بمرض السرطان " وخلال الـ17 عاماً لم أرى زوجتي ولا أولادي ولا أمي المريضة .
وتحدث عن سجن أبو زعبل وقال : كان إدارة السجن تأتى لنا بالمياه من ترعة الإسماعيلية وكانت المياه ورائحتها كريهة ولا يطيق أحد أن يشمها لا أن يشربها , فكنا نضع المياه في زجاجات ثم نأتي بالقماش ونحاول أن "نصفيها" من الشوائب والطين الذي يملئها , فالمياه التي كنا نشربها خارج السجن والتي كنا ندرس خصائصها فى المدارس أن ليس لها لون ولا طعم ولا رائحة , ولكن اختلفت تماماً مياه أبو زعبل عن المياه التي كنا ندرسها في كتب المدارس فكانت المياه لونها أسود وطعمها لا يطاق ورائحتها كريهة , وعلى الرغم من ذلك كنا نشربها حتى نعيش ولكن سقط منا شهداء داخل السجن لأن معدتهم كانت لا تتحملها .

وعن شكل الزنزانة قال عثمان: لا توجد كهرباء فيها والصراصير والحشرات الغريبة كانت تملئها, ولا يوجد بها حمام , وكنا نقضى حاجاتنا في أكياس وكنا نتيمم لنصلى , وكان في كل صباح يكون يحدث تفتيش من إدارة السجن "ويسمى تفتيش مصلحة" كان المخبرون والضباط يدخلون علينا ويخرجونا من الزنازين ويجعلوا وجوهنا في الحيط , ثم يسرقون كل ما في الزنزانة , ثم يأتوا بمياه المجاري ويملؤا بها الزنزانة, فلا نصلى من النجاسة ولا ننام من الرائحة والمياه العفنة .

وكشف عثمان عن وسائل جديدة للتعذيب وقال: خلال 17 عاماً لم نأكل أي طعام به ملح , حتى فقدنا الكالسيوم من أجسادنا فأصبحنا ضعفاء ووقعت جميع أسنانا , وحرمنا من الشمس , وأصاب الكثير منا بتشنجات وصرع , فكان أي حدث يحدث خارج السجن مظاهرات أو خلافة كنا نعذب بسببه , فالدماء كانت تنزف من أجسادنا يومياً .

أما مجدي زكي محمد موسي الحاصل على ليسانس حقوق وإجازة في تعليم القرآن الكريم والذي اعتقل في شهر 8 عام 1990م فأنه يقول: الضابط إللى ألقى القبض عليا قال لي نصف ساعة نحقق معاك وترجع لبيتك بالسلامة , فرجعت لبيتي في 29 /7 / 2007م !!. , وحتى الآن لا أعرف ماذا صنعت ولماذا تم اعتقالي كل هذه الفترة على الرغم من أننى حصلت على مئات الأحكام القضائية الواجبة للإفراج عنى ومعي صور تلك الأحكام

وفجر "مجدي" مفاجأة من العيار الثقيل وقال:  17 عاماً ضاعوا من عمري في سجون مبارك , وبعد الثورة الناجحة التي أطاحت بالرئيس مبارك وحبيب العادلي , نسمع خبر تعيين اللواء محمود وجدي وزيراً للداخلية , اللواء محمود وجدي هو رئيس مصلحة السجون فترة اعتقالي , فكان هو الشاهد على تعذيبنا , ودفن مئات الشهداء من المساجين في عصره , فهل هذه هي انجازات محمود وجدي في السجون المصرية , فكنا نأكل في عهده في السجن الفول والأرز والخبز, لمدة 17 عاماً, وأقسم بالله العظيم لم أذق خلال الـ17 عاما سواء الأصناف الثلاثة فقط , وكان السجان يأتي لنا بالطعام ويضعه على الأرض دون أطباق , وكنت أخرج من وجبة العدس الواحدة عندما أقوم بتنقيتها على الأرض ما يزيد عن 25 دودة , فهل هذه مكافأة للواء محمود وجدي الذي أخشى أن يحول مصر إلى سجون كبيرة كـ أبو زعبل وليمان طره والعقرب الذي مات في زنازينه المئات من شباب مصر اليافع .

وأضاف بصوت حزين و قال: "أنا لفيت السجون كعب داير" قضيت عام في سجن الاستقبال , وعام آخر في ليمان طره ثم كنت أنا أول سجين يدخل سجن شديد الحراسة "أو ما يسمي بالعقرب" بعد افتتاحه في شهر6 عام 1993م , ونقلت في حملة تأديبية لسجن ليمان أبو زعبل قضيت فيه 12 عاماً دون زيارة وفى حبس إنفرادي .

وأضاف: كنا 47 معتقل سياسي , مات مننا 8 , وأتذكر السفاح الضابط وليد فاروق النادي , الذي كان يتولى تعذيبنا وكان يشترط علينا أن نتجرد تماماً من ملابسنا , وكنا بالتالي لا نصلى لأن عورتنا متكشفة , وكانت إدارة السجن تعطينا "بدلة خيش" كل عام , والـ48 معتقل فقدوا أسنانهم جميعاً بسبب عدم وجود ملح في الطعام أدى إلى نقص الكالسيوم .

فبكى عندما تذكر موقفاً , فحكى وقال: أنا كنت في عنبر 5 , زنزانة انفرادي, وضابط السجن فتح لي الزنزانة وقال لي "ادخل الزنزانة إللي جنبك وخلى زميلك يفك الإضراب عن الطعام إللى عمله لأن مفيش حاجة عندنا بتجيب نتيجة معانا .

وأكمل كلامه قائلاً: فدخلت الزنزانة المجاورة لي ووجدت أخ "لا أريد أن أقول أسمه" ملقى على الأرض وبدون ملابس تماماً فقلت له لماذا أنت مضرب عن الطعام فقال لي , كنت مريض فطلبت من إدارة السجن علاج فأعطوني , ولكن العلاج كان ليس علاًجاً لمرضي ولكنه كان منوم , ثم قام ضباط السجن بإدخال الجنائيين عليا فاعتدوا عليا جنسياً , فقررت أن أضرب عن الطعام , وبعدها بلحظات قد فارق الحياة . وأضاف: كما أتذكر أخي "خالد كمال أبو المجد" الذي توفى أيضاً بعدما اعتدوا عليه جنسياً واضرب عن الطعام حتى الموت .

وبدأ يكشف عن أسماء المعتقلين الذين استشهدوا داخل السجون وقال: أتذكر أخي "أحمد عبد الرحمن" الذي كان يعانى من مرض البواسير و ظل ينزف لمدة 3 سنوات دون علاج حتى مات بالجفاف, فرأيت من نظارة الزنزانة العساكر وهم يحملونه في بطانية ثم إلى ثلاجة الموتى  .

أما أخي الشهيد "حسن محمد إبراهيم" , فقد مات من شدة التعذيب , وكذلك الأخ "مجدي عبد المقصود" , ولا استطيع أن أنسي الأخ الشهيد "نبيل على جمعة" الذي مات وهو جالس على الجردل أثناء قضاء حاجته , وكذلك الشهيد "أحمد عبد العظيم" الذي توفى عام 1997 من شدة التعذيب في السجن, وكان الشهيد "يوسف صديق باشا" في الثلاثينات من عمره ومن شدة التعذيب كان يقضى حاجته على نفسه حتى مات .

وكان المجرمون السفاحون هم الذين يعذبوننا حتى الموت وهم: وليد فاروق – ضابط أمن الدولة , و أشرف إسماعيل –رئيس مباحث السجن .

وعن جرائم هؤلاء الضباط فقال: فكان رئيس المباحث – أشرف إسماعيل- , "يقول لنا ده لو الواحد حبس حمار كان مات" , فرد عليه أحد المعتقلين إحنا معانا كتاب ربنا , فقام هذا المجرم بلم جميع المصاحف من كل الزنازين وأحرقها أمام أعيننا ونحن مكبلين الأيدي والأرجل, فكان هذا الضابط يفعل ما لا يتخيله عقل , فكنا قرابة 100 معتقل في التأديب فكان يجمعنا , ويقول لنا طوفوا حول هذه الشجرة وقولوا لبيك اللهم لبيك , وكان يأتي بصورة حسنى مبارك ويقول لنا أسجدوا تحتها , فاعترض أحدنا فقتله , فسجد جميع الباقين وكنا شباب من العشرينات من عمرنا , ولكن كانت قلوبنا تتقطع حزناً وألمناً , وبعد هذه المشاهد التي لا استطيع أن أحكيها كلها لأن بها أحداث لا يصح أن أحكيها , قام الرئيس مبارك بإعطائه وسام شرف في إحدى أعياد الشرطة .

وكذلك المجرم الضابط طارق إلياس كان يدخل كل زنزانة ويعطى لها الطعام فكان الطبيعي أن يأتى بمغرفة العدس ويضعها على الأرض دون أطباق -وكنا راضين بذلك- , ولكن كان يقوم بوضعها على رأسي ويقول "كل بقى العدس من على راسك" , وكان لا يوجد مياه لكي ننظف أنفسنا أو نغسل الخيشه التى كنا نرتديها , فكنا في حالة تعفن صعبة .

وأشار إلى أن الضابط أيمن طاهر بيلعب مصارعة فكان يأتي بالمعتقلين ويتمرن فيهم كل يوم , وقال: والضابط باسل حسن وعلاء طه كانوا يمارسون التعذيب علينا أيضاً .

أما عن مطالبه فقال: لابد من حل جهاز أمن الدولة والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين, وقال: سأقوم برفع قضية على الضابط المجرم على أحمد سليمان – مدرب حراس مرمي النادى الأهلى الذى كان يمارس علينا أشد ألوان التعذيب .

أمام محمد إسماعيل عبد الغنى قال : تم اعتقالي من 81 ثم خرجت ودخلت عشرات المرات إلا أن خرجت من المعتقل بعد مقتل السيد بلال , وقال أن ضباط السجن أمثال مجدي الفار ومحمد السعيد لابد أن يعدموا على ما ارتكبوه من إجرام في حق المساجين السياسيين الذين نزفت دمائهم الشريف وقت التعذيب .

وقال: وكان ما يؤلمني هو لحظة الحكم بالإفراج فكنا نطلق عليه اسم "إحراج" لأن الإفراج لم يطبق علينا, فأنا حصلت على عشرات الأحكام بالإفراج عنى ولكن الضباط يتحفظون علينا في جهاز أمن الدولة بلاظوغلي ثم يفبركون محضراً ,  حتى ظللت في هذه الدوامة قرابة الـ20 عاماً .
وعن الكوارث التى تحدث في سجن الوادي الجديد فيقول: أن ضابط السجن دخل علينا ونحن نصلى وأجبرنا على التسليم من الصلاة وقال لنا "كلكم تصول وتقولوا مبارك أكبر .. جمال أكبر" وأخذ يضحك ويستهزأ ونحن نبكي .

أمام في مقر أمن الدولة بلاظوغلي فقال: فكنا نصلى "بالغمايه" فقام أخ بنزعها, فوجدنا واقفون على شكل دائرة كلنا في وجه بعضنا نصلى الظهر , وكان الحلاق يدخل علينا في الزنزانة ويحلق لنا شعر رأسنا وحواجبنا وذقننا وصدرنا ويتم تعذيبنا وضربنا بمواسير من حديد .

وعن أشكال التعذيب التي تتنافى مع الآدمية قال: كان الضباط يمرحون بنا فكانوا يجبرونا على أن نمشي على أربع ونخرج كما يخرج البعير ونحن بلا ملابس تماماً , وكانا الضابط يأمرنا بتغيير أسمائنا لأسماء بنات فطلب منى أن أغير أسمى إلى أسم بنت فقلت له أنا حذيفة , فظن أنها أسم أنثى فتركني .

وأتذكر الضابط مدحت محمد عندما قال له المعتقل محمد أسامة أنا أخويا ضابط فرد عليه وقال له أنت وأخوك والحكومة "وربنا" هسجنكم بنفسي .

وكشف هيثم إبراهيم – الذي قام بتغسيل السيد بلال وأهو أقرب أصدقائه , عن وقائع جديدة فى عملية قتله حيث قال: استشهد السيد بلال في مقر أمن الدولة بمديرية الأمن القديمة ثم تم نقله إلي مشرحة كوم الدكة , فأسرعت إلى المشرحة ودخلت غرفة المشرحة ووجدت الشهيد في كيس ففتحت هذا الكيس وقمت بتصوير أماكن التعذيب التي تعرض لها السيد , إلى أن شاهدني لأحد المخبرين فكتفني واعتدى على بالضرب , وحضر الغسل معي ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية و خالد شلبي رئيس مباحث الإسكندرية , وشاهدت بعيني سحجات في رأس السيد بلال مكان مشابك الكهرباء نتيجة التعذيب, بالإضافة إلى طعنات تحت كتفه وفى فخده وفى رجلة و تقدر بـ50 غرزة , بالإضافة إلى أن عورته كانت متورمة تماماً , وعلمت من أصدقاء السيد الذين اعتقلوا معه  أن عددهم كان 23 أخ محتجزون في مقر أمن الدولة بمديرية الأمن القديمة وأن السيد وضعوه ضباط امن الدولة على سرير التعذيب الكهربائي لمدة 12 ساعة متواصلة حتى فارق الحياة .

وبعد كل هذا قال لنا الضابط خالد شلبي : "الرمة ده لازم يدفن دلوقتي , ولو مش هتدفنوه, إحنا هندفنه فى مدافن الصدقة" , وحتى الآن يتصل خالد شلبي وناصر العبد وقيادات أخرى بمديرية الأمن بأسرة السيد بلال يهددوهم بخطف بلال أبنهم , وأضاف: الذي حال بينه وبين الحضور هو أن ضابط من المديرية اتصل به قبل بدأ جلسة الاستماع وقال له ان حضرت ستعود إلى المنزل ولن تجد أبن أخيك .

أما عن أحداث الكنيسة فقال والد المعتقل السيد إبراهيم, أن أبنه تم اعتقاله عقب زواجه بخمس أيام وقام الضباط بسرقة كل ما في البيت لحظة التفتيش حتى أن المخبر لقي استمارة بطاقة فاضيه فاخدها في جيبه وكذلك سرق التليفون المحمول .

وتحدثت والد المعتقل ممدوح على هنداوي – في أحداث الكنيسة وقالت أن أبنها أيضاً قد تزوج حديثاً أي قبل اعتقاله ب7 أيام , وقالت أنها ذهبت فى زيارة لأبنها فى سجن طره وشاهدت آثار التعذيب على جسده , وقال لها أن أيام الثورة ألقى عليهم ضباط السجن القنابل المسيلة للدموع وعندما فرت الشرطة وتركت السجن خرج من خرج وتبقينا نحن فى المعتقل وجلسنا 4 أيام دون طعام أو شراب ولا أحد يسأل عنا .

وتحدث أيضاً والد المعتقل حمادة مصباح حمادة محمد الذي بكي من شدة حزنه على فراق أبينه واعتذر عن عدم استطاعته الحديث بعدما سمع كل ألوان وأشكال التعذيب التى تمارس على المعتقلين فى السجون .

وفي النهاية عقب المهندس هيثم أبو خليل عن هذه الجرائم البشعة التي ارتكبها زبانية مبارك على شباب مصر داخل السجون وقال إن عصر مبارك كان استدعاء لعصر حمزة البسيوني فكما تم توثيق عصر سجون السادات لا بد أن نوثق جرائم السجون في عهد الطاغية المخلوع مبارك , وطالب الحضور بتأليف كتب عن ما جرى في السجون المصرية وأنواع وأشكال التعذيب وما هي سلخانات التعذيب , وطالبهم بالدخول على الفيس بوك ليقوموا بفضح كل المتورطين في جرائم التعذيب ,  وطالب الحضور بمراسلة الصحفيين , مشيراً إلى أن سجن العقرب والوادى الجديد وأبو زعبل وطره أشد قسوة من سجن غوانتنموا

ثم تلي خلف بيومي – مدير مركز الشهاب لحقو الإنسان قائمة العار من ضباط الداخلية المتورطين فى التعذيب وكان فى مقدمة هذه القائمة السوداء : اللواء ممدوح وجدي-وزير الداخلية واللواء محمد إبراهيم-مدير أمن الإسكندرية السابق و خالد شلبي و ناصر العبد و خالد سعد و مجدي الفار و محمد السعيد و طارق إسماعيل و باسل حسن و علاء طه و محمد أبو حتيتة و محمد إبراهيم و و ائل الكومي و محمد صبري و محمد التهامي و إبراهيم النجار و أحمد المجبر و معتز العسقلانى و هيثم صبحي .

جاء ذلك خلال جلسة الاستماع التى نظمها ائتلاف المراكز الحقوقية بالإسكندرية، والذي يضم 6 مراكز – و هي "الشهاب لحقوق الإنسان، وضحايا لحقوق الإنسان، والنديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، ومركز نصار للقانون والمحاماة وحقوق الإنسان، وجمعية بلدي لتنمية الديمقراطية، وجمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان" بمقر معهد المحاماه بجوار فندق سيسل بمنطقة محطة الرمل فى السابعة من مساء أمس الاثنين


الوادى الجديد

كتب ـ كمال هداية

استكمالا للحديث عن معتقلات الموت والتعذيب فى عهد مبارك نتحدث عن سجن الوادى الجديد او سجن " عقارب الموت ".

على مسافة 670 كم من القارة يقع سجن الوادى الجديد الذى عكر بسمعته صفاء الصحراء ، فكم سالت الدماء المصرية من شباب الحركات الإسلامية فى هذا السجن الذى يبعد عن الطريق الرئيسى قرابة 3 كم داخل الصحراء .
هذا السجن باسواره العالية وتراشق الابراج على جنباته كأنها نذير الويل لمن دخله.

السجن بلونه الاصفر الممرض للعيون وبهواء العواصف الترابية والحرارة العالية فى الصيف وبرودته الصحراوية فى الشتاء ، تم افتتاحه عام 1994 وكان مخصصا لابناء الجماعة الاسلامية والاسلاميين بشكل محدود وبعض من الجنائيين العسكريين والاحكام الجنائية المثيرة للقلاقل والشغب .

يتكون السجن من 12 عنبر كل عنبر ينقسم الى ممرين  (أ , ب) فى كل ممر 10 زنازين وفى نهاية كل ممر 2 زنزانة للتأديب هذا غير عنبر التأديب المنفصل.

الزنزانة مساحتها 4 فى 6 امتار بابها مجلفن حديدى  بها دورة مياه داخلية ، والشبابيك عبارة عن فتحة 30سم فى 2 متر ويوجد عدد 2 شباك  وتحتوى الزنزانة الواحدة على 25 معتقلا او 30 فى بعض الاحيان .


وظل ابناء مصر فى هذا السجن قرابة 11سنة متواصلة ولم يكن احد يسمع بما يدار ولا الاعلام الغربى ولم تكن هنالك منظمات حقوقية ولا رأى مستقل ولا معارضة ولا احزاب تستطيع ان تقول ان هناك مساجين داخل هذا الوادى المميت .
8 الاف مسجون سياسي

وصل عدد المساجين فى هذا السجن الى قرابة  8 الاف مسجون سياسي اسلامى على خلفية الانتماء الى جماعة محظوره هدفها الاخلال بالنظام العام وتهديد الامن الاجتماعى ، حسب تعبير الامن .

يوجد فى السجن عنبر للتأديب وهو مستقل عن العنابر يتكون من 20 زنزانة انفرادية 2متر فى 3 متر وليس بها شباك والتعين (الطعام ) يتم تسليمه من الشراعة الخاصة بالباب ودورة المياه خارج الزنازين ، ويتم قضاء الحاجة (التبول والتبرز) فى جردل ، وزجاجة واحدة للشرب  .

التنكيل بالمساجين

كان يتم غمر الزنازين بالمياه المتسخة للتنكيل بالمساجين ويوجد عنبر خاص يطلق عليه المطبخ وهو مجهز تجهيزا عاليا ونظيفا غير ان وضع الرمال فى الطعام كان متعمدا من ثلة كانت تدير السجون فى الفترة من 1994 الى 2002 .

السجن يبعد عن الواحات الخارجة بنحو 28 كيلو متر ويبعد عن منقباد اسيوط 271 كيلو متر فى منطقة تسمى المنيرة  ، وكان أهالى المعتقلين يأتون لزياراتهم من المحافظات البعيدة وكانوا يمرون على اخطر بقعة وهى تسمى النقب وعى عبارة عن جبل حلزونى قل من بنجو من السقوط من أعلاه.

الثعابين الصحراوية والعقارب

كانت الثعابين الصحراوية والعقارب تخترق الرمال وتلدغ المساجين هذا غير حوادث الموت من ضرب السجانة والضباط المغضوب عليهم وقصص أخرى احتواها بطن هذا السجن الفريد والبعيد عن أعين الرقباء .


Description: http://www.almatareed.org/vb/images/misc/quotes/quot-bot-left.gif
خلفيه عن سجن الوادي الجديد


يقع سجن الوادي في مدينة الخارجة محافظة الوادي الجديد ويبعد عن القاهرة حوالي 630 كم ، وقد تم افتتاح سجن الوادي الجديد في 5 فبراير 1995 ، يضم السجن 216 زنزانة مقسمة على اثنا عشر عنبرا منها أحد عشر عنبر للمعتقلين السياسيين وعنبر واحد للسجناء الجنائيين ، ويضم كل عنبر ثماني عشرة زنزانة تأخذ شكل حرف h ، ولا تزيد مساحة الزنزانة الواحدة على ( 4×6م) بارتفاع 4 أمتار ، وجدران الزنزانة والأرضية والسقف من الخرسانة المسلحة وبكل زنزانة دورة مياه غير مسورة مساحتها متر × متر كما أن بكل زنزانة خمسة شبابيك مساحة كل منها (60 ×40 سم ) وارتفاعها عن أرض الزنزانة 3 أمتار ، وشبابيك الزنزانة لا تسمح بدخول أشعة الشمس أو الهواء النقي لأنها تطل على المناور الداخلية التي تحتوي على مواسير الصرف الصحي ، ويتكدس داخل كل

زنزانة ما بين 20 إلى 25 معتقلا
من الذي يحكم في سجن الوادي الجديد ؟ القانون أم بلطجة

رجال أمن الدولة؟


تقرير صادر عن المجموعة المصرية للحقوق الإنسان



سجن الوادي الجديد جهنم مسعر على الأرض كما اسماه الزائرين له:
ضمن متابعات المجموعة المصرية لحقوق الإنسان تم الانتقال15 / 10 / 2010 إلى محافظه المنيا لنقابه بعض أهل المعتقلين لنشاركهم هم ومعانة الزيارة في سجن الوادي الجديد اليوم الثاني يوم السبت 16 / 10 / 2010 وهو يوم السبت حيث نحاول مقابله أدارة السجن لمعرفه مصير المضربين عن الطعام منذ أكثر من شهر وبفعل تم الانتقال والتقابل مع اهلى المعتقلين و تم رصد بعض الانتهاكات التي تقوم بها أدارة سجن الوادي الجديد


السجن كابوس اسود منذ ثلاث أسابيع وكشفنا كذب أدارة السجن


حيث تقوم أدارة السجن من مواصله ما بدأته من (تغريب) لأبناء أرض الكنانة "بتأديبهم" حيث يعيش السجن منذ ثلاثة أسابيع أسوأ الفترات وأبشعها من حيث الممارسات التعسفية والاعتداء بالضرب على المعتقلين حتى أن مجموعه منهم قامت بعمل إضراب عام على الطعام منذ حوالي شهر لقد أصدرت المجموعة المصرية لحقوق الإنسان بيان بذلك وقد علمنا انه قدتم إنهاء الإضراب وان إدارة السجن استجابة لطلبات المسجونين ولكن الكارثة التي تم اكتشافه اليوم في هذه الزيارة هي أن الإضراب قائم وان أدارة السجن تكذب وان مشاكل المسجونين قائمه حتى الآن . سجن الوادي الجديد يعتبر أحد البؤر الهامة لممارسة التعذيب علي نطاق واسع ويعتبر حالة نموذجية في السجون والمعتقلات المصرية. فمساحته الضخمة وموقعه في قلب الصحراء الذي يبعد عن القاهرة حوالي 630 كم فضلا عن المعاملة التي يلقاها المعتقلون داخله تجعل منه كابوسا دائما للمعتقلين، حيث يتم تغريب مئات المعتقلين من السجون الأخرى ، يتبعها تغريبه الأهالي والجدير بذكر انه قد تقدم بعض محامين الحقوقيين وبعض محامين تنظيم الجهاد إلى النائب العام واتهم أحد البلاغات العميد «عبدالرحمن زكى» مأمور السجن، و«عبدالحميد الصيرفى» رئيس المباحث، والعقيد «خالد يوسف»، قائد العنابر، بتعذيب المعتقلين وأهانتهم والتنكيل بهم. وجاء فى البلاغ أيضاً أن «عبدالحميد الصيرفى» سبق أن سألته النيابة عن واقعة إضراب المعتقل «بهاء الدين عبدالهادى» عن الطعام أواخر الشهر الماضى لنفس الأسباب.وأضاف أن عدداً كبيراً من المعتقلين يعانى الأمراض الجلدية، منهم «سيد عبدالمجيد عبدالحليم» إضافة إلى شكوى أحد المعتقلين من تعرض زوجته فى بلدته للإهانة من قبل بعض الضباط بناءً على توصية من ضباط السجن.ومن بين المشاركين فى الإضراب الشامل عن الطعام «محمد عبدالرحمن الشرقاوى» القيادى بتنظيم الجهاد، الذى تدهورت صحته و«محمد عبدالحميد شادى» وهو مريض نفسى ومعتقل على خلفية قضية «تنظيم جند الله»، و«بسام حماد» أحد المحكوم عليهم فى قضية تفجيرات طابا

تقرير صادر عن المجموعة المصرية للحقوق الإنسان
سجن الوادي الجديد جهنم مسعر على الأرض كما اسمه الزائرين له:



المعانة حتى الموت للوصول إلى السجن:

وحسب شهادة أسرة أحد المعتقلين التي تقول "تمنع السيارات عن بوابة السجن بحوالي كيلو ونصف ننزل من العربة ونحمل ما أتينا به علي أكتافنا ورءوسنا ونمشي هذه المسافة حتي نصل إلي البوابة. وهناك نتعرض للتفتيش والبهدلة، وبعد ذلك نمشي كيلو ونصف الكيلومتر مرة أخري ثم نجلس في الاستراحة حوالي ساعتين، يقوم الحرس خلالها بأخذ تصاريح الزيارة منا والبطاقات الشخصية الخاصة بالزائرين. وبعد ذلك ينادون علي الزائرين، فنحمل أشياءنا إلي البوابة الكبيرة" وتضيف الشهادة "ويعاملوننا معاملة سيئة وكأننا لسنا بني آدميين. ولا يسمحون إلا بدخول كمية ضئيلة من الطعام بعد نزع العظام من الفراخ واللحوم وتقطيع الأكل وتفعيصه. والمؤلم جدا، أنه بعد ذلك يدخل أكثر من مائة شخص مرة واحدة إلي مكان الزيارة، لا نسمع صوت بعضنا كما لا نري وجه أخي بوضوح من وراء السلك، وبعد أقل من خمس دقائق ينهون الزيارة. وبعد الخروج نسمع صوت بكاء العديد من الأسر التي لم تستطع رؤية أبنائها بسبب الزحام الشديد". ومن الجدير بالذكر أن سجن الوادي الجديد يعتبر جيب صحراوي معزول عن العالم يتيح لضباطه إحكام الخناق حول المعتقلين سياسيا. وتنتقي وزارة الداخلية ضباطها بعناية ويشرف على السجن حالياً ضابط أمن الدولة أحمد الشريف ، وقد كان العميد عبد الرحمن زكى عطوة أول مأمور لسجن الوادي الجديد وهو الذي ترأس قوات أمن طرة لسنوات عديدة وقاد حملات تفتيش دورية علي سجون الليمان والعقرب تعرض خلالها المعتقلون لتعذيب استمر طيلة الحملة حني أوشك بعضهم علي الموت من الضرب ، وقد كافأته وزارة الداخلية فقامت بترقيته لرتبة عميد ثم نقل إلي سجن الوادي الجديد كمأمور. وفي سجن الوادي الجديد أطلق عطوة يده في المعتقلين فبدأت حملات التأديب بشكل دوري . يذهب اهالى معتقلى سجن الوادى لزيارة ذويهم وبعد عناء السفر مئات الكيلو مترات يتم منعهم من الزيارة ، "محبوسا حبسا انفراديا وممنوعا من الزيارة " تلك الجملة هي مجمل رد إدارة هذا السجن على ذوى المعتقل حينما يأتي ميعاد كل زيارة. وأحياناً يتم تهديد أهالى المعتقلين باطلاق الكلاب البوليسية عليهم ما لم يغادروا السجن. وتتبع ادارة سجن الوادى الجديد سيئ السمعة سياسة تأديبية لنزلائه تتضمن الحبس الانفرادى والحرمان من الزيارة وتلقى العلاج ، فضلا عن منع وصول الكتب الدراسية اليهم، وعدم وصول ما يكفى من الاغطية والملابس الشتوية اليهم. وتعتبر "السياسة التأديبية" التى تنتهجها ادارة سجن الوادى الجديد تجاه المعتقلين انتهاكاً صارخاً لأبسط قواعد حقوق السجناء ، فإدارة هذا السجن لم تتوان عن ممارسة كافة أشكال القمع تجاه المعتقلين لديها ، فلم تكتفى بما يعانونه من ويلات انعزالهم عن ذويهم وحرمانهم من الحرية في الحياة الخارجية دون سبب- سوى لمجرد أن ورقة صدرت من جهة إدارية جاء مضمونها أن وجود هؤلاء خارج أسوار السجون والمعتقلات خطر على الأمن العام !! حتى و لو كانت أحكام القضاء قد أكدت عدم مشروعية بقائهم قيد الاعتقال بموجب حكم صحيح بات ونهائي . ومن الجدير بالذكر أن هناك تجاوزات وبشاعة في المخالفات التي تحدث داخل أسوار هذا المعتقل الذي يعتبر بمثابة منفي قسري للمعتقلين سياسياً وعين الرقابة غائبة . وكثير من السجناء أصيب من جراء الاعتقال والتعذيب بالعديد من الأمراض الخطيرة ضيق في صمام القلب.. حساسية في الصدر .. مشاكل في الكلى والكبد بسبب الماء الملوث .. أمراض بالجلد .. أمراض في العظام ..إلخ من الأمراض .

مصير كل من يشتكى هو العقاب القاسى :


لماذا يظل المواطن المصري قيد الاعتقال على الرغم من صدور العديد من الأحكام التى تقضى بوجوب الإفراج عنه ؟ إذا لم تكن وزارة الداخلية هي المسئولة عن كل تلك المخالفات التى تتم تحت ملأ بصرها وسمعها فمن المسئول ؟ !

يقول (حسام ح) أحد المعتقلين في سجن الوادي في رسالة له " وهو احد المشاركين في الإضراب عن الطعام لقد تنقلت في سجون مصر كلها ولاقيت فيها أشد ألوان العذاب والمعاملة السيئة من قبل ضباط أمن الدولة وذلك تحت طائلة قانون الطوارئ.. هذا القانون الذي أعطى لهؤلاء الضباط الحق في التعذيب والإهانة فتبا لهاذ القانون الذي دمر حياتي وحياة آخرين مثلي والآن أنا أقبع في سجن الوادي الجديد، بعد أن تم ترحيلي من سجن ليمان طره وذلك عقابا لي لأنني أطالب بحفي في المعاملة الحسنة وحقي في العلاج.. وهذه هي أبسط حقوق الإنسان.. فكان العقاب هو ترحيلي إلى مجاهل الصحراء حتى انقطع عني أهلي وقد تم وضعي في زنزانة منفردة أنا وزملائي . . الذين رحلوا معي وأسيئت معاملتنا كالعادة تنفيذا لأوامر ضابط أمن الدولة.. وأنا الآن مضرب عن الطعام لإساءة معاملتي هناك نقلهم من سجن طره إلى معتقل الوادي الجديد عقابا لهم على احتجاجهم على المعاملة السيئة ولأنهم تجاسروا وخاطبوا النائب العام بشكاوى تتضمن تظلما من سوء المعاملة والاعتقال بدون وجه حق، بدون اتهامات، بدون محاكمات.. وإنما بناء على قرار صادر من جهة واحدة ووحيدة هي جهاز أمن الدولة. الأحوال المعيشية السيئة في السجون المصرية معروفة،وتم توثيقها من قبل العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية سواء من حيث التكدس وتدنى نوعية الطعام وانعدام الرعاية الصحية وتفشي الأمراض المعدية و شيوع العديد من حالات المعاملة القاسية والتعذيب. ومن المعلوم أن هذه الأوضاع المتردية تستخدم كنوع من أنواع العقوبة الإضافية تجاه المحتجزين عموما وتجاه المعتقلين السياسيين خصوصا حين يمتنع المحتجزون عن الإقرار بما لم يقترفزه أو الإذعان للموافقة على مبادرات غير مقتنعين بها، لذا تزداد سوء الأوضاع المعيشية نتيجة للتضييق وتعاني الأماكن التي يحتجزون فيها تدهوراً متعمداً حيث تقل كميات الطعام وتسوء الرعاية الصحية وتتكدس عنابر الاحتجاز ويمنع اتصال المحتجزين بذويهم كما يمنعون من الحصول علي الأدوية والأطعمة ويتركون ليتعفنوا أحياء حتى الموت. وتقول زوجة أحد المعتقلين "طاف زوجي علي عدة معتقلات وتعرض لمختلف أنواع التعذيب رغم أنه مقيد في جداول السجن تحت بند الاشتباه منذ 1996 وحتي الآن.. تعرض زوجي للضرب حتي فقد القدرة علي السمع بأذنه اليمني بأمر مباشر من عطوة في سجن العقرب الوادى فهدد برفع قضية ضد الضابط وحين تم نقله كمأمور للواحات فوجئ زوجي بانتقاله في نفس اليوم للمعتقل ليظل في التأديب ويتعرض للضرب والتعليق 20 يوما" تضيف الشهادة "الآن يعاني زوجي الأمرين فهو ممنوع من الزيارة ولا نعرف عنه شيئا إلا من أهالي المعتقلين الآخرين وقد حصلنا علي 12 حكماً قضائياً ضد وزارة الداخلية ولم يتغير شيء". ذهب عطوه بعد أن ترك بصمته الدموية علي المعتقلين في الواحات ليأتي خلفه العميد محمود زهران- مأمور- والعقيد سامح فضالي نائب مأمور. واستمرت عمليات التغريب لمعتقلي الواحات أيضا بلا سبب من زنزانة لأخري ومن سجن لآخر في محاولة من الداخلية للرد علي رفض معتقلي الجهاد للمبادرة .


تحويل عنبر "8" بسجن الوادى الجديد إلى سلخانة للتعذيب !!:


قامت إدارة سجن الوادى الجديد بدعم كبير من قوات مصلحة السجون باقتحام عنبر "8" الذى يتواجد به عدد من أبناء جماعة الجهاد المصرية و قد قامت الداخلية المصرية بالتعامل بقوة مفرطة و استخدمت عنفا زائدا تجاه هؤلاء الأسرى المساكين فاستخدمت الكلاب البوليسية و قوات مكافحة الشغب و من ثم قامت بالاستيلاء على متعلقات الشخصيه و هو إجراء عقابى تتبعه مصلحة السجون المصرية و يسمونه التجريد و يتم ترك الزنزانة على البلاط و من يعترض يتعرض للبطش و العقاب البدنى الشديد و هذا ما حدث مع كل من :مصطفى جهامة ( معتقل )إيهاب صقر (جماعة الجهاد . . معتقل).إبراهيم العطار ( معتقل ) .أحمد بندق ( معتقل ) .محمود أبو السعد ( جماعة الجهاد . . معتقل ) الذى قاوم مقاومة شديدة و عن المصابين فأصاب المعتقل جاويشيان بجروح فى الوجه و الرأس و نتيجة لذلك أعطى المقدم أحمد الشريف ضابط أمن الدولة بالواحات و مسؤول الأمن بسجن الوادى الجديد أوامره بجعل محمود أبو السعد الشهير بأبى صفوان عبرة للسجن فقام العقيد طارق بيومى نائب المأمور و النقيب سيد التهامى و المخبر سعد الشهير بإبليس و المخبر رجب الشهير عساف ياجورى و أمين الشرطة جمعة ( أمن دولة ) قاموا بتجريد المعتقل تماما من ثيابه و اقتادوه للتأديب بعد وضع الكلابشات فى يديه فى الوضع خلفى بحيث تصبح اليدان خلف الطهر و أثناء الطريق للتأديب أخذت تنهال عليه الصفعات و الركلات فوصل إلى التأديب فى حالة يرثى لها و هناك انعقد مجلس التعذيب فى وجود كل من : [1] اللواء محمود عبد الفتاح مدير منطقة الوادى الجديد . [2] العقيد طارق بيومى نائب مأمور سجن الوادى الجديد . [3] المقدم أحمد الشريف وكيل فرع أمن الدولة بالواحات . [4] المقدم نزار شكرى مفتش مباحث المنطقة. [5] نقيب محمد المصرى . [6]نقيب سيد تهامى معاون مباحث سجن الوادى الجديد . تم تعذيب المعتقل محمود أبو السعد تعذيبا شديدا حتى سالت دماؤه ثم سقط مغشيا عليه من شدة ما لاقاه من تعذيب فتم إلقائه فى زنزانة من زنزانات التأديب على الأرض العارية و هو عار تماما و لم يكتفوا بذلك بل عرضوه على النيابة بتهمة التعدى على موظف أثناء تأدية وظيفته فلما أبلغ محمود رئيس نيابة الخارجة بما حدث له رفض إثبات ذلك و تجاهل الأمر تماما كأنه لا يعنيه. وقد علقت زوجه المعتقل عمرو عباس ( سلفية جهادية . . محكوم )ان زوجى وانا قد قدمنا بلاغ بتقديم بلاغات للنيابة والنائب العام و مراكز حقوق الإنسان و كان ردهم التجاهل التام ! كانت هذه الأحداث قد بدأت على خلفية الاستفزاز الأمنى لالمحبوسين بسجن الوادى الجديد حيث التضييق الشديد و الاستيلاء (سرقة بالإكراه) غلى متعلقات المعتقلين و من بينها زيارة عامة تحتوى على أطعمة و ملابس و ما يلزم من منظفات و غيرها و كان ثمنها تسعة آلاف جنيه (9000) و ذلك لأن المعتقلين يقومون بالتعاون فيما بينهم بحيث تأتى الزيارة مجمعة لبعد المسافة (بين سجن الوادى و القاهرة ستمائة كيلو متر) . بالإضافة لمنع التريض و إغلاق العنابر و الكثير من وسائل التضييق و القمع. و قد أعلن الإضراب عن الطعام و الشراب حتى الموت كل من : (1) مصطفى جهامة ( معتقل )(2) إيهاب صقر (جماعة الجهاد . . معتقل).(3) إبراهيم العطار ( معتقل ) (4) الشيخ محمود أبو السعد ( جماعة الجهاد . . معتقل ) .(5) الشيخ عمرو محمود عباس ( سلفية جهادية . . محكوم ) .(6)أحمد بندق ( معتقل ) .


( حاله وفاه هذا العام (والسبب مشبوة وهو انتحار52
ويقول المعتقلون أنهم "تعرضوا للضرب المبرح والسباب وسوء المعاملة حتى الوجبات الغذائية التي تقدم من مواد منتهية الصلاحية فضلا عن التغريب والتعذيب المستمر "وهو الأمر الذي دفع المعتقل" أحمد عبد الصادق إبراهيم "لمحاولة الانتحار خاصة بعد أن تم تقييده بالسلاسل وتعرضه للتعذيب علي يد نائب مأمور السجن إلا أن زملاء المعتقل نجحوا في إنقاذ حياة زميلهم. وفور وصول الخبر للإدارة عاقبه العقيد علي فشله في الانتحار فتم تقييده وتعذيبه مرة أخري. نفس الأمر تكرر مع المعتقل محمد عبد الفتاح الشهير بمحمد نصار الذي فضل ابتلاع المسامير وقطع شرايين يده علي الحياة تحت التعذيب. فتركته إدارة السجن ينزف حتي الموت " ليسجل حاله الوفاة رقم 52 هذا العام وبطبع بلا مسئوليه من إدارة السجن حيث تم تقيدها انتحار وتخلى مسئوليه إدارة السحن والنيابة تحفظ التحقيق ويقول (محمود د )احد المعتقلين السابقين في سجن الوادي " قام ضابط أمن الدولة هشام الشراباصي بمحاولة قتلي وهو يقول لي اثناء تعذيبي (اصرخ وقل يا بوش.. لن يسمعك) لولا تدخل أحد ضباط السجن وآخرين وإسعافي من جانب مستشفي السجن".
خالد خلف الله جنرال التفتيش و الحبس الانفرادي :

بعد رفض العديد من الجهاديين التنازل عن أفكارهم ورفض الموافقة على المبادرة ،الأمر الذي أوقع وزارة الداخلية في حرج شديد فبدأت حملات تفتيش منظمة في سجون طره ودمنهور والواحات والفيوم والوادي الجديد وهي حملات التي استهدفت كل من رفض المبادرة وحاول الاتصال بوسائل الإعلام لتوضيح موقف المعتقلين منها. وكان نصيب سجن الوادي الجديد ضخما كالعادة. فظهرت أولي حملات الداخلية بقيادة خالد خلف الله ( الملقب بجنرال ) مسئول أمن الدولة بسجن الواحات ، وقد زادت هذه الحملات من معاناة المعتقلين كما اتخذت إدارة السجن إجراءات أكثر تشددا فمنعت الزيارة عن المعتقلين ووضعتهم في الحبس الانفرادي فأضرب العشرات داخل السجن عن الطعام حتي شارف بعضهم علي الوفاة. في نفس الوقت كانت
الإدارة ترفض إبلاغ النيابة أو تسجيل وجود إضرابات من الأساس فضلا عن استمرار منع الزيارة وحملات التفتيش التي أحالت حياة المعتقلين إلي جحيم.وفي النهايه تعرب المجموعة المصرية لحقوق الإنسان عن شجبه واستنكارها لاستمرار النظام المصري في سياسة القمع والاعتقال والتعذيب وتلفيق القضايا وتطالب المجموعة المجتمع الدولي وكافة المنظمات الحكومية وغير الحكومية التدخل والضغط على النظام المصري لإنهاء حالة الطوارئ المعمول بها منذ عام 1981 والتي تحولت إلى أداة في أيدي السلطة الأمنية تمكنها من العصف بالعديد من الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين. وكذلك العمل على وقف التعذيب وسوء معاملة المواطنين داخل سجن الوادي الجديد وفيرة من السجون وكذلك مقار مباحث أمن الدولة وأماكن الاحتجاز الأخرى . كما تناشد ألمجموعه كافة الهيئات والمنطات الحرة والمعنية بحقوق الإنسان ووسائل الإعلام النزيهة التدخل لوقف وفضح مثل هذه الممارسات اللا إنسانية والعمل على الإفراج عن كافة المعتقلين على ذمة قانون الطوارئ ورفع الظلم والمعاناة عن سائر السجناء والمعتقلين في السجون المصرية .


مظاهرة في قلب الصحراء وتعدى الأمن عليها بتاريخ
7 / 9 / 2010 :

قرر جهاز أمن الدولة المصري أن يثبت أنه الاجرم علي الإطلاق و انه لا حدود له بمنع الزيارة مجددا هذا اليوم بعد أن منعتها في أول اسبوع من رمضان و قد قرر خمس و خمسين أسرة من المعذبين بسبب أبناءهم المعذبين في وطنهم و المشردين داخل مصر في سجونها و قد قام الاهالي يوم 7 / 9 / 2010في باص استاجرة لهذا الغرض و هو الذهاب إلي أبناءهم في سجن الوادي الجديد المعروف عنه بأنها سجن التعذيب و الموت و قد تحد الاهالي هذة الرحلة الصعبة التي تكلفهم كل غالي و نفيس و لكن ما باليد حيله الأبناء هم فلذه الأكباد و عندما وصلوا يوم 9/7 أي ثاني يوم لأن الرحلة تزيد علي ألف كيلو متر وجدوا أن إدارة السجن تخرج عليهم بالكلاب البوليسية المدربة لهذه الأغراض و كان يترأسهم العقيد طارق إبراهيم نائب مأمور سجن الوادي الجديد و كان معه مفتش مباحث براتبه عقيد أيضا يدعي نادر فكري و قالوا إن ضابط أمن الدولة إيهاب و محمد ببك المصري أخذوا أوامر مباشرة من الباشا الكبير طارق بك المصري الذي مسك مكان الحج مصطفي رفعت ( و الاسم الحقيقي له هو أحمد رأفت نائب رئيس الجهاز ) بأن نقوم بمنع الزيارة عنكم و قد قام الأهالي بعمل مظاهرة أمام بوابة السجن و عندما علم المساجين السياسيين بذلك قاموا بعمل تمرد عام و قاموا بخلع أبواب السجن و قد جاءت قوات الأمن مدعومة بقوات مكافحة الشغب و حدثت صدامات عظيمة .والغريب أن الكل هنا يعرف ويحكى ويقص بلا توقف ولكن جميعنا لا نسمع هذه الحكايات هنا في القاهرة

مثل هذه الحكايه التى يحكيها الحج همام مصطفى عبد الرحمن الزمر و الدموع تملأ عينه :

"حسبنا الله و نعم الوكيل في هؤلاء الكفرة الفجرة . . لقد منعونا من زيارة أولادنا بعد كل هذا العذاب في الطريق بل و سبونا بأفحش سباب و هددونا بالضرب و إعادتنا لبيوتنا عرايا و أرعبونا بالكلاب . . لقد خرجنا من بيوتنا بالأمس في العاشرة مساء و نحن أسر عشرة من الشباب المسلم الذين حبسهم مبارك في سجونه من أجل أنهم يقولون : الله . . الله ". قلت له. . قصي ما حدث و ما سبب منعكم من الزيارة . قالت : "يا ولدي لا أدري ما السبب لمنعنا من الزيارة فلقد خرجنا كما قلت لك بالأمس في العاشرة مساء فالطريق طويل جدا و هم يشترطون أن نكون أمام بوابة السجن في التاسعة صباحا لذلك نبدأ السفر في العاشرة مساء حتي نصل في الموعد و عندما وصلنا وجدنا من يقول لنا أن الزيارة ممنوعة للسياسي ، فنزلت إليه و قلت له يا ولدي لماذا الزيارة ممنوعة ؟! فقال : يا حاجة . . لا أعرف ! هذه تعليمات الباشا ضابط أمن الدولة . فقلت له : يا ولدي . . إحنا هلكنا من السفر و الأطفال بتموت و مش معقول بعد التعب و المصاريف دي كلها لا نزور أولادنا ؟! قال : و أنا بيدي ايه أعمله ؟! قلت له : قل له الأهالي يريدون الكلام معك . فدخل إلي مبني السجن و غاب نصف ساعة و نحن ندعو الله أن يتيسر الأمر ، و لما أدركني التعب جلست علي الأرض بجوار الحائط و تجمع حولي باقي أهالي الأخوة ننتظر عودته بكل شوق و لهفة و لكنه لما عاد بانت علي وجهه الاجابة . قال : الباشا قال الزيارة ممنوعة من الوزير . فأجابت زوجة أحد المعتقلين : حرام عليكم . . حرام عليكم . . بعد كل المصاريف دي تقولون الوزير منع الزيارة ؟!". أجهشت المرأة العجوز التي تحكي ما حدث في بكاء المرير
ولا اجد في نهاية التقرير أفضل من هذه الواقعة البسيطة أنهى بها هذا التقرير
خلفيه عن سجن الوادي الجديد

يقع سجن الوادي في مدينة الخارجة محافظة الوادي الجديد ويبعد عن القاهرة حوالي 630 كم ، وقد تم افتتاح سجن الوادي الجديد في 5 فبراير 1995 ، يضم السجن 216 زنزانة مقسمة على اثنا عشر عنبرا منها أحد عشر عنبر للمعتقلين السياسيين وعنبر واحد للسجناء الجنائيين ، ويضم كل عنبر ثماني عشرة زنزانة تأخذ شكل حرف h ، ولا تزيد مساحة الزنزانة الواحدة على ( 4×6م) بارتفاع 4 أمتار ، وجدران الزنزانة والأرضية والسقف من الخرسانة المسلحة وبكل زنزانة دورة مياه غير مسورة مساحتها متر × متر كما أن بكل زنزانة خمسة شبابيك مساحة كل منها (60 ×40 سم ) وارتفاعها عن أرض الزنزانة 3 أمتار ، وشبابيك الزنزانة لا تسمح بدخول أشعة الشمس أو الهواء النقي لأنها تطل على المناور الداخلية التي تحتوي على مواسير الصرف الصحي ، ويتكدس داخل كل زنزانة ما بين 20 إلى 25 معتقلا

المجموعة المصرية للمحاماة و حقوق الإنسان

  • بلاغ بهتك عرض معتقلين.. ومحتجزون: الضباط والمخبرون يدوسون علينا بالبيادات ويقطعون عنا المياه ويمنعونا من الصلاة
  • معتقل ذهبت لتقديم شكوى بالقسم فاحتجزني الضابط ونقلني للسجن.. وآخر : النيابة أخلت سبيلي والضابط قال لأخي:"والله لأعتقله"
  • نجل معتقل: ضابط لفق تهمة حيازة سلاح لوالدي بسبب خلافات بينهما والنيابة أخلت سبيله.. فأمر باعتقاله
كتبت - سارة جمال:
حصلت البديل على أسماء 188 معتقلا بسجن الوادي الجديد من بين المعتقلين الذين يقدر عددهم بأكثر من 200 معتقل، وأكد المعتقلون في شهاداتهم أنهم تعرضوا للتعذيب والضرب وسوء المعاملة داخل السجن, مشيرين إلى أنه تم القبض على بعضهم عشوائيا أو للانتقام من قبل ضباط وأمناء شرطة، حيث تم احتجازهم لأيام فى مراكز شرطية قبل أن يتم نقلهم الى سجن الوادى الجديد.
وقال المعتقلون للبديل إن ضباطا ومخبرين يقومون بتفتيش زنازينهم عند الفجر أثناء نومهم ويدوسون عليهم بالبيادات، كما يتم قطع المياه عنهم لفترات طويلة وتغلق عليهم الزنازين ويمنعون أحيانا من الصلاة.
ورد المعتقلون على احتجازهم دون مبرر قانونى وعلي سوء المعاملة التي يلقوها بإعلان الإضراب عن الطعام، وهو ما قوبل من إدارة السجن بتعذيب 6 منهم اتهموهم بتحريض المساجين على الإضراب، كما تم هتك عرض اثنين منهم بعصا وذلك وفقا للبلاغ الذي حمل رقم 462 لسنة 2012 إداري الخارجة والذى تحقق فيه النيابة حاليا.
وأكد أحد المعتقلين (أ . ق) أنه قبض عليه أثناء انتخابات مجلس الشعب دون مبرر، وتم تلفيق قضية سرقة موتوسيكل له وهو ما نفاه المعتقل والشهود ، فقررت النيابة اخلاء سبيله، فرد ضابط المباحث على شقيقه " هو أنا أجيب والنيابة تطلع والله لأعتقله" ، وبالفعل احتجزه الضابط في مركز الشرطة أيام ثم نقل الى سجن الوادى الجديد، وأضاف المعتقل" احنا خرفان بيعتقلوها ويعدوها عشان الداخلية تقول انها بتشتغل".
أما (ش.ع) فاعتقل أثناء ذهابه لتقديم شكوى فى قسم الشرطة، فتم احتجازه 9 أيام من قبل ضابط المباحث، ومن الاحتجاز الى سجن الوادى الجديد، حيث أبلغ أنه معتقل، وكان من بين الذين تم التعدي عليهم مؤخرا فى السجن.
وأكد فى شهادته أنه تم تعذيبه و5 آخرين بعد اتهامهم بتحريض المساجين على الإضراب، وان ضابطا سبهم بوالدتهم، وحينما طلبوا منه عدم سبهم بأمهاتهم رد الضابط " هاوريكم مرجلتكم هنا ايه .. هاخليكوا عبرة للسجن كله " ، وتم بعدها تغميتهما ونزع ملابسهما بالقوة وهتك عرضهما بعصا.
أما (حسنين.ع) نجل أحد المعتقلين فأكد ان والده 60 عاما كان على خلاف مع ضابط المباحث ، وقام بالقبض عليه وحرز له طبنجة وأحاله للنيابة التى أمرت بإخلاء سبيله، إلا أن ضابط المباحث قام باحتجازه بالقسم عدة أيام، ثم حوله معتقلا إلى سجن الوادى الجديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق