أسلوب
التعذيب الجسدي :
**********************
القصد من استخدام
أسلوب التعذيب الجسدي، هو التسبب بالألم الشديد للاخ المعتقل، وإرهاقه عصبيا
ونفسيا إلى أقصى حد بحيث يضطر للانهيار والاعتراف، ويستخدم المحقق في هذا الأسلوب
الضرب الشديد وخاصة على الوجه يحدث انتفاخاً وتورماً في العينين بقصد الإهانه مما
يؤثرعلى نفسيته، وكذلك الضرب على مؤخرة الرأس لإنهاكه عصبيا ، كذلك كهربة الاخ بما
يسمى (المنفلة ) وهي عبارة عن مولد كهربي يخرج من طرفان يضع طرف في العضو الذكري
للاخ والطرف الآخرفي احد اصابع قدمه وذلك بعد وضع الاخ مستلقيا على ظهره على الارض
عاريا موثق اليدين (خلفي) وموثق القدمين ثم يقوم بإدارة ذراع في المولد فتتولد منه
كهرباء ،وعلى قدر سرعة ادارة الذراع على قدرقوة الكهرباء المنبعثة منه ،وهذه اكثر
الأساليب شيوعا في امن الدولة في المواضيع البسيطة، ومولدة ارتجاجاً شديداً في
الجسم ، وقد يستعمل ما يسمى ب(المرتبة) وهي ان يغرق مرتبة من الاسفنج بالماء ويجعل
الاخ يستلقي عليها عاريا ثم يقوم بتوصيل هذه المرتبة بالكهرباء فتصل الكهرباء الى
كل جزء في الاخ مما تجعله يهتز ويرتعد بشدة نتيجة لهذه اللسعات الكهربية القوية ،
ووضع الأخ عاريا ليس اعتباطا ولكن لدوره الكبير في التعذيب النفسي له،وقد يلجأ
الضابط لاستخدام "الفلكة" للضرب على باطن القدم، وإذا كان الضابط
قاسيا(غبيا) فقد يقوم بإطفاء السجائر في جسم الأخ مما قد يحدث حروقاً بالغة، ومن
وسائلهم ايضا تحميل الاخ كرسياً على يديه لفترات طويلة ،كذلك يوقف الأخ على
القدمين فترات طويلة، مما ينهك أعصابه، وتجعل أقدامه تنتفخ وتتورم ، وكذلك تعليق
الاخ على الباب وتعليق (انبوبة الغاز) في مفاصل ذراعيه وكذلك قد يقوم الضابط
بالضغط على الخصيتين بشدة، مما يحدث قدراً كبيراً من الألم، وكذلك هناك اسلوب
(الشواية) وهو ان يعلق الاخ من مفاصل ركبته في خشبه بين كرسين ثم يكهرب في اصابع
قدمه.
إن المحقق عندما
يستخدم هذه الممارسات، لا يستخدمها مرة واحدة، ولا يستخدمها بالترتيب ولكنه يستخدم
بعضها بشكل تجريبي، محاولاً العثور على نقاط الضعف عند الاخ ولمعرفة أثرها عليه،
فإذا تأكد أنها لا تسبب أثراً عظيماً، ولم يعثر على نقاط الضعف يعمد إلى تجربة
ممارسات أخرى مصحوبة بحملة نفسية، كتهديد الاخ بأنه سيصاب بالعجز أو الشلل أو
العقم، أو انه سيموت بسبب التعذيب، وهكذا يتعرض الاخ لامتحان شديد للنفس لحظة
التحقيق، ولكن المحقق لا يهدف إلى قتل الاخ (وان كانت بعض الحالات تموت خلال عملية
التعذيب بالفعل )، بل إن هدفه هو الحصول على المعلومات، وهو يلجأ للتعذيب الجسدي،
إنما يقصد بوضع الاخ في حالة من الإرهاق والإنهاك، ولدفعه عبر الحيل النفسية
للتفكير بحياته، وإنقاذ نفسه من العجز أو الموت، لذلك على الملتزم أن لا يكون هدفه
المحافظة على حياته أو أن يضع في تفكيره الانهيار، والإدلاء بالمعلومات المطلوبة
منه، إنما أن تكون مرضاة الله هي هدفه، مما يمكنه من تحمل الألم والعذاب، والقدرة
على الصمود.
إن الإيمان الراسخ في
القلب يولد في النفس طاقة روحية هائلة، وإرادة صلبة لا تكسرها أساليب التعذيب، وإن
قانون الألم يقول:
(إن الضربات كلما
ازدادت على الجسد يصبح أقل شعوراً بالألم ويتخدر)
والألم هو شعور داخلي
يشعر الإنسان ذاته بأن جسده يتعرض إلى الأذى إذ تنقل موجات عصبية عن طبيعة الألم
إلى الجهاز العصبي المركزي النخاع الشوكي والدماغ ليأخذ بدوره عبر ردات الفعل
العفوية أو الإرادية موقفاً ما معظم الألياف العصبية المتخصصة بالألم منتشرة تحت
الجلد، وحول الأعضاء في الجسم والألم له صفات عديدة، ويختلف من إنسان إلى آخر
نسبياً، ويزداد الشعور بالألم أو يقل حسب الوضعية النفسية التي يكون فيها الأخ،
وتلعب الحواس والمخيلة والتجارب السابقة دوراً في هذا الصدد، ويتحمل الإنسان الألم
إلى حد معين، ثم يحصل الإغماء الذي هو نوع من الدفاع الذاتي عن الإنسان يحمي به
نفسه تلقائياً.