القصة السايعة



الاخ  ابو خالد

التقيت المعتقل ابو خالد فى احد الافراجات فى لاظوغلى قبل ان يتم تصديرنا الى المعتقل مرة اخرى كما هو المعتاد كل عدة شهور كان دمث الخلق حسن المحيا طيب القلب وكان اسيفا يظهر عليه الحزن والالم والذى يحاول التغلب عليه ليرسم على وجهة ابتسامة لم تستطع ان تخفى ما يعتمل فى نفسه منى الاحزان فقد اجتمع عليه حزن الاسر وحزن التعذيب فى المعتقل وحزن المرض حيث كان يعانى من نزيف الكبد فى حالة متاخرة من حالات المرض ثم كانت الماساة الاخرى التى يعيشها بتطلق زوجته منه بعد مكثه فى المعتقل ما يقرب من عشر سنوات ورفضها زيارة ابنه خالد وابنته له فلم يكن قد راهما منذ ما يقرب الثمان سنوات كنت اراه يعاتى الام المرض والحمى وترتفع درجة حرارته فيقوم متكئا  ليصلى معنا صلاة الجماعة ثم يعود ليرقد معانيا للحمى والالام وتطوع احد اخواننا فى الحجز ليلازمه ويقوم على وضع الكمادات على راسه واسمه محمد وكان مهندسا فى الشبكات فى امنتصف العشرينات وتم اعتقاله منذ سنتان كنت اراه ملازا له باستمرار رغم كونه لم يعرفه من قبل وكان يقوم بالتهوية له  باستخدام غطاء علب الحلاوة البلاستيكى الساعات الطويلة فى ظل الحرارة الملتهبة فى الزنزانة فى شهر اغسطس ويضع له الكمادات على راسه ويقترب باذنه منه حتى يسمع صوته الخفيض حين يطلب كوبا من الماء او ان ياخذ دواء ويسهر بجواره طوال الليل دون ان ينام احببت اخى المريض من يومها وكنت اسال دوما عن اخباره ورق قلبى لحاله فكم من الاحزان والاوجاع قد اجتمعت على قلبه فلا يعرف قدر مساندة الزوجة والاهل والاولاد حال الاسر الا الاسير فكيف اذا اجتمع عليه المرض ومن يومها وكذلك احببت اخى المهندس محمد واكنت افرح حين اراه فى بعض المعتقلات التى تنقلت بينها وبعد خروجى من الاسر التقيته مرتين فى مسجدين مختلفين وكلما التقيته تذكرت ايام المحنة والصبر وتذكرت تلك المحبة والرحمة التى قذقها الله فى قلبه تجاه اخينا عبد الحكيم وتذكرت قول الله تعالى
 (لو انفقت ما فى الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق