أسلوب التبسيط :
****************
التبسيط فخ ينسجه
اللئام للسذج الذين ينزلقون في أساليب الخداع والوهم.
قلنا سابقاً إن أسلوب
التحقيق وكيفيته ومدته، مرتبطة بنوع القضية وخطورتها وبنوعية الاخ وثقافته وخبرته
ودرايته.. وأسلوب التبسيط.. أي تبسيط القضية، وتبسيط الشخص ، وتبسيط خطورته، هو
أحد الأساليب التي يستخدمها الامن، وينحصر استخدامه بنوعية معينة من الملتزمين الا
وهي نوعية الملتزمين السذج والبسطاء والذين من السهولة التأثير والسيطرة عليهم،
وهم حالات قليلة يجلس ضابط الامن وراء طاولة وأمامه كمية هائلة من الملفات ويتظاهر
بالإرهاق والتعب، هنا يدخل عليه ضابط اخر مقتادا للضحية (ع) وعندما يشاهدهم الضابط
يصرخ بغضب
"من هذا؟ أنا مرهق..
(48) ساعة وأنا أعمل.. أريد أن استريح.. أريد أن أعود لأولادي وزوجتي.. خذه عني..
لا أريد أن أرى أحداً".. هنا يتدخل المحقق سيدي، هذا شاب بسيط، وقضيته بسيطة،
ولا تحتاج إلى تعب،
هنا يدقق الضابط ببصرة
على الشاب.. ويتحرك من مكانه.. ويسحب ورقة بيضاء وقلماً.. ويقول للشاب
: "خذ.. اكتب قضيتك"
وينظر إلى الساعة
ويتمتم
" "يوجد وقت، يوجد وقت"..
ويوجه حديثه للضابط
الآخر:
"بعد أن يكتب قضيته
سلمه هويته وملابسه وأطلق سراحه.. لا يوجد عندنا وقت"
وفجأة، يوجه حديثه
للشاب..
"اسمع، هذه أول وآخر
مرة أراك هنا.. سامع.. (خليك في حالك).. اخرج".
يقول الشاب (ع) :
أعطاني ضابط الامن
ورقة وقلماً
وقال لي:
" اخرج.. اكتب كل قصتك..
وجهز نفسك " عشان تروح ".. دخلت الغرفة وجلست على كرسي.. وأمامي طاولة..
فكرت ماذا أكتب.. لم أجد عندي أي شيء فقلت اكتب أي شيء حتى يفرج عني.. فكتبتما
فعلت باختصار.. وطرقت الباب، وقلت للضابط لقد كتبت كل شيء.. أخذ الضابط الورقة،
وسلمها للضابط الآخر.. الذي غرق في الضحك وقال: "جيد.. ابق قابلني لو رأيت
الشمس تاني".
وهناك شكل آخر لأسلوب
التبسيط، وهو أن يجلس الضابط مع الاخ، ويبدأ بعملية استغفال للاخ
"أنت طيب وابن ناس..
لماذا تحمل نفسك كل هذا العذاب والعناد قضيتك.. تافهة وبسيطة، والذين معك، قضاياهم
أكبر من قضيتك اعترفوا، وأطلق سراحهم أمس وهم الآن عند أهلهم فرحون.. وأنت قضيتك
أصغر من قضايا أصحابك.. اعترف حتى تعود لأهلك وماعملته هذا غلطة تعلم منها ،
حافظ على نفسك.. وأنا
سأكتب عنك تقريراً جيدا :
أنك بريء وأنك لن تعود
لهذا العمل ثانية..
عدني أن الا تعود لهذا
ثانية،
فإذا بلع الاخ الطعم،
واعترف، سيكتشف أنه خدع ولكن في السجن وعليه خير
واذا كان منتبها ولم
يبلعه خلع الضابط عن وجهه قناع البراءة.. واستخدم معه سياسة العصا والجزرة ويبدأ
بتخيير الاخ بين عصا التعذيب وجزرة الاعتراف، فإذا أصر الاخ على الإنكار وتمسك به،
ورفض الاعتراف، حتى ولو كان ثمن ذلك التعذيب هنا علم الضابط أن أسلوبه لم يعد له
جدوى، وبحث عن أسلوب جديد.. أسلوب افضل.