أسلوب التضخيم :
التضخيم كأسلوب
للتعذيب يعتمد على استفزاز الجانب الشعوري للمعتقل لتحريك الاليات
الدفاعية اللاشعورية داخله، وجعله يعيش حاله هروب من تهمة مضخمة
كاذبة، إلى تهمة صغيرة.. وذلك للحصول على طرف خيط من الاعتراف يؤدي
من خلال مبدأ التدرج إلى انهيار الاخ واعترافه الكامل.
التضخيم كأسلوب هو
حيلة.. لوضع الاسير في حالة قلق نفسي، وتوتر عصبي، وعدم التوازن على
مستوى التفكير، من خلال تضخيم الموضوع أكبر مما هو.. ووضع هالة مضخمة
حول نفسه وقضيته، وتهمته، وأعماله، بحيث تبدو أعماله الدعوية شيئاً تافهاً
وشيئاً صغيراً وتصبح مسألة الاعتراف بها شيئاً ممكناً على المستوى
المنطقي والواقعي كعامل هروب من حالة التضخيم التي يواجه بها من قبل
المحققين.
فعندما يعتقل الأخ
يستقبل في أقبية التحقيق بمسرحية مفبركة لغرس حالة الهلع في نفسه..
"أنت (تنظيم كذا).. أهلاً وسهلاً".. وبإيماءة حقد، وغضب يقولون
له.. "أنتم متطرفون.. راديكاليون.. انتم مجرمون.. أنتم أخطر أناس على
الوطن أنتم إرهابيون.. سنحرقكم جميعاً كما عملت النازية باليهود سنصفيكم
وأنت اخطر واحد في (تنظيم كذا) نحن نعرفك منذ زمان.. (إحنا كاشفينكم من
فترة طويلة.. أنت أبو البلاوي أنت اخطر من فلان.. فلان رميناه بره ولا
يشكل علينا أي خطر.. أما أنت.. فأنت أكبر واحد فيهم، .. وأنت أنشط واحد..
بتفكر إحنا هانسيبك شوف هذا الملف الضخم.. هذا ملفك الاخ الذي يجهل أسلوب
التضخيم.. سيقدم هذا الاعتراف الصغير.. كمخرج من هذا التضخيم وسيعتقد أنه
بهذا الاعتراف الصغير.. سيخرج من الأزمة، وسينهى التحقيق.. ولكنه متأخراً
سيكتشف انه خُدع، وانه قدم طرف الخيط.
عندما يعترف
المجاهد هذا الاعتراف الصغير.. سيواصل المحقق الابتزاز وسيحاول تبهيت
وتهميش هذا الاعتراف.. وسيبدأ الصراخ في وجه المعتقل.. "أنت تريد أن
تضحك علينا.. نحن نعرف هذه المسألة".
يبدأ بشكل عصبي
الضرب على الطاولة، ومحاولة قلبها بحالة عصبية شديدة.. لإيهام المجاهد
بجديته وإشعاره بقوته.. ومن ثم يجلس غاضباً.. ويقول اسمع.. "يا ولد..
نحن نعرف كل ما ذكرته، وعارفين كل شيء.. اعترف بكل شيء أفضل"..
فإذا اعترف الاخ بمعارفه واخوانه.. سيواصل المحقق محاولة الابتزاز،
باستخدام كل الأساليب، وان أصر على الإنكار سيجر الاخ للاعتراف من باب
التدرج.. "من الذين شاركت معهم، وأين؟ ومتى؟ وكيف؟ ومع من؟ والى
أين؟ ولمن ؟ وكل سؤال من هذه الأسئلة سيفتح ثغرة كبيرة، وباباً واسعاً
يدخل به المغفلون باب الانهيار أما المعتقل الرسالي الواعي فسيدرك أن
التهويل في جوهره كذب.. وأن التضخيم في مضمونه شرك، وأن التهديد
ومظاهره مسرحية، وأن دور المحققين هو دور تمثيلي غير واقعي، وأن من يُسلم
لأعداء الدين طرف الخيط فقد هوى.
فعندما يقدم المحقق افتراءاته وتضخيمه يجب عدم الاستماع
إليه والاهتمام بحديثه.. بل عليه أن يواجه المحقق وبصوت حاد.. "كذب،
افتراء" وألا يجعل المحقق يكمل فكرة من أفكار التضخيم،.
إقرأ أيضا : أسلوب العدو والصديق