(اعادة
صياغة لدراسة فلسطينية لوسائل التحقيق الصهيونية لتطابقها الكامل مع وسائل امن
الدولة)
التحقيق
في ظل القمع الامنى و الإعتقالات
التي تتعرض لها الحركة الإسلامية في مصر وغيرها من البلدان الإسلامية وذلك في ظل
سياسة (تجفيف المنابع) التي تتبعها الأنظمة الحاكمة في الدول الإسلامية وجب على
الحركة الإسلامية الاستفادة من التجارب السابقة وتصحيح الأخطاء وتفادي الوقوع فى
الاخطاء المتكررة .
ومن الأخطاء التي تقع فيها الحركة
الإسلامية الانهيار والخوف وفقدان التماسك أثناء تحقيقات امن الدولة وقد كثر
الحديث عن ذلك ولكن العلاج لهذه الظواهر كان نظرياً بنصائح ووصايا مجردة تلقى على
ذهن الأخ الملتزم وبشكل استظهاري مثل:
شد حيلك، اصمد، لا تؤذي اخوانك،
اصبر لا تسمح لنفسك بالانهيار كن جريئاً تسلح بالشجاعة لا تجبن ".. الخ
ولكن هذه النصائح تظل مجرد كلام لا
تنغرس في نفس الملتزم ليكوِن روحاً وثبات تعصمه ساعة الخطر، فما أن يتعرض للتجربة
ويساق إلى أقبية التحقيق حتى تتبخر من ذهنه كل تلك النصائح والكلمات وكذلك الصفات
والمفاهيم التي كان عليه ان يتحلى بها مثل السرية والجدية والانضباط والالتزام وهي
مفاهيم لا تلقن بالكلام، وإنما تبنى كصفات لازمة لصاحب القضية وترسخ جذورها في
روحه وقلبه، وحتى مفاهيم السرية والجدية والانضباط كانت تغيب وتختفي مع غياب
الرقابة الخارجية بسبب بسيط هو أنها لم تنبع من داخل الفرد، لذلك يسهل أن تسقط
أمام أول مأزق بين يدي ضابط امن الدولة في أقبية التحقيق.
إن أجهزة الأمن إنما تنتصر علينا
بضعفنا وجهلنا بمنافذ قوتها وأساليبها.
وتلك الأمراض والأخطار شخصت كعلة
أساسية، ولم تشخص على حقيقتها كأخطاء في بناء الشخصية ولان التشخيص لم يكن صحيحاً
فلم يكن العلاج ناجحاً ولذلك استشرت الأخطاء والأمراض وتراكمت وصار علاجها أشد
صعوبة.
وفي المقابل يستمر المحقق في تطوير
أدواته مستفيداً من تنوع الخبرات التي تعرض له أثناء ممارسته مهمته وتعدد الحالات
المتنوعة التي يدرسها مع استمرار عمليات الاعتقال والتعذيب الممارسة يومياً.
وهذا بحث مختصر يتناول تلك الأخطاء
وأساليب علاجها بشيء من التبسيط لعل الله أن ينفع بها .
*التحقيق و أساليب
المحقق في انتزاع الاعترافات والمعلومات من الملتزمين، ووسائل مقاومة الانهيار
وكيفية المحافظة على الثقة بالنفس والإيمان بنصر الله والصبر على المحنة، وعدم
التفريط بالمعلومات التي يحتاجها المحققون للقضاء على الملتزمين والنيل منهم