4



44
أما مجدي عثمان الذي قضى من عمره في السجن 17 عاماً خلال حكم مبارك , فيقول عن نفسه أنه دخل إلى السجن في رعيان شبابه عندما كان عمره 28 عاماً وخرج من السجن عندما تجاوز عمره الـ45 عاماً , فمرضت والدتي بمرض السرطان " وخلال الـ17 عاماً لم أرى زوجتي ولا أولادي ولا أمي المريضة .
وتحدث عن سجن أبو زعبل وقال : كان إدارة السجن تأتى لنا بالمياه من ترعة الإسماعيلية وكانت المياه ورائحتها كريهة ولا يطيق أحد أن يشمها لا أن يشربها , فكنا نضع المياه في زجاجات ثم نأتي بالقماش ونحاول أن "نصفيها" من الشوائب والطين الذي يملئها , فالمياه التي كنا نشربها خارج السجن والتي كنا ندرس خصائصها فى المدارس أن ليس لها لون ولا طعم ولا رائحة , ولكن اختلفت تماماً مياه أبو زعبل عن المياه التي كنا ندرسها في كتب المدارس فكانت المياه لونها أسود وطعمها لا يطاق ورائحتها كريهة , وعلى الرغم من ذلك كنا نشربها حتى نعيش ولكن سقط منا شهداء داخل السجن لأن معدتهم كانت لا تتحملها .

وعن شكل الزنزانة قال عثمان: لا توجد كهرباء فيها والصراصير والحشرات الغريبة كانت تملئها, ولا يوجد بها حمام , وكنا نقضى حاجاتنا في أكياس وكنا نتيمم لنصلى , وكان في كل صباح يكون يحدث تفتيش من إدارة السجن "ويسمى تفتيش مصلحة" كان المخبرون والضباط يدخلون علينا ويخرجونا من الزنازين ويجعلوا وجوهنا في الحيط , ثم يسرقون كل ما في الزنزانة , ثم يأتوا بمياه المجاري ويملؤا بها الزنزانة, فلا نصلى من النجاسة ولا ننام من الرائحة والمياه العفنة .

وكشف عثمان عن وسائل جديدة للتعذيب وقال: خلال 17 عاماً لم نأكل أي طعام به ملح , حتى فقدنا الكالسيوم من أجسادنا فأصبحنا ضعفاء ووقعت جميع أسنانا , وحرمنا من الشمس , وأصاب الكثير منا بتشنجات وصرع , فكان أي حدث يحدث خارج السجن مظاهرات أو خلافة كنا نعذب بسببه , فالدماء كانت تنزف من أجسادنا يومياً .

أما مجدي زكي محمد موسي الحاصل على ليسانس حقوق وإجازة في تعليم القرآن الكريم والذي اعتقل في شهر 8 عام 1990م فأنه يقول: الضابط إللى ألقى القبض عليا قال لي نصف ساعة نحقق معاك وترجع لبيتك بالسلامة , فرجعت لبيتي في 29 /7 / 2007م !!. , وحتى الآن لا أعرف ماذا صنعت ولماذا تم اعتقالي كل هذه الفترة على الرغم من أننى حصلت على مئات الأحكام القضائية الواجبة للإفراج عنى ومعي صور تلك الأحكام

وفجر "مجدي" مفاجأة من العيار الثقيل وقال:  17 عاماً ضاعوا من عمري في سجون مبارك , وبعد الثورة الناجحة التي أطاحت بالرئيس مبارك وحبيب العادلي , نسمع خبر تعيين اللواء محمود وجدي وزيراً للداخلية , اللواء محمود وجدي هو رئيس مصلحة السجون فترة اعتقالي , فكان هو الشاهد على تعذيبنا , ودفن مئات الشهداء من المساجين في عصره , فهل هذه هي انجازات محمود وجدي في السجون المصرية , فكنا نأكل في عهده في السجن الفول والأرز والخبز, لمدة 17 عاماً, وأقسم بالله العظيم لم أذق خلال الـ17 عاما سواء الأصناف الثلاثة فقط , وكان السجان يأتي لنا بالطعام ويضعه على الأرض دون أطباق , وكنت أخرج من وجبة العدس الواحدة عندما أقوم بتنقيتها على الأرض ما يزيد عن 25 دودة , فهل هذه مكافأة للواء محمود وجدي الذي أخشى أن يحول مصر إلى سجون كبيرة كـ أبو زعبل وليمان طره والعقرب الذي مات في زنازينه المئات من شباب مصر اليافع .

وأضاف بصوت حزين و قال: "أنا لفيت السجون كعب داير" قضيت عام في سجن الاستقبال , وعام آخر في ليمان طره ثم كنت أنا أول سجين يدخل سجن شديد الحراسة "أو ما يسمي بالعقرب" بعد افتتاحه في شهر6 عام 1993م , ونقلت في حملة تأديبية لسجن ليمان أبو زعبل قضيت فيه 12 عاماً دون زيارة وفى حبس إنفرادي .

وأضاف: كنا 47 معتقل سياسي , مات مننا 8 , وأتذكر السفاح الضابط وليد فاروق النادي , الذي كان يتولى تعذيبنا وكان يشترط علينا أن نتجرد تماماً من ملابسنا , وكنا بالتالي لا نصلى لأن عورتنا متكشفة , وكانت إدارة السجن تعطينا "بدلة خيش" كل عام , والـ48 معتقل فقدوا أسنانهم جميعاً بسبب عدم وجود ملح في الطعام أدى إلى نقص الكالسيوم .

متابعة:5

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق