التعذيب بالطب





التعذيب بالطب

وعلى الطرف المقابل للمرض كان هناك التعذيب بالطب عن طريق سوء التشخيص من قبل اطباء السجن والذين كانوا برتب عسكرية سواءا كان خطا التشخيص متعمد او باهمال نتيجة عدم الاكتراث بالحالة الصحية للمعتقلين ويترتب على خطا التشخيص والاهمال فيه اهمال علاج العديد من الامراض التى تتحول بدورها الى امراض اكبر ويترتب على تلف بعض الخلايا تلف العضو الحيوى بالكامل ثم يكون الخطا الاكبر بوصف علاج غير مناسب للمرض بل قد يزيد فى تفاقمه او يكون للدواء اثرا اخر على تلف بعض الاعضاء فى ابدان المعتقلين ثم تكون الماساءة الاخرى بعدم توفر معظم الادوية فى صيدلية السجن وفى كثير من الاحيان ايضا يتعذر الحصول على الادوية من خلال زيارات الاهل والتى كانت ممنوعة فى العديد من السنوات او مسموح بها مع صعوبات شديدة فى توصيل المعلومة من الاخ المعتقل لاهله فى اوضاع الزيارة السيئة كما سنبينها عند الحديث عن التعذيب بمنع الزيارات
ومن وسائل التعذيب فى التشخيص التى كان يمارسها بعض الاطباء
الزعم بتمارض المعتقل وعدم احتياجه لدواء او علاج او رعاية ومن ثم يتم وضع الاخ المريض فى التاديب عقوبة له على ادعاء المرض كما يزعم الطبيب وبعض الاطباء الساديين كان يقوم بتشخيص حالات الشلل باطفاء السجائر فى قدم الاخ المعتقل ليختبر بذلك شعوره بالالم حدث ذلك مع احد زملاء زنزانتى من اهل الصعيد قبل مقابلتى له بعدة سنوات وكان الاصل فى اطباء السجن التعنت مع الحالات المرضية واهانتها وتعرض الاخوة وهم فى طريقهم الى العيادة للضرب والاهانة كانها عقوبة لهم انهم يمرضون فالمطلوب منهم ان تتحمل اجسادهم كل انواع التعذيب المادى والمعنوى دون ان تتاثر ابدانهم بالامراض والعلل وكان اطباء السجن يتعنتون ايضا فى تحويل الحالات المرضية التى كانت تحتاج للنقل الى المستشفى او غرف العمليات واذا تم السماح بذلك يتم اقتياد المعتقل المريض فى ظروف واوضاع سيئة للغاية وفى احد المستشفيات الحكومية السيئة او فى احدى مستشفيات السجن مع وضع الكلابشات فى يديه وهو على سرير المرض وبدلا من ان يرافق المريض اسرته وهو على مشارف الدخول الى غرفة العمليات يطالع الاخ المريض وجوه سجانيه وجلاديه واكفهرار وعبوس وجوه الاطباء العسكريين فى مستشفيات السجن الا القليل النادر من هؤلاء الاطباء الذى كان يظهر رحمة من قلبه وشفقه على حال المعتقل ان اى مريض خاصة اذا كان مقبل على دخول غرفة العمليات يحتاج للتهيئة النفسية ودعم وقرب اهله واقربائه منه حتى يستعين بهم على تحمل ما يعانيه ويكونوا له متكئا حتى يتماثل للشفاء فكيف بحال الاخ المعتقل البعيد عن اسرته المكبل بالاغلال ومرافقه فى مرضه هو السجّان

من شهادة حسن على فى كتابه محنة الاسلاميين

(كان مسمى المريض عند إدارة السجن هو من لا يستطيع أن يتحرك أما من يقف على قدميه ليشتكي للممرض والذي يأتي العنبر كل فترة فهذا ليس بمريض عندهم.
كانوا لا يهتمون بمن مات أو من بقي على قيد الحياة يعاني من المرض فحياة الإنسان لا تساوي عندهم إلا ورقة وبعض الحبر لكي يكتب تقرير حالة الوفاة أما غير ذلك فلا تساوي شيء، فعندما اشتكى الأخ مجدي عبد المقصود من الحمى أعطوه حقنة خطأ وتركوه في الزنزانة وعندما ساءت حالته فكان الإخوة تنادي على الحارس لإنقاذه وهو لا يرد على أحد حتى مات في الصباح وعندما علمت إدارة السجن ذلك أحضروا بعض الأدوية ووضعوها بجواره حتى يظهروا أمام النيابة التي جاءت لتعاين الوضع أنها لم تقصر معه في العلاج أو الرعاية كما قامت بالضغط والتهديد لكي يقروا من كان معه في الزنزانة بذلك وإن لم يفعلوا ذلك فربما يتم دفنهم قبل جثته.
أما الأخ نبيل على جمعه والذي ظل يشتكي من الدوسنتاريا الحادة لمدة شهر ونصف ولم يجد أي علاج يأخذه فصفى جسمه تماما حتى مات.
وقد وصلت بهم الشدة والغلظة أن اشتكى أحد الإخوة للحارس في الصباح عند خروجه للحمام بأنه يتألم بشدة بسبب أنه يعاني من مرض خطير في المخ فما كان منه إلا أن ضربه حتى كان يفقد الوعي.
وكان الأخ حسن محمد حالته المرضية شديدة وقد أصيب بشلل في ساقه وفقد القدرة على الحركة وأصيب أيضا بدوسنتاريا حادة أفقدته الشهية عن الطعام مما سبب له درن ومع ذلك كانوا يرفضون إعطائه أي علاج حتى ولو لمرض واحد عنده، وفي يوم اشتد به المرض وكان لا يستطيع الحركة وكان وحيدا في الزنزانة وأصيب بحالة عطش شديد فكان ينادي بصوت به وهن أنه يريد أن يشرب فسمعه أحد الإخوة فنادى على الحارس وأخبره أن فلان مريض وينازع الموت ويريد أن يشرب وأنه لا يستطيع الحركة فرفض أن يأتي ويناوله كوبا من ماء ثم نادى الأخ محمد مرة أخرى بأنه عطشان ويريد أن يشرب وكان صوته ضعيف يثير الشفقة فينادي عدد من الإخوة على الحارس لعله يرق له قلب ويأتي ولكنه يرفض بشدة ويرد بكل جفاء أنه لن يأتي وأثناء ذلك فاضت روح الأخ محمد وهو عطشان ولا يستطيع الحركة، وكان من عدل الله أن قامت سيارة بتقطيع جثة هذا الحارس إلى أشلاء بعد فترة ليست بالطويلة أثناء سيره في الطريق.
وهذا الأخر أحمد عبد العظيم قد أصيب بالمرارة ورفضوا إجراء عملية له فقام بعمل إضراب لعلهم يستجيبوا لحالته ولكن بعد حوالي خمسة وعشرين يوما لم يستجيبوا له وقد أصيب بالحمى، وفي أحد الليالي كان يهذي بكلام غير مفهوم ثم بدأ ينادي وهو ينازع سكرات الموت على أسماء الإخوة الذين ماتوا ثم بعد ذلك بدأ ينادي على أسماء أبنائه فعندما سمع أحد الإخوة ذلك نادى على الحارس ليرى حالته فنهرهم بشدة ولا يزال الأخ أحمد يهذي بهذا الكلام حتى بدأ صوته يخف شيئا فشيئا حتى سكت فظن من معه في العنبر أنه قد نام من شدة التعب وفي الصبح وعندما خرج أحد الإخوة وهو في طريقه إلى الحمام اختلس نظرة إليه من باب زنزانته فوجده ممددا على الأرض وقد فارقت روحه جسده المريض.
ونتيجة لذلك الإهمال كتب أحد الإخوة بعض الكلمات على الحائط وكأنها إرشادات لمن يأتي بعده في هذه القبور يعبر فيها عن حالته فكتب "مرضت فنادى لي الإخوة على الشاويش فلم يستجب فاشتد علي المرض ثم نادوا مرة أخرى فلم يستجب فاشتد علي المرض ثم نادوا للمرة الثالثة فلم يستجب فاشتد علي المرض فدعوت الله فاستجاب لي وشفيت فادعوا لي بالمغفرة والرحمة ثم كتب اسمه والتاريخ، وقد تغطت هذه الكلمات بفعل الزمن فتراكم عليها الأتربة والغبار فلم يلتفت إليها أحد وعندما جاء أحد الإخوة إلى الزنزانة من القادمين – بعدة عدة سنوات – وكان لا يزال في بداية قضاء فترة حكمه فلمح هذه الكلمات فمسح الغبار من عليها وقرأها فعلم أن حياته لا تساوي شيئا عند هؤلاء.)

(وخاصة أن المسئول عن رعايتهم صحيا وهو طبيب السجن كان يصب جام
غضبه عليهم ويحملهم مسئولية مجيئه في هذا المكان فكان أفضلهم حالا من يرفض إجراء الكشف على المرضى أما بعضهم فكان ينتقم منهم إما بالإشراف على التعذيب أو أن يشارك بنفسه في تعذيبهم ونتيجة هذه الأسباب كانت حالتهم المرضية تتدهور فكثرت التقيحات الصديد حتى ملئ معظم أجسادهم فتم عزلهم في زنزانة في كل عنبر وكانوا يأتون كل يوم لضربهم ثم أخذهم إلى الحمامات وضربهم مرة أخرى وكانت هذه هي رعايته لهم واهتمامهم بهم، وكان يدخل عليهم الضابط ممتنا ويقف ويشرح لهم عن المشاق التي لاقاها والمعاناة التي تكبدها من أجل أن يأتي لهم بالعلاج ومسيرة كفاحه وكان أثناء حديثه يقوم بعض العساكر بتوزيع بعض الركلات والصفعات، ثم بعد أن يلقي محاضرته الطويلة يعطيهم قطعة مرهم في حجم عقلة الإصبع لجميع أفراد الزنزانة كلها ثم يخرج مزهوا بهذا العمل الخيري الذي صنعه لهم.)

(فكان أحد المرضى مصاب بالسكر وكان يحتاج الماء بصفة مستمرة وقد تدهورت حالته الصحية حتى إنه عند خروجه إلى طبيب السجن كان لا يستطيع أن يتحرك فكان يحاول أن يزحف على يديه وهو متكئ على الحائط إلى أن وصل إلى الدكتور فشرح له حالته واشتكى من عدم وجود الماء وطلب منه أن يسمحوا له بزجاجة يحتفظ بالماء بها ليشرب منها عند الحاجة وخاصة أن الحر شديد ولكنه رفض ذلك ورد عليه بكل جفاء ولم يبالي بحالته فعاد مرة أخرى إلى الزنزانة وهو مكلوم يحمل أنات المرضى في صدره وبعد أن دخل الزنزانة تدهورت حالته الصحية وأصيب بأزمة السكر ولم يجد أي أدوية أو ماء لإنقاذه وعندما نادوا على حارس العنبر لإنقاذه وأخبروه أ،ه ينازع الموت فلم يبالي بهم بل توعدهم وهددهم وبعد لحظات فاضت روحه وعندما أخبروه أنه قد توفي وضع جثته في زنزانة لليوم التالي وجاءت النيابة وكتب التقرير المعتاد بعدم إهمال إدارة السجن في علاجه وبعد عدة أيام كافأته إدارة السجن بترقيته على حسن أداء عمله.)

شهادة من مدونة المعتقل السابق والكاتب الصحفى عبد المنعم منيب

".ولازال أحمد رشاد معتقلا بلا محاكمة وفي السجن حتى اليوم وقد أجريت له عملية السقوط الشرجى ثلاث مرات وفشلت كل مرة حتى يأس من نجاحها مرة أخرى.وهناك عبدالسميع كريم الدين الذى أجريت له عملية البواسير أربع مرات وفشلت جميعها.وهناك إيهاب عبدالمقصود الذى حدثت له تلفيات شديدة في أجهزة جسمه الداخلية بفعل عمليات جراحية خاطئة أجريت له في مستشفى ليمان طرة.وهناك العشرات من هذه القصص لكن فيما ذكرنا ما يكفي لإيضاح الصورة.والشائع بين المعتقلين السياسيين أن أطباء وزارة الداخلية ذوى الكفاءة يتم توظيفهم في مستشفى الشرطة بينما يتم تحويل الأطباء الأقل كفاءة إلى قطاع السجون.و لا يقتصر الإفساد و الإهمال والتسيب على العمليات الجراحية بل تعدى لغير ذلك فأنا أذكر الآن جيدا إسم الضابط الطبيب الذى نشر مرض الدرن في سجن الوادي الجديد (الواحات) ولذلك قصة كانت على النحو التالى:لم يكن لسجن الوادى الجديد طبيب دائم بل كان يتناوب عليه طبيب مختلف كل شهر فيمضى عليه بالسجن شهرا كاملا ثم يعود للسجن الذى جاء منه, وبدا واضحا أن الأطباء المتناوبين على سجن الوادي الجديد هم إثنا عشر طبيبا, أى أن كلا منهم يقضى بسجن الوادى الجديد (الواحات) شهرا واحدا كل عام.و جاء أحد الأطباء فى شهره فجمع جميع المصابين بمرض الدرن في زنزانتين بعنبر(12) ووفر لهم التغذية والعلاج اللازمين ثم إنتهى شهره وعاد للسجن الذى جاء منه تاركا كل مصابى الدرن معزولين في هاتين الزنزانتين.وجاء الطبيب التالى له في الدور و كان وقتها برتبة رائد و إسمه "أ . ع" فقام بتفريق جميع مرضى الدرن على مختلف زنازين السجن ومنع عنهم علاج وتغذية الدرن, رغم إحتجاج المرضى بأن ذلك سيؤدى لنشر عدوى المرض بالسجن كله لكن تم طبعا تنفيذ الرائد الطبيب تحت تهديد القوة, وجاءت النتيجة سريعة بعد شهور قليلة, فعندما شعر طبيب أخر بأن الدرن منتشر بالسجن وقام بعزل المرضى في زنازين خاصة كانت الحصيلة مروعة لقد إحتاجوا أربعين زنزانة والطبيب (أ . ع) ما زال حتى الآن يعمل بقطاع السجون وهو الآن برتبة عقيد أو عميد.والأمر لم يقتصر على ترك الأمراض لتنتشر بل وصل الأمر للتسبب في الموت وأذكر الآن الأخ إبراهيم عقلة (رحمه الله) وهو مدرس ثانوى من الشرقية, و أصيب بحمى في إحدى الليالى بسجن الفيوم وتم نقله إلى مستشفى السجن حيث إتصل الممرض بطبيب السجن الذى كان نائما في إستراحة السجن, و في الفترة التى سبقت قدوم الطبيب قام الممرض بإرسال إِشارة عاجلة لترحيل الأخ إبراهيم عقلة إلى مستشفى الفيوم العام, وذلك للإشتباه في الحمى الشوكية لكن الطبيب لما جاء و رأى الإشارة التى أرسلها الممرض قال له: "يا إبن ال...............إنت عامل نفسك دكتور" و ألغى الإشارة ونهر الأخ إبراهيم عقلة وشتمه ووبخه وتركه نهبا لألامه, لكن آلام الأخ إبراهيم لم تستمر طويلا إذ فاضت روحه مع شروق شمس النهار التالى.و نفس الشئ حصل في نفس السجن ونفس المستشفى ونفس الشهر مع الأخ أحمد عبدالمنعم (طالب) من شبرا الخيمة, لكن مع طبيب أخر كما أن الممرض لم يجرؤ هذه المرة على محاولة إرسال إشارة ترحيل, وفاضت روح أحمد عبدالمنعم رحمه الله تعالى بعد صراع مرير مع آلام الحمى التى يبدو أنها كانت حمى شوكية أيضا.وهذه الحالات كلها التى ذكرناها أو سنذكرها في هذا المقال هى على سبيل المثال لا الحصر.و لابد أن أذكر حالة الدواء في سجن أبي زعبل شديد الحراسة حيث يأتى لعيادة السجن كل يوم طبيب أخصائى في أحد التخصصات أو إثنان, ويكتب العلاج اللازم ثم لايصرف الممرض منه شيئا بحجة أنه غير موجود أو يصرف كمية ضئيلة جدا بحجة أن هذا هو الموجود فقط, ثم إن هؤلاء الأخصائيين مشكوك في كفائتهم, والذى يظهر ذلك ما حدث مع الأخ المهندس خالد طلخان (و كان مديرا عاما لأحد فروع شركة كبيرة من شركات القطاع العام) فقد لاحظت أنه أحضر أنواعا عديدة و غالية من المضادات الحيوية عن طريق أسرته في الزيارة فسألته عن السبب فأخبرنى أن طبيب السجن قال له أن عنده إلتهاب في البروستاته ويحتاج لمضادات حيوية قوية غالية غير موجودة في السجن, ولقد ظل يتناول هذه الأدوية بإنتظام لأكثر من عامين ومع ذلك آلامه تزيد لا تقل, ثم أثناء عرضه على طبيب أخر بنفس السجن قال له الطبيب من الحمار الذى قال لك أن عندك إلتهاب في البروستاتا أنت عندك إلتهاب في القولون وها هو القولون منتفخ, وقرر له علاجا جديدا ومع ذلك زادت الآلام إلى أن إستحال على المهندس خالد الصلاة واقفا وصار يصلى قاعدا ولايمشى إلا بمساعدة أخر كما صار يتوجع وجعا شديدا و لولا أنه كان رجلا صبورا لصرخ ليل نهار من شدة الألم ومع ذلك كان إنتفاخ بطنه يزيد و كان يشعر بأوجاع شديدة تكاد تعصف بعظامه, ولما عملنا مشاكل واسعة مع كل أنواع ضباط السجن من مباحث لقطاع سجون لأمن دولة لإدارة طبية لإدارة منطقة............كل ذلك بهدف نقله لمستشفى خارجية على نفقته الخاصةوحينئذ تم عرضه على طبيب أخر بالسجن فكان تشخيصه أنه مريض بالدرن في العظام, و في اليوم التالى تم نقله لمستشفى ليمان طرة التي حولته لمستشفى القصر العينى التى أجرت له عدة تحاليل, ونظرا لتأخر مندوب مستشفى ليمان طرة فى إحضار نتيجة التحاليل فإن إبن المهندس خالد ذهب لأخذ النتيجة ففوجئ بأن التشخيص هو سرطان, وعاد إبن المهندس خالد بسرعة لليمان طرة كى يقرروا لأبيه العلاج اللازم فوجد أباه المهندس خالد قد مات, رحمه الله رحمة واسعة  ... كما أن مستشفى ليمان طرة حازت قدم السبق كأسوأ مستشفيات السجون في منع الحالات الخطرة من الإنتقال للمستشفيات الخارجية كالقصر العينى وغيره بما في ذلك حالات الإشتباه في السرطان والصدر وغيرهما, والذي يشتكى ويعمل مشاكل عبر القضاء و الإعلام يقوموا بنقله لتلك المستشفيات بعد تأخيره عن مواعيده المقررة بما يفوت عليه الفرصة للعلاج.و إذا كان كل ذلك عجيبا فالأعجب منه أن عشرات الشكاوى قد تقدم بها المعتقلون للمسئولين الأعلى بمصلحة السجون ضد مدير المستشفى بلا أى جدوى بل مرة شكى الأخ إبراهيم عبدالبديع و الأخ سيد عباس لمدير مصلحة السجون نفسه (أو نائبه لا أذكر تحديدا الآن) وأعطوه شكوى مكتوبة أثناء مروره بالمستشفى فأعطاها فى الحال إلى اللواء مدير المنطقة و الذى ناولها على الفور دون أن يفتحها إلى العميد (م . ش) مدير المستشفى الذى كان يقف إلى جواره, فقال الأخوة لمدير المصلحة نحن نشكوه إليك وأنت تعطى له الشكوى ليحقق فيها؟ فقال لهم: هذا هو الترتيب الإدارى الصحيح.و لا شك أن مقالى هذا يسجل شهادتى التى ترد على البرامج الدعائية التى عادة مايسجلها الإعلام الحكومى بشأن مستشفيات السجون, علما أنهم لا يسمحون لأجهزة التصوير التليفزيونى بالدخول إلا بعد ترميم المكان و زخرفته وتفريغه من أى معتقل أو مسجون ثم يحضرون عددا من المسجونين الجنائين من عملاء مباحث السجن و يلبسونهم ملابس جديدة و يوزعون عليهم الأدوار المقررة لهم ليظهروا بها أمام التلفزيون ثم بعد ذلك يسمحون لفريق التلفزيون بالدخول وقد حدث هذا أمامى في مستشفى ليمان طرة كما حكاه لى الكثيرون ممن رأوه في سجون أخرى) 

إقرأ أيضا : التعذيب بالظلام







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق