التعذيب بالوحدة
ومن وسائل التعذيب فى المعتقلات الحبس الانفرادى فى زنزانة صغيرة والذى قد تصل مدته الى عدة سنوات تصل لاكثر من عشر سنوات متصلة وقد قابلت وعايشت زملاء مروا قبل ذلك بالحبس لمدة سبع سنوات واخرين 5 سنوات فى زنازين انفرادية سواءا فى معتقل ابو زعبل او العقرب وتعد هذه الوسيلة من اشد انواع وسائل التعذيب لان من اكبر عوامل التهوين والتخفيف من حدة ومرارة الاسر وطول الفترة هم الاخوان وزملاء الاسر الذين بصحبتهم الطيبة وحسن معشرهم تهون الايام والشهور والسنوات فتكون الوحدة فى الزنزانة دون انيس او جليس او رفيق محنة تتحدث معه تخفف عنه ويخفف عنك يصبرك وتصبره تكون الحياة بدونهم سجنا داخل السجن وبلاءا فوق البلاء والذى كان لشدة وطاءة هذه الوسيلة من وسائل التعذيب يفقد البعض عقله ويظل البعض الاخر يقاسى العذاب النفسى لسنوات عديدة لولا فضل الله ورحمته وسكينته التى يربط بها على قلوب المعتقلين كما ربط الله على قلب ام موسى عليه السلام وهى تلقى بوليدها فى اليمّ وكما ربط الله على قلب ابراهيم عليه السلام وهو يترك ولده وزوجته فى الصحراء القاحلة وكما ربط الله على قلبه وهو يهم بذبح ولده اسماعيل عليه السلام وكما ربط الله على قلبه وقومه يلقونه فى النار حيا ولئن كانت الساعة فى الاسر كيوم من ايام الحرية فالساعة فى الاسر الانفرادى كاليوم فى الزنازين الجماعية فسبحان من ربط على قلوب المعتقلين وهم وحيدين فرادى فى غياهب الزنازين
تخيل نفسك فى زنزانة صغيرة ضيقة مظلمة حارة جدا او باردة جدا
وامامك وعاءا فيه القليل من ردىء الطعام ودلوا لتقضى فيه حاجتك وزجاجة مياة تشرب نصفها وتتطهر بالنصف الاخر ولا يوجد تلفازا ولا راديو ولا صحيفة وممنوع عنك الكتب والاوراق والاقلام وحتى المصحف ايضا فى العديد من السنوات ممنوع فاخبرنى حينها كيف ستقضى وقتك وكيف ستمر عليك الساعات والايام والاسابيع والشهور والسنين كيف لنفس بشرية ان تحتمل كل هذه المعاناة لولا فضل الله ورحمته ومعيّته جلّ وعلا