أسلوب التصغير‏ والتحقير




أسلوب التصغير‏ والتحقير‏ :

يحاول‏ المحقق‏ أن يحطم‏ نفسية‏ المعتقل، وأن‏ يغرس‏ الذلة‏ في‏ قلبه‏ وأن‏ يهز‏ قناعاته‏ بفكرته لذلك‏ يعمد‏ إلى إهانته وتحقير‏ أفكاره وإشعاره انه‏ شيء‏ بسيط‏ لا قيمة له، ‏وإن‏ المبادئ‏ التي‏ يحملها‏ ليست‏ أكثر‏ من‏ شعارات‏ غير‏ صحيحة‏ وقصص‏ ساذجة ويحاول‏ المحقق‏ أن يهين‏ المعتقل‏ بالبصق‏ في‏ الوجه‏ بشكل‏ مستمر‏، أو بحلق‏ لحيته‏ ، أو حلق‏ جزء‏ منها‏ وإبقاء جزء‏ بشكل‏ مشوه‏ ومضحك‏، ‏وقد‏ يطلب‏ منه‏ أن يمشي‏ مقلداً‏ الكلب‏ أو أن يمشي‏ على‏ أربع وأن‏ يردد‏ عبارات‏ مهينة‏ مثل‏ (أنا حمار.. أنا خائن.. أنا كلب.. إلى آخره..) ‏ويقصد‏ من‏ وراء‏ ذلك‏ قتل‏ معاني‏ الصمود‏ والبطولة‏ في‏ النفس والذي‏ يقبل‏ الخضوع‏ مرة‏ سيخضع‏ في‏ كل‏ المرات‏، والذي‏ يتجاوب‏ مع‏ المحقق‏ في‏ هذه‏ الأمور الصغيرة‏ سيتجاوب‏ معه‏ في‏ أمور أكبر‏ وأخطر فعملية‏ التحقيق‏ عبارة‏ عن‏ جملة‏ من‏ التأثيرات‏ والإيحاءات النفسية وليست‏ عملية‏ تعذيب‏ مادي‏ لمجرد‏ الإيلام الجسدي‏ وقد‏ يلجأ‏ المحقق‏ إلى تحقير‏ وتصغير‏ المعتقدات‏ المقدسة‏ لدى‏ المعتقل‏ فمثلاً‏ يكثر‏ المحقق‏ من‏ استعمال‏ عبارات‏ ضد‏ الذات‏ الإلهية (تعالى‏ الله‏ عما‏ يقولون‏ علواً‏ كبيراً) ‏
إن أسلوب التحقير‏ والتصغير‏ أسلوب صغير‏ وحقير‏ ولا يؤثر‏ في‏ الاخ الصادق وعلى‏ المعتقل‏ أن يلجأ‏ إلى الرفض‏ دائماً‏، وأن‏ يمتنع‏ عن‏ التجاوب‏ مع‏ المحقق‏ في‏ إرضاء نزعته‏ المشوهة‏ إلى تشويه‏ النفس‏ وكسر‏ الكرامة‏ لدى‏ المعتقل ليس‏ على‏ الاخ أن يصبر‏ فقط وإنما عليه‏ أن يتحدى‏ عملية التحقيق، لأن‏ التحدي‏ هو‏ القاعدة‏ الأساسية لإفشال هذا‏ الأسلوب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق