التعذيب بالجوع





 التعذيب بالجوع

كان التجويع من السياسات المتبعة في المعتقلات عموماً وفي بعض المعتقلات خاصة مثل معتقل الفيوم وأبوزعبل حيث كان يستخدم التجويع كوسيلة تعذيب وإنهاك وربما قتل في بعض الأحيان كما حدث مع ابن عم والدي إمام عبد الله كان الاكتفاء بتعيين السجن وطعامه طوال السنين المتتابعة سبباً كافياً لعذاب الناس وإمراضهم إلا أن زيارات أسر المعتقلين وما تحمله من مختلف ألوان الأطعمة والتي كان أسر المعتقلين يضيقون فيها على أنفسهم حتى يستطيعوا توفير أفضل زيارة ممكنة لأبنائهم المعتقلين وحينما كان يأتي القرار بمنع الزيارة لسنوات في معتقل ما كانت تحدث المأساة فطعام السجن كان حفنة من الأرز ومقدار ضئيل من العدس الرديء أو الفاصوليا الكريهة الرائحة أو الطبخة السوداء كما كنا نسميها وهي عبارة عن باذنجان أسود مقطع ومسلوق بدون أي إضافات كريه الرائحة أما الخبز فكان خمسة أرغفة صغيرة الحجم رديئة الجودة وفي بعض المعتقلات كانت الجراية أي نصيب الفرد من الخبز ثلاثة أرغفة فقط يومياً بمعدل رغيف صغير لكل وجبة.
وفي معتقل الفيوم جلس الأخوة المعتقلون لسنوات طويلة متتابعة يكون نصيب الزنزانة والتي بها أكثر من عشرين أخ معتقل طبق صغير من الفول وطبق من ماء الجبنة (الشرش) وفي الغذاء طبق من الأرز والعدس فيكون التعيين يكاد يكفي فردين والمطلوب أن يأكل منه عشرين فرد فكان الأخوة يلجئون حينها لخلط شرش الجبنة بالماء من الصنبور وهرس قطعة الجبنة الصغيرة التي فيه ثم يضيفون إليه الملح ويقوم الأخوة بوضع لقيماتهم في هذا الماء المالح ويأكلون وهكذا في سائر أنواع الأطعمة يتم هرسها وخلطها بالماء أو خلط الأطعمة بعضها ببعض في وعاء وفعل نفس الشيء بها ثم صبها في عدة أطباق صغيرة بحيث يكون كل عشرة أخوة في طبق وفي بعض الأحيان كان يتم مصادرة الأواني من الزنزانة ووضع التعيين لهم على أرضية الزنزانة وهذه السياسة التي كانت متبعة في معتقل الفيوم كانت أمن الدولة تكتفي بها كوسيلة تعذيب بعكس المعتقلات الأخرى التي كانت فيها الضرب والسحل ومع هذا فكان الأخ المعذب بالجوع يتمنى أن يتم ترحيله إلى سجن آخر فيه التعذيب بالضرب من كثرة ما يعانيه من عذاب الجوع والمرض نتيجة هذا الجوع فهو عذاب يومي متواصل مما تسبب قى اصابة العديد منهم يصابون بمرض الدرن في المعدة والذي يكون علاجه الوحيد تحسين التغذية وتناول أدوية باهظة الثمن ولعدم توافر كلا الأمرين كانت تحدث حالات الوفاة والتي كان منها حالة إمام ابن عمي.
ولذلك كنا في حجز لاظوغلي حين ينزل إخواننا المعتقلين من الفيوم نهتم بهم ونضع لهم مائدة خاصة نضاعف لهم فيها التغذية لتعويضهم خلال الأيام القليلة التي يجلسونها في الحجز قبل ان يعودوا إلى الفيوم مرة أخرى.
أذكر حين كنا في معتقل استقبال طرة في الحجز الانفرادي في الفترة الأولى وكان يأتينا الطعام قليلاً جداً فمقدار مثلث من الجبنة البيضاء الصغير هذا هو الإفطاراما الغداء ففنجان صغيراً من البلاستيك من الأرز ومثله من العدس فكنا في الحجز نتضور جوعاً وحينما نجلس للغداء نكون حذرين أن نبقي لقمة أو اثنتي للعشاء أو السحور وفي بعض الأحيان كنا نخرج من صندوق القمامة قطع الخبز المتيبس الرديء لنسد به جوعنا وكنا نلجأ أحياناً لعمل سندوتشات البصل الني كوجبة لنا ومن المضحكات المبكيات أن الأخوة في بعض المعتقلات كان حينما يأتيهم في التعيين بيضاً مسلوقاً كانوا يأكلونه بالقشر دون نزعه سداً لجوعهم وفي نفس الوقت للحصول على الكالسيوم وكذلك إذا سمح بدخول زيارة استثنائية لشخص ما وتم توزيع طعامه على زملائه وكانت تحتوي على السمك مثلاً كان الأخوة يأكلون السمك بشوكه كما هو.
فقد كانت من السياسات المتبعة داخل بعض المعتقلات انقاص العناصر الغذائية اللازمة لبناء الجسم من طعام التعيين عن عمد، فقد جلس الأخوة في معتقل أو زعبل دون ملح في الطعام فترة طويلة حتى أثر ذلك في أجسادهم فكانوا في بعض الأحيان يلجأون لإزالة الجير من دهان حوائط الزنزانة وخلطه بالطعام للحصول على الأملاح التي تحتاجها أجسادهم ليس هذا درباً من الخيال بل هو واقع تاريخي عاشه الآلاف من الشباب الإسلامي في معتقلات المخلوع المتكبرالطاغية.
أما في المعتقلات التي كان التعيين فيها أفضل حالاً وكمياتهم متوسطة فكانت المعاناة تتمثل في كثير من الأمور مثل أن يأتي التعيين ثماراً من الخضروات غير مطهية مع علم إدارة السجن أن الزنازين لا يوجد فيها سخانات أو وسائل لطهي الطعام وخصوصاً بعد تفتيشات المصلحة التي كانت تجرد المعتقلين من وسائل معيشتهم وفي كثير من المعتقلات كان مأمور السجن يقوم بمصادرة شحنة الدجاج المعينة كوجبة شهرية فيأخذها المأمور بالتنسيق مع ضابط أمن الدولة ويبيعونها لصالحهم من قبل أن تدخل إلى باب السجن.. أما وجبة الإفطار في المعتقل التي كانت تأتينا في زنزانتنا في استقبال طرة فكانت وعاءً من الفول الرديء المطهو في ماء سيء الرائحة تعلوه قطرات من الزيت السيء الطعم وكنت أجهز طعام الإفطار لإخواني بأن أبدأ بعزل الفول عن الماء ثم التقط كل حبة فول على حدة أنزع قشرتها وأخرج منها السوس كبير الحجم واحدة تلو الاخرى ثم أعيد ماء الفول مرة أخرى للفول وهرسهما سوياً لتجهيز وجبة الإطفار أما قطع الجبن المالحة التي كانت تأتينا فكنا نضعها في المياه ثلاثة أيام حتى تتخلص من كمية الملح التي فيها فتكون صالحة للأكل وكانوا يوزعون علينا علباً صغيرة من الحلاوة الطحينية الميري الرديئة غير الصالحة للأكل لصلابتها، فكنت أجمعهم سوياً لعدة أيام حتى يصير عدداً وأقوم بوضعهم في دلوً بلاستيكياً وغمرهم بالماء لمدة ثلاثة أيام أقوم فيها بتغيير الماء وتصفية الحلاوة بواسطة قطعاً من القماش حتى أصنع منها في النهاية طحينة صالحة للأكل بعد أن تكون تخلصت من السكر الذي فيها.

من شهادة حسن على فى كتابه محنة الاسلاميين

(فقد انتشر مرض نقص الكالسيوم بطريقة كثيفة نتيجة عدم تناولهم الأطعمة الغنية بالكالسيوم لعدة سنوات فكان بعضهم من سوء تدهور حالته يأكل الجير من الحائط لعله يستطيع أن يعوض نقص الكالسيوم الذي يعاني منه، فكان الكثير منهم يصاب بحالة من التشنج وخاصة في الأطراف والصراخ من شدة الآلام التي في العظام ولكن دون الالتفات إليهم أو إعطائهم أي علاج.
وكان أحد حراس العنبر قد أخذته الرأفة والشفقة بالأخ حسن من شدة صراخه من الألم بسبب نقص الكالسيوم فكان يجره على الأرض كل يوم إلى خارج العنبر ليلقى به في الشمس لمدة ساعة تقريبا ثم يرجعه مرة أخرى إلى الزنزانة وهو يجره على الأرض فكان الحارس يفعل ذلك وهو يظن أنه يصنع معه معروفا – ألا ما أرق قلوبهم على الحالات الإنسانية – وقد وصلت حالات البعض منهم نتيجة نقص الكالسيوم إلى ضمور في الساقين مما سبب له شلل نصفي.)

(أما الطعام فكان من أردئ أنواع الأطعمة حيث كان الفول هو الطعام الأساسي وكان دائما يعلوه كميات من السوس والحشرات الأخرى والتي لا تتأثر بحالة الشياط التي يأتي بها وإذا ترك فترة يصاب بحالة من التجبس، وكان من رحمة الله بنا إننا كنا نأكل هذا الفول في الإفطار بعد صلاة المغرب حيث كنا في رمضان فكان لا يرى أحد ما به من حشرات أو سوس حتى نتعود على طعمه الجديد في السجن وبعد فترة رأينا ما كنا نأكله من حشرات غريبة مع الفول عندما سمحوا لنا بلمبة بعد ذلك، أما العدس وهو المنافس القوي للفول فليس يتميز عنه إلا بكثرة الدود، أما الأرز فهو أقرب للسواد منه لوضعه الطبيعي وكان له طعم غريب نتيجة كثرة الزيت الذي لم نعرف له مصدر قبل ذلك، كان الطعام عموما غير مطابق للمواصفات الحيوانية فضلا عن الإنسانية والتي تعاف أن تأكله وربما لو أجبرت عليه تصاب بأمراض خطيرة.)

(أما الطعام فكان قليلا للغاية فلكل واحد مقدار فنجان صغير من الأرز في الغذاء مع عدد من الملاعق طبيخ إن وجد أما الإفطار أحيانا قطعة صغيرة في حجم الليمونة من الجبن وأحيانا أيضا ملعقة مربى رديئة مع عدد من حبات الفول حتى إننا كنا نستطيع أن نعد حبات الفول من قلته، فمن طريف المواقف أن أحد الإخوة اشتكى للحارس الذي يقوم بتوزيع التعيين من كمية التوزيع القليلة لأنه أخذ تسعة حبات فول فقط فسمعه آخر فقال له مازحا وكأنه يحسده أنت أفضل حالا لأنني أخذت سبعة فقط، ثم ضحك فضحك الأخ الأول وسكت وحمد الله على الحبتين الزيادة وخشي إن تكلم مرة أخرى أن يأخذوا منه الزيادة أو يقتسم معه أحد حباته.)

(كان الطعام لعدة سنوات شبه ثابت كوب صغير من الأرز وعدس فقط وكان هناك فول في البداية ثم منع، وكان الطعام يأتي غالبا بدون ملح ثم يأتي في مرة وعليه كمية ملح كثيرة جدا بحيث لا يستطيع أحد أن يستسيغه من كثرة الملح فكانوا يرمونه ولا يأكلون في ذلك اليوم إلا ما تبقى من طعام في الأيام السابقة، وكان في كثير من الأحيان يأتي الطعام "شايط" "محروق" وأيضا به كمية من التراب بطريقة متعمدة ومع أن الطعام كان ردئ للغاية إلا أنه ومع شدة الجوع كان يؤكل على مضض، وكان يتم توزيع كل أسبوع تقريبا قطعة صغيرة من الجبنة فكانوا يضعونها في طبق به قليل من الماء حتى يستفيدوا من ملوحة الماء بسبب وضع الجبنة فيها ثم يضعون الماء على الأكل بعد ذلك وعندما علمت إدارة السجن ذلك منعوا عنهم الجبنة، وكان لقلة الملح لهذه الفترة الطويلة تأثيرا واضحا فقد أصيبوا بهبوط حاد وعدم القدرة على الوقوف بصورة طبيعية بسبب فقدان الاتزان، وقد وصل الحال بالبعض بأن يحاول أن يجمع حبات الملح والتي تظهر على الجدران نتيجة الرطوبة الشديدة ظنا منه أن هذا ممكن أن يعوض ملح الطعام.
أما العجوة والمربى فقد منعوا أيضا من التعيين الميري وكانت الإدارة ترفض تماما شراء أي سكر من الخارج ولو على نفقتهم الخاصة، حتى عندما قامت الإدارة بتوزيع بعض العجوة في إحدى المناسبات وجدوها كوم تراب من الداخل حتى النوى كان تراب بسبب كثرة السوس فيها.
أما اللحمة فلم تأتي إلا بعد سنوات وحتى بعد ما سمحوا بها في التعيين الميري فكانت تأتي كل فترة طويلة وكانوا يعرفون قدومها عن طريق القطط والتي تحدث جلبة أثناء قدومهم لتوزيعها، وكان التعفن ورائحتها الكريهة تمنع أحد أن يأكلها.

(كان الطعام في ظل هذه الظروف القاسية من وسائل الابتزاز والمساومات والحيل والتي يتم عن طريقها الإيقاع بالأشخاص في براثن الإرشاد ضد من معهم في العنبر، فكانوا يستغلون قلة الطعام والجوع الشديد فيقومون بمحاولة إغراء البعض بزيادة الطعام له لعدة أيام ثم يساومونه بعد ذلك على التعاون معهم وعندما يرفض الشخص يمنعون الطعام الزائد عنه، وعندما فطن البعض لهذه الحيل فكان يرفض من البداية أخذ أي شيء زيادة عن باقي الأفراد الآخرين معه في العنبر بل كان بعضهم يرمي أي طعام زيادة في الطرقة مع علمه بما سوف يتعرض له من ضرب على ذلك الفعل والتضييق أيضا عليه.
وكان من أشهر العلامات التي اعتادوها عند قدومهم أن تقوم إدارة السجن بتوزيع باذنجان مطبوخ ومربى عليهم قبل مجيئهم بيوم واحد كانت هذه المرات الوحيدة التي يروا فيها الطبيخ أو المربى.
(ولكن برغم قلة الأعداد المسموح لها بالزيارة إلا أنهم كانوا يقومون بتوزيع الطعام على العنبر كله فكانت كل زنزانة تأخذ قدر بسيط من الطعام إلا أنه كان له طعم خاص في هذه الظروف، وأحيانا كانت تضيع أحلام بعض الزنازين عندما تأتي قطة من القطط المنتشرة في السجن وتأخذ قطعة اللحم اليتيمة والتي ربما تكون لم تدخل هذا المكان منذ شهور ثم تهرب بها وتأكلها،)
(كانت سياسة الحصار تمارس من قبل إدارة السجن بدءا من منع دخول الطعام إلا بكميات قليلة في الزيارة مرورا بقلة كمية التعيين الميري ورداءته بل وسرقته ثم بيعه لهم مرة أخرى انتهاء بعدم السماح لهم بشراء بعض الأشياء التي يحتاجها المرضى مثل السكر والملح وغير ذلك على نفقتهم الخاصة، وحتى عندما سمح لهم بذلك وقاموا بشراء كميات كبيرة جاءت في اليوم التالي قوات كبيرة من مصلحة السجون وكان جل اهتمامهم هو جمع هذه الأشياء والتي تقدر بالآلاف من الجنيهات وأخذها منهم ولم يتركوا لهم إلا الفتات حتى عندما أخذت الشفقة أحد الضباط وقال لجنوده خذوا كل شيء واتركوا لهم الملح فهم لا يستحقون سوى الملح وعندما وجدوا مصحف في الزنزانة ثارت ثائرته وقال لهم خذوا حتى الملح فهم لا يستحقونه.)
(كان أكثر ما ينفرد به سجن الفيوم من سياسة هو سياسة الحصار والتجويع الشديد والتي استمرت عدة سنوات متصلة حيث منعت الزيارة منذ بداية الدخول إلى السجن كما أن الطعام والذي كان يوزع علينا من السجن بالإضافة إلى كميته القليلة والتي لا تكفي أحد كان رديئا جدا فكان يكثر فيه التراب وحبات الرمال وكذلك أيضا القواقع والتي كانت تسبح فيه مثلما كانت تأتي إلينا السبانخ أما البطاطس فتأتي إلينا مطبوخة بقشرها وتعلوها أيضا طبقة من الطين فكنا نقوم بتقشيرها وأكلها والبعض كان يقوم بأكل القشر أيضا من شدة الجوع وكذلك الفول والذي يأتي متلازما مع كمية السوس المناسبة فنقوم بنزع القشرة عنه لإجراء عملية الفصل بينهما وكان الأمر الأكثر واقعيا نأكله كما هو أما قطعة الجبنة الصغيرة فكنا نذيبها في كمية من الماء حتى نجد ما نأكله لأنها كانت تأتي على فترات، أما المشروبات الترفيهية مثل مشروب قشر البرتقال أو عصير البطيخ فكان يأتي إلينا على فترات بعض وحدات البرتقال لكل زنزانة فكنا نقوم بتقشيرها وتوزيعها فصوص علينا لأنها لا تكفي ثم نضع القشر في الملح لعمل مخلل أو أن نقطعه قطع صغيرة ونضعه في ماء دافئ ثم نشربه وكذلك أيضا البطيخ فكان يأتي لكل عدة زنازين واحدة فقط فكان نصيب الزنزانة قطعة صغيرة فكانت توضع في ماء وبعض السكر وتشرب كعصير أما القشر فكان الطعام المفضل لدى البعض منا، كنا من شدة الجوع نأكل أي شيء حتى لو كان ردئ أو لا يؤكل فكان البعض يجمع بقايا الردة والتي تسقط من الخبز ويأكلها حتى لو كانت مخلوطة بتراب الأرض كما كان البعض يأكل عرش الجزر عندما يأتي إلينا وهو الجزء الأخضر الذي لا يؤكل، كما كنا نطلب ماء الجبنة التي توزع علينا والتي تسمى الشرش لكي نأكلها فكانوا يرفضون أن يعطونا منها وبعد أن نستعطف قلوبهم يسمحوا لنا بطبق ماء الجبنة برغم أنهم يرمونها بعد توزيع الجبنة علينا في العنبر فكنا نضع عليها بعض الزيت ثم نأكله.


كنا لا ندرك معنى المجاعة حتى لفحتنا بلهيبها وعشناها واقعا ملموسا فكم بتنا من الليالي نتضور جوعا نطوي بطوننا لا نجد ما نأكله حتى أصيب الكثير بالضعف والهزال وانتشرت بيننا الأمراض وخاصة الدرن (السل)، حتى إنهم عندما سمحوا بالزيارة والتي لم تستمر إلا لفترة قصيرة كان لا يسمح بدخول الطعام إلا وجبة صغيرة لا تكاد تكفي شخص واحد فضلا عن أكثر من ثلاثين فرد في الزنزانة الواحدة.)

إقرأ أيضا : التعذيب بنقص الماء وتلوثها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق