أسلوب
الغماية :
***********
هو أحد أساليب التحقيق
التي تستهدف الضغط النفسي على الاخ بواسطة تعذيبه جسدياً باستعمال غماية عادة ما
تكون من قماش البطاطين الميري التي لا تكاد تسمح للضوء بالدخول عبر مسامه، وعندما
يوضع على عين الاخ، فإنه لا يستطيع أن يرى شيئاً ولا يستطيع أن يعرف الوقت ليلاً
كان أم نهاراً، ويفقد الإحساس بالزمن الموضوعي، ويعيش في الزمن الذاتي الذي تصبح
فيه الدقيقة ساعات بالإضافة إلى فقدان الإحساس بالمكان الواقعي لعدم معرفة المكان،
وعدم رؤية أي شيء حوله، مما يحصر التفكير في الذات والنفس.
تتوقف كل الحواس عن
العمل، وتنشط حاسة السمع حيث يسمع المعتقل في الغالب الصراخ، وأصوات التعذيب،
وأصوات الأبواب الحديدية وهي تفتح وتغلق بضجيج عال، وأصوات الضرب، والتنهدات،
وآهات المعذبين، وانين المنهكين، وأصوات خافتة كأنها صادرة عن أشباح، وهي في
غالبها مفتعلة، ولكنها تصل إلى المعتقل بشكل مضخم جداً بسبب الغماية، ويتولد لديه
إحساس قاس بالعزلة عن العالم، أو أن العالم كله قد انكمش، واختزل في الأصوات، وفي
لحظات الترقب، "متى سيأتي دوري متى سأتلقى الرفسة من الخلف، أو الركلة في
البطن، أو الضربة على الرأس"، وهي ضربات يتلقاها المعتقل عادة من الحارس
لتصعيد توتره، ودفعه للانهيار، وللغماية رائحة كريهة رائحة العرق، رائحة الجاز فهي
لا تغسل مما يسبب صعوبة شديدة في التنفس، وضيقاً في الصدر، ويستمر وضع الغماية على
العين لأيام وأسابيع، لذلك على الاخ البدء فوراً بالمعركة مع الغماية، وألا يبقى
صامتاً مستسلماً ينتظر قدره عليه أن يحاول النظر من خلال الغماية وذلك برفعها
أوتنزيلها أوتهوية ربطتها على العين مهما كانت تلك الغماية ، وهذا الأمر مهم جداً
في المعركة إنه نافذة للروح وللنفس قبل كل شيء، ومن خلاله يستطيع الاخ مراقبة
الجندي الحارس، ومعرفة مكانه، وفترة غيابه، ومعرفة الاخوة الذين بجواره وعددهم ومن
ثم يستطيع معرفة أصواتهم من خلال حركة أجسامهم ويستطيع التنقل من مكان إلى آخر في
غفلة عن الحارس، والحديث مع الاخوة الذين بجواره بالإشارات كالنحنحة، والضغط على
الأرجل، والهمس، ويمكنه استغلال غياب الحارس، وانشغال ضباط الامن لتثبيت اخوته
المعتقلين وحضهم على الصبر، والتحمل، والصمود، ويمكنه معرفة الأوقات من خلال شعاع
الشمس، وضوء النهار.
إن الغماية تولد ضغطاً
شديداً على الاخ يدفعه إلى التقيؤ ورفع الغماية يخلق لديه إحساساً بالحيوية،
والنشاط مما يساعده على الصبر والصمود.
أحياناً يتظاهر الحارس
بأنه سيضع إصبعه في عين الاخ ليتأكد من أنه لا يرى، وعلى الاخ في هذه الحال أن
يحظر الحركة اللا إرادية، وألا يبعد رأسه عن اصبع الحارس، أو يتراجع للخلف، لأن
الحارس سيدرك أن الاخ يرى، لذلك سيضربه، ويزيد في ربط الغماية أسوأ من السابق.