وسائل التحقيق




وسائل التحقيق :
********************
هي الأدوات المادية المستخدمة لتطبيق الأسلوب وهذه الوسائل غير محدودة، ويحاول المحقق أن يبتكر باستمرار وسائل جديدة حتى ينتصر على الأخ المعتقل ويأخذ منه الاعترافات والمعلومات المطلوبة.
*********************
المحقق :
***********
فإن المحقق رجل درس التحقيق كعلم بأحدث الطرق ويعمل لتطبيقها على الأخ المعتقل ولنجاحه في عمله يدرس الشخصية الملتزمة وأنماطها السلوكية ونقاط ضعفها والمعتقدات السائدة، وواقع التنظيمات والظرف السياسي العام، ويحاول الإلمام بالبيئة الخاصة بكل منطقة كناسها وعلاقاتها ليسهل عليه التغلغل إلى نفسية الملتزم.
**************
المعتقل :
***************
رجل صاحب قضية ، صاحب تربية قرآنية.
اختار قضيته طريقاً، والشهادة وسيلة للفوز برضى الله وجنته، ووهب نفسه وماله وحياته لنصرة الإسلام ناضج عقائدياً وسياسياً وحركياً ويدرك جوهر الصراع
***********
أساليب التحقيق
يتبع جهاز الأمن عدة أساليب في التحقيق، ولكل أسلوب وسائله وأدواته التطبيقية والتقنية، ويعمل على أن يكون هناك تناسق وترابط بين الأساليب، لذلك لا يمكن فصل أسلوب عن آخر، كما أن عدد الأساليب التي يستخدمها، والمدة الزمنية لاستخدام أسلوب معين تطول حسب حالة الأخ المعتقل، أو حسب حجم القضية أو التهمة، وسنحاول في ما يلي عرض لأساليب التحقيق قدر الإمكان.
عادة يتم تكبيل الاخ لحظة اعتقاله بالكلبش الأمريكي، ويداه خلف ظهره وتغمى عينه بحيث لا يتمكن من رؤية شيء، وينتقل تحت الضرب، والشتم، والإهانة المختلفة إلى فرع الأمن، وهناك يسلم ما يملك من أوراق ونقود، وساعة يد، وبطاقة هوية وينقل إلى الزنزانة، و ينقله جندي مختص إلى أقبية التحقيق، حيث يبدأ التعذيب والمعركة مع المحقق
يمكث‏ الأسير في‏ جو‏ التحقيق‏ أو في‏ الزنازين‏ أسابيع أو شهوراً وهذه‏ الفترة‏ تكون‏ فترة‏ ضغط‏ شديد‏ على‏ نفسيته‏ وأعصابه وقد‏ يكتشف‏ في‏ هذه‏ المدة‏ نقاط‏ ضعف‏ في‏ بنيته التنظيمية‏ -‏ عبر‏ المراجعة‏ التي‏ يجريها‏ مع‏ نفسه‏ -‏، وأن‏ بعض‏ رفاقه‏ واخوته‏ قد‏ يتعرضون‏ للاعتقال‏ فيعترفوا‏ بمعلومات‏ أنكرها في‏ التحقيق‏، ‏فيطلب‏ ثانية‏ للتحقيق‏ والتعذيب ففي‏ كل‏ صباح‏ يحضر‏ المحققون‏، ‏ومع‏ حضورهم‏ تصفق‏ الأبواب وتفتح‏ وتغلق‏، ويظهر‏ جندي‏ وسجان‏ من‏ خلف‏ الباب‏ وينادي‏ المطلوبين‏ للتحقيق‏، ‏وفي‏ اروقة غرف التحقيق‏ نفسها‏ يكون‏ الجو‏ مشحوناً‏ بالترقب‏ والحذر‏ والخوف في‏ كل‏ لحظة‏ يشعر‏ الأسير أنه‏ سيكون‏ المطلوب وهذا‏ القلق‏ يضغط‏ على‏ الأعصاب والخروج‏ من‏ هذه‏ الأزمة يرتبط‏ باللحظة‏ التي‏ يعود فيها‏ الأسير إلى الزنزانة إنها فرصة‏ الأسير للإفلات من‏ حالة‏ التوتر‏ النفسي وفي‏ الزنزانة يتوقع‏ الأسير أن يلتقي‏ مع‏ الأسرى الآخرين وهم‏ أخواته ورفاقه‏

إن هذه‏ الميزة‏ السيكولوجية‏ للأسير تجعل‏ قدراته‏ وطاقاته‏ تنتقل‏ من‏ طور‏ الدفاع‏ أمام الأخطار المتوقعة‏ من‏ التحقيق‏ ومن‏ طور‏ الاستعداد‏ النفسي‏ والتحفز‏ الشعوري‏ لمجابهة‏ المحقق‏ وألاعيبه، إلى طور‏ الشعور‏ بالأمان والاستقرار‏ بين‏ اخوته‏ وأصدقائه المحتجزين ‏، ‏وإلى‏ العمل‏ على‏ التكيف‏ والانسجام‏ مع‏ واقعه‏ الجديد وخاصة‏ عندما‏ يصبح‏ بعيداً‏ عن‏ غضب‏ المحقق‏ وصراخه‏ وتعذيبه‏ وأساليبه الأخرى.
في‏ الزنزانة يشرق‏ يوم‏ جديد‏ في‏ حياة‏ الأسير فيستقبله‏ المعتقلون‏ استقبالاً‏ حاراً‏ كبطل‏ منتصر‏ في‏ معركة‏ التحقيق والبسمة‏ على‏ الوجوه‏، ‏والدفء‏ في‏ المعاملة ويظهرون‏ حرصهم‏ عليه‏، ويوفرون‏ له‏ ملابس‏ جديدة إن جميع‏ من‏ هم‏ في‏ الغرفة‏ الآن اخوته‏ المستعدون‏ لخدمته‏ ولتقديم‏ ما‏ يحتاجه‏، ‏وتوفير‏ ما‏ يريده‏، ليعوض‏ الأيام الصعبة‏ التي‏ عاشها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق