التعذيب بالإزدحام



التعذيب بالإزدحام

كان التسكين فى الزنازين يتم باضعاف العدد المعتمد لكل زنزانة فكانت الزنزانة  المهيئة لتسكين 6 افراد يتم وضعنا فيها نصل الى 22 معتقل هذا ما عايشته بنفسى وحدث معى اما ما يفوق ذلك فقد اخبرنى احد اخوانى ممن تم اعتقالهم قبلى بسنوات ان نفس الزنزانة كان يتم تسكينها لفوق الثلاثين معتقل وبما ان الزنزانة كانت عالمنا الصغير وكانت لنا بمثابة الدنيا التى نعيش فيها فقد كانت كل انشطتنا الحياتية فيها من نوم وصلاة واكل وشرب وقضاء حاجه واستحمام وغسيل ونشر للملابس ومكتب للمذاكرة والمطالعة وملعب للعب واللهو والروضات والاناشيد ومكانا للاستجمام والتفكر والتدبر فما بالك ب 22 شخص يريدون ان يمارسوا كل تلك الانشطة فى زنزانة مساحتها 16 متر مربع لا اكثر ان الاسرة المكونة من اربع افراد يحتاجون لمساحة 60 متر كحد ادنى لمعيشتهم بحيث يكون نصيب الفرد 20 مترا مربعا فكيف اذا كان نصيب الفرد نصف متر كان ازدحام الزنانزين فى المعتقل مقصودا كلون من الوان التعذيب المعيشى حتى ان بعض الزنازين التى كان يتم اخلاءها كانت تغلق ولا يتم اعادة التوزيع للمعتقلين حتى يظلوا فى حالة من الضيق والازدحام كنا فى الزنزانة فى معتقل دمنهور نقوم بثنى البطانية الميرى على خمس مرات بحيث يكون عرضها شبرا ونصف
ونقوم برصها بعرض الزنزانة بطانية وراء بطانية بحيث يكون مساحة كل اخ فى النوم بقدر مساحة بطانيته المطوية وكنا ننام متخالفين راس كل واحد امام قدم الاخرلنوفر اكبر مساحة ممكنة لكل فرد وكلما كان يقل العدد تزيد مساحة البطانية فنطويها على اربع او ثلاث وكلما زاد العدد نعود لطيها مره اخرى على خمس او ست مرات وكان الازدحام يصل الى ذروته فى حجز لاظوغلى حيث كنا نصل فى الحجزين المتجاورين والطرقة الخارجية الصغيرة الى 140 اخ او يزيد وكان النوم بنظام النوباتجية

من شهادة حسن على فى كتابه محنة الاسلاميين

(كانت الأحوال المعيشية في السجن صعبة فالزنازين شديدة الزحام فالعدد في كل زنزانة يتراوح ما بين خمسة وسبعين إلى تسعين فكان يتم النوم ليلا بالتناوب مجموعات تنام وأخرى تنتظر وهكذا أو أن يتم النوم بطريقة الحشر وكأننا في علبة سردين فكان أحدنا لا يستطيع أن يتقلب على جنبه الآخر إلا بصعوبة شديدة وإذا جازف أحد وقام في الليل لقضاء حاجته فربما لا يستطيع أن يجد مكانه مرة أخرى فيضطر أن ينتظر إلى صلاة الفجر ليجد له مكان ينام فيه.)

(كانت الزنازين خالية من أي شيء سوى هذه الأشباح المتكدسة فقد كان الزحام شديد وقد وصل العدد إلى أكثر من خمسة وثلاثين في هذا المكان الضيق فكنا لا نستطيع أن نتحرك داخل الزنزانة أو نتنفس إلا بصعوبة وخاصة في الحر الشديد والذي كنا نتصبب فيه عرقا فكانت ملابسنا صفراء اللون دائما من شدة العرق وكنا نحيا في هذا المكان حياة كاملة على مدار أربع وعشرين ساعة لعدة سنوات وكان لا يسمح لنا حتى الخروج للتهوية في هذا الزحام، وكنا ننام في الليل بالتناوب على فترتين وأحيانا فترات فالبعض كان ينام أول الليل والبعض الآخر ينام آخر الليل.) 

إقرأ أيضا : التعذيب بالحرّ الشديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق