السياسة العامة للتعذيب




السياسة العامة للتعذيب

أولا: التعذيب الممنهج والذي يتم بطريقة منظمة وبأساليب مختلفة تعتمد على التضييق في وسائل المعيشة مع الإهانات المتكررة والمتعمدة بهدف إحداث أكبر أثر من القهر والإذلال والذي يؤدي إلى انكسار النفس وحدوث صدمات نفسية شديدة لتترك آثار سيئة طويلة الأمد، فبالرغم من الأساليب الوحشية التي مورست ضد الإسلاميين في أثناء الحقبة الناصرية وخاصة في السجن الحربي إلا أنها كانت لا تتعدى فترة التحقيقات فقط والتي قد تمتد لعدة شهور تصل إلى سنة أحيانا أو أكثر قليلا، وهذا ما يشبه ما نتعرض له أثناء التحقيق في المقار الأمنية المختلفة، ثم كانت معاملتهم في السجن بعد ذلك معاملة طبيعية تهدف إلى إبعادهم عن المجتمع فقط أما في الفترة الأخيرة وتحت مظلة هذه السياسة كان التعذيب مستمر لعدة سنوات متصلة لا من أجل انتزاع معلومات أو معرفة اعترافات جديدة حيث من الممكن منطقيا أن يكون هناك مسوغ للتعذيب، ولكن من أجل إحداث أكبر أثر من الإذلال النفسي بهدف تدمير الشخص داخليا تماما. فلا يستطيع أن يتعامل مع المجتمع فضلا أن يؤثر فيه.
ثالثا: إطالة فترة الاعتقالات لعدة سنوات لكي تنتج آثارها سواء على المستوى الشخصي أو العائلي، ففي الأول ونتيجة الظروف المعيشية الصعبة وعدم وجود الرعاية المطلوبة مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة والخطيرة والتي تلازم الشخص ما تبقى من عمره يعاني منها.
أما في المجال العلمي و العملي فيتم تأخره عن أقرانه في الخارج سواء في المستوى الدراسي حيث يتوقف عن الدراسة خلال هذه الفترة، أو المستوى الوظيفية حيث يتم فصله أو عدم ترقيته أو وقفه عن العمل.
أما على المستوى العائلي حيث يؤدي غياب الأب إلى حرمان أطفاله وأبنائه من التوجيه الصحيح والتربية السليمة مما يجعلهم عرضة للانحراف في ظل غياب الرقابة عليهم مع توافر وسائل الانحراف في المجتمع، كما أن غياب العائل الوحيد للأسرة والذي يسعى إلى تلبية احتياجاتهم والقائم على رعاية شئونها مما يؤدي إلى المعاناة في توفير الاحتياجات المعيشية والتعرض للأزمات المالية والتي قد تعصف بكيان الأسرة بأكمله وهذا هو ما تهدف إليه هذه السياسة حيث يقع الشخص تحت تأثير الضغوط الأسرية في الخارج والضغوط النفسية والتعذيبية في الداخل.
هذه هي بعض محاور السياسة الجديدة في التعامل فكل أسلوب يحقق الهدف العام وهو إلحاق أكبر قدر من الإيذاء في الشخص ذاته أو في أسرته مما يجعله عبرة في المجتمع لمن تسول له نفسه أن يسلك هذا الطريق.
كانت الوزارة تمهد لسياستها الجديدة عن طريق إعطاء إشارة لبعض الصحف والمجلات للقيام بحملة إعلامية تظهر فيها أوضاع السجون وكأنها فنادق خمس نجوم ولا تصلح أن تكون وسيلة عقابية فيكون حينئذ رد فعل الوزارة في إطار استجابتها للرأي العام، وكانت تتزعم ذلك مجلة أخبار الحوادث وروزاليوسف
وبالرغم من أن السياسة العامة في السجون هو التعذيب إلا أن لكل سجن سمة يتميز بها عن غيره وأسلوب معين يمارسه بحيث يكون هناك أكثر من أسلوب مختلف يمارس في وقت واحد لمعرفة أنجح الأساليب تأثيرا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق