التعذيب بالإشاعات والحرب النفسيّة
ومن وسائل التعذيب فى المعتقلات نشر الاشاعات والاراجيف والاخبار الكاذبة بحيث يعيش المعتقلون حالة من القلق والتوتر والخوف المستمر وبحيث تنقطع بهم الامال او ينبعث فى نفوسهم املا زائفا بانفراجه قريبة فى احوالهم ومعيشتهم داخل السجن ثم لا يلبث هذا الامل الزائف فى الزوال حين تتبين الحقيقة انه كان خبرا كاذبا مسربا من الجلادين وكان نشر هذه الاشاعات بغرض الحرب النفسية يتم عن طريق ضباط امن الدولة فى العروض التى كانت تتم على مدار السنوات لبعض المعتقلين فى لاظوغلى او من خلال ضباط امن الدولة المعينين داخل كل معتقل بصورة دائمة او من خلال المرشدين المعتقلين المتواطئين مع امن الدولة ولقد تسببت كل تلك الاشاعات والاراجيف فى العديد من الازمات النفسية والاحباطات كما حدث فى قصة الاخ المعتقل الذى اصيب بالانفصام فى الشخصية وغالبا ماكانت تلك الاشاعات تتعلق بقرب الخروج من الاسر من عدمه او فتح الزيارة بعد اغلاقها لسنوات عديدة او قرب تفتيش من مصلحة السجون والذى يسلب المعتقلين من ادواتهم المعيشية الاساسية مع الضرب والتعذيب والاهانة ومن اشد انواع العذاب النفسى هو انقطاع الامل بعد تجدده فالنفس البشرية بعد فترة من الزمان تعايش فيه الشدة والالم تتكيف على اوضاعها وتكون حدة الالام اخف مع ثبات الوتيرة حتى اذا اتى على النفوس املا فى انفراجه ويسر بعد هذا العسر الشديد استعجلت النفوس هذا اليسر واخذت تحصى الساعات حثيثة فى انتظاره حتى اذا انقشع زيف تلك الامال اصيبت النفوس بالاحباط وصارت مرارة الالم اضعافا مضاعفة بعد زوال الامل وكانت امن الدولة تستخدم كل هذه الوسائل فى الحرب النفسية كما سنذكرها بالتفصيل فى فصل المعتقل بين الثبات وسيكولوجية الانحراف
إقرأ أيضا : التعذيب بالتفتيشات و سلب أدوات المعيشة
إقرأ أيضا : التعذيب بالتفتيشات و سلب أدوات المعيشة