8



الوادى الجديد

كتب ـ كمال هداية

استكمالا للحديث عن معتقلات الموت والتعذيب فى عهد مبارك نتحدث عن سجن الوادى الجديد او سجن " عقارب الموت ".

على مسافة 670 كم من القارة يقع سجن الوادى الجديد الذى عكر بسمعته صفاء الصحراء ، فكم سالت الدماء المصرية من شباب الحركات الإسلامية فى هذا السجن الذى يبعد عن الطريق الرئيسى قرابة 3 كم داخل الصحراء .
هذا السجن باسواره العالية وتراشق الابراج على جنباته كأنها نذير الويل لمن دخله.

السجن بلونه الاصفر الممرض للعيون وبهواء العواصف الترابية والحرارة العالية فى الصيف وبرودته الصحراوية فى الشتاء ، تم افتتاحه عام 1994 وكان مخصصا لابناء الجماعة الاسلامية والاسلاميين بشكل محدود وبعض من الجنائيين العسكريين والاحكام الجنائية المثيرة للقلاقل والشغب .

يتكون السجن من 12 عنبر كل عنبر ينقسم الى ممرين  (أ , ب) فى كل ممر 10 زنازين وفى نهاية كل ممر 2 زنزانة للتأديب هذا غير عنبر التأديب المنفصل.

الزنزانة مساحتها 4 فى 6 امتار بابها مجلفن حديدى  بها دورة مياه داخلية ، والشبابيك عبارة عن فتحة 30سم فى 2 متر ويوجد عدد 2 شباك  وتحتوى الزنزانة الواحدة على 25 معتقلا او 30 فى بعض الاحيان .

وظل ابناء مصر فى هذا السجن قرابة 11سنة متواصلة ولم يكن احد يسمع بما يدار ولا الاعلام الغربى ولم تكن هنالك منظمات حقوقية ولا رأى مستقل ولا معارضة ولا احزاب تستطيع ان تقول ان هناك مساجين داخل هذا الوادى المميت .
8 الاف مسجون سياسي

وصل عدد المساجين فى هذا السجن الى قرابة  8 الاف مسجون سياسي اسلامى على خلفية الانتماء الى جماعة محظوره هدفها الاخلال بالنظام العام وتهديد الامن الاجتماعى ، حسب تعبير الامن .

يوجد فى السجن عنبر للتأديب وهو مستقل عن العنابر يتكون من 20 زنزانة انفرادية 2متر فى 3 متر وليس بها شباك والتعين (الطعام ) يتم تسليمه من الشراعة الخاصة بالباب ودورة المياه خارج الزنازين ، ويتم قضاء الحاجة (التبول والتبرز) فى جردل ، وزجاجة واحدة للشرب  .

التنكيل بالمساجين

كان يتم غمر الزنازين بالمياه المتسخة للتنكيل بالمساجين ويوجد عنبر خاص يطلق عليه المطبخ وهو مجهز تجهيزا عاليا ونظيفا غير ان وضع الرمال فى الطعام كان متعمدا من ثلة كانت تدير السجون فى الفترة من 1994 الى 2002 .

السجن يبعد عن الواحات الخارجة بنحو 28 كيلو متر ويبعد عن منقباد اسيوط 271 كيلو متر فى منطقة تسمى المنيرة  ، وكان أهالى المعتقلين يأتون لزياراتهم من المحافظات البعيدة وكانوا يمرون على اخطر بقعة وهى تسمى النقب وعى عبارة عن جبل حلزونى قل من بنجو من السقوط من أعلاه.

الثعابين الصحراوية والعقارب

كانت الثعابين الصحراوية والعقارب تخترق الرمال وتلدغ المساجين هذا غير حوادث الموت من ضرب السجانة والضباط المغضوب عليهم وقصص أخرى احتواها بطن هذا السجن الفريد والبعيد عن أعين الرقباء .

متابعة : 9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق