5





فبكى عندما تذكر موقفاً , فحكى وقال: أنا كنت في عنبر 5 , زنزانة انفرادي, وضابط السجن فتح لي الزنزانة وقال لي "ادخل الزنزانة إللي جنبك وخلى زميلك يفك الإضراب عن الطعام إللى عمله لأن مفيش حاجة عندنا بتجيب نتيجة معانا .

وأكمل كلامه قائلاً: فدخلت الزنزانة المجاورة لي ووجدت أخ "لا أريد أن أقول أسمه" ملقى على الأرض وبدون ملابس تماماً فقلت له لماذا أنت مضرب عن الطعام فقال لي , كنت مريض فطلبت من إدارة السجن علاج فأعطوني , ولكن العلاج كان ليس علاًجاً لمرضي ولكنه كان منوم , ثم قام ضباط السجن بإدخال الجنائيين عليا فاعتدوا عليا جنسياً , فقررت أن أضرب عن الطعام , وبعدها بلحظات قد فارق الحياة . وأضاف: كما أتذكر أخي "خالد كمال أبو المجد" الذي توفى أيضاً بعدما اعتدوا عليه جنسياً واضرب عن الطعام حتى الموت .

وبدأ يكشف عن أسماء المعتقلين الذين استشهدوا داخل السجون وقال: أتذكر أخي "أحمد عبد الرحمن" الذي كان يعانى من مرض البواسير و ظل ينزف لمدة 3 سنوات دون علاج حتى مات بالجفاف, فرأيت من نظارة الزنزانة العساكر وهم يحملونه في بطانية ثم إلى ثلاجة الموتى  .

أما أخي الشهيد "حسن محمد إبراهيم" , فقد مات من شدة التعذيب , وكذلك الأخ "مجدي عبد المقصود" , ولا استطيع أن أنسي الأخ الشهيد "نبيل على جمعة" الذي مات وهو جالس على الجردل أثناء قضاء حاجته , وكذلك الشهيد "أحمد عبد العظيم" الذي توفى عام 1997 من شدة التعذيب في السجن, وكان الشهيد "يوسف صديق باشا" في الثلاثينات من عمره ومن شدة التعذيب كان يقضى حاجته على نفسه حتى مات .

وكان المجرمون السفاحون هم الذين يعذبوننا حتى الموت وهم: وليد فاروق – ضابط أمن الدولة , و أشرف إسماعيل –رئيس مباحث السجن .

وعن جرائم هؤلاء الضباط فقال: فكان رئيس المباحث – أشرف إسماعيل- , "يقول لنا ده لو الواحد حبس حمار كان مات" , فرد عليه أحد المعتقلين إحنا معانا كتاب ربنا , فقام هذا المجرم بلم جميع المصاحف من كل الزنازين وأحرقها أمام أعيننا ونحن مكبلين الأيدي والأرجل, فكان هذا الضابط يفعل ما لا يتخيله عقل , فكنا قرابة 100 معتقل في التأديب فكان يجمعنا , ويقول لنا طوفوا حول هذه الشجرة وقولوا لبيك اللهم لبيك , وكان يأتي بصورة حسنى مبارك ويقول لنا أسجدوا تحتها , فاعترض أحدنا فقتله , فسجد جميع الباقين وكنا شباب من العشرينات من عمرنا , ولكن كانت قلوبنا تتقطع حزناً وألمناً , وبعد هذه المشاهد التي لا استطيع أن أحكيها كلها لأن بها أحداث لا يصح أن أحكيها , قام الرئيس مبارك بإعطائه وسام شرف في إحدى أعياد الشرطة .

وكذلك المجرم الضابط طارق إلياس كان يدخل كل زنزانة ويعطى لها الطعام فكان الطبيعي أن يأتى بمغرفة العدس ويضعها على الأرض دون أطباق -وكنا راضين بذلك- , ولكن كان يقوم بوضعها على رأسي ويقول "كل بقى العدس من على راسك" , وكان لا يوجد مياه لكي ننظف أنفسنا أو نغسل الخيشه التى كنا نرتديها , فكنا في حالة تعفن صعبة .

وأشار إلى أن الضابط أيمن طاهر بيلعب مصارعة فكان يأتي بالمعتقلين ويتمرن فيهم كل يوم , وقال: والضابط باسل حسن وعلاء طه كانوا يمارسون التعذيب علينا أيضاً .

أما عن مطالبه فقال: لابد من حل جهاز أمن الدولة والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين, وقال: سأقوم برفع قضية على الضابط المجرم على أحمد سليمان – مدرب حراس مرمي النادى الأهلى الذى كان يمارس علينا أشد ألوان التعذيب .

متابعة : 6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق