وأخرون




أبو حذيفة عثمائيلي

التقيت به في استقبال طرة في عنبر (ج) شاباً أسمر طويل القامة من محافظة أسوان طيب القلب دمس الأخلاق ذا روح متفائلة مرحة ودود وأكثر ما يميزه صوته العذب في الإنشاد فقد كانت تقريباً منشد العنبر الأول حينها كنا في أحد جناحي العنبر (ج) وهو في الجناح الآخر والأبواب بين الجانبين مصدا.
تعرفت عليه أول مرة عبر التحدث معه دون رؤيته من خلال فراغ الطرقة الواصلة بين الجناحين وكان ينشد لنا على هذه الحالة أعذب الأناشيد وأصدقها كلمات كانت اناشيده تعرف الروح المعنوية لنا بقوة ولما تم فتح العنبر على بعض قابلناه وسعدنا بصحبته أخاً طيباً خلوقاً مرهف المشاعر حلو المعشر وقد مضى  على اعتقاله وقتها ثمان سنوات واستمر بعدها ما يقرب الخمس سنوات ليكمل ثلاثة عش سنة أو يزيد قريباً فلا تراه مرة جزعاً أو قلقاً أو مهموماً بل دوماً صابراً محتسباً متفائلاً بفرج من الله قريب.

أبو رابح

طالب كلية الهندسة ومن أروع المنشدين الذين استمعتوا لهم في حياته شاباً يافعاً وسيماً من محافظة المنيا على مستوى راقي من الأخلاق والتربية حتى مزاحه كان وقوراً رصيناً حافظاً لكتاب الله لا يفارق المصحف يده إلا قليلاً خدوماً لإخوانه يطهوا لهم الطعام تطوعاً مضى على اعتقاله ثمان سنوات واستمر ما يقرب من الست سنوات بعدها ليكمل الأربعة شر سنة وظل طوال مدة اعتقاله ممنوعاً من أداء الامتحانات والدراسة حتى سمحوا للكليات العملية كالطب والهندسة في الفترة الأخيرة فأتم البكالوريوس ليخرج ويعمل مهندساً للكمبيوتر.
خالد 
أخ فاضل ورائع من الأخوة الذين التقيتهم في معتقل دمنهور وبعدها سجن الاستقبال سكنا فترة من الوقت في دمنهور في نفس الزنزانة وكان مسئول الزنزانة العام وكان يوكل إليه مسئولية المطبخ كان يحمل دوماً على كاهله هموم الآخرين فتجده كالأب لكل أفراد الزنزانة رغم كونه شاباً صغيراً يحمل همومهم داخل المعتقل وخارجه ولا يرى أخاً جالساً مهموماً إلا جلس إليه يستمع له ويواسيه ويسري عنه ثم هو في خدمة إخوانه في نبطشية النظافة والطهي ومساعدة مسئول المطبخ وتجهيزات الحياة المعيشية في الزنزانة.
كان طيب القلب حنوناً رقيق المشاعر يكاد يستمع إلى ما يحزنه فتكاد عيناه هو التي تبكي همومك ... مكث خالد أيضاً ما يقرب من الأربعة عشر عام أو ما يزيد.

أبو عبد الله العابد

كما كنت أحب أن أسميه ... من محافظة المنيا، سكنت معه بعض الوقت بزنزانة في عنبر (ج)، ما كنت أراه طوال اليوم والليلة إلا مصلياً أو قائماً لليل أو قارئ للقرآن أو صائماً ذاكراً أو مستذكراً لعلوم الشرعية، في ديمومة واستمرار عجيب على مدار الأيام والأسابيع والشهور، حتى تعجبت للغاية من حاله.
نعم كان هذا حال الكثير إلا أنه كان فاقهم بكثير، مكث ما يقرب من الستة عشر عاماً ثم خرج ليلتحق بكلية الآداب جامعة المنيا، قسم الدراسات الإسلامية، الفرقة الأولى، ومن جميل الأقدار أني قد قابلته في الكلية وأنا أؤدي امتحانات الفرقة الثالثة فكانت مفاجئة طيبة.

 خليفة 

رفيق زنزانتي في عنبر (ب) بسجن استقبال طرة ... أخ فاضل صاحب دين صمود هادئ قد يمر اليوم الكامل دون أن يتكلم بكلمة واحدة غير ضرورية وفي نفس الوقت يكون خير جليس ونديم لك إن حاورته في موضوع هادف او كلام طيب.
رقيق المشاعر تجاوز الأربعين من عمره وتعدى حاجز الستة عشر عاماً من الاعتقال، كان يشتاق دوماً لرؤية ابنته التي حرم منها طوال تلك السنوات، كان يعود من الزيارة بعد رؤيتها مهموماً استشعر ما به إلا أنه يظل هادئ متصبراً ذاكراً لله تعالى لا يفارق كتاب الله يده كان ذكياً لماحاً في نفس قالب الهدوء وكان ذا خطاً جميل، أذكر حين كتبت مسودة كتاب رسالة إلى زوجة الأسير وطلبت منه أن يعيد كتابته لي بخطه الأنيق، كان غير رفيق لا ينالك منه إلا كل خير.


حازم  أبو عبيدة

شخصية رائعة خريج جامعة مرموقة من أسرة راقية ميسورة الحال، قارئاً ومثقفاً، دمث الأخلاق، حاضر الفكرة، على دراية بفقه الواقع والسياسة، محب لدراسة العلوم الشرعية واقتناء وقراءة الكتب.
كان يشرح لنا في الزنزانة مناسك الحج بأسلوب جميل ويسير وكان مرحاً ذا نفس لطيفة تحب مجالسته ومزاملته في زنزانة واحدة، كان كريماً ينفق من ماله الخاص في مطبخ الزنزانة بزيادة عن زملاء زنزانته.
ظل معتقلاً ما يزيد عن الاثنى عشر عاماً قبل أن يخرج.



مدونة منيب

أحمد العجلاتى

كانت قوة من الشرطة تجوب الشارع الرئيس في مدينة سوهاج عام 1996م بينما الأخ أحمد عبدالرحيم خلف الله المشهور بأحمد العجلاتى كان واقفا على الرصيف يصلح العجل كعادته كل يوم, فإلتفت الضابط إلى المخبر سائلا ومن هذا؟فرد المخبر: إنه عم أحمد العجلاتى يا باشا راجل غلبان بياكل عيش وفي حاله.فرد الضابط: طب سيبه.لكن الضابط استدرك قائلا: ولا أقولك.....هاته بدل ما نرجع بإيدينا فاضية.و اعتقل عم أحمد العجلاتى لأكثر من عشر سنوات منذئذ.

اسامة الصعيدى واخويه
و في شبرا الخيمة كان الأخ أسامة محمد أحمد الصعيدى في المرحلة الثانوية ووجد أن الأخوة بالمسجد المجاور لهم سيخرجون برحلة ترفيهية لأحد الملاهى سنة 1992م فأخذ قيمة الإشتراك في الرحلة من والدته وذهب مع الأخوة في الرحلة, لكن عندما علمت الأجهزة الأمنية بأمر الرحلة عام 1993م إعتقلوا أسامة و أخوه الأكبر أحمد و أخوه الأكبر منهما ياسر, وكان ياسر و أحمد يعولان الأسرة لأن أباهما كان ميتا, وبعد سنتين أفرجت الداخلية عن أسامة الذى ذهب للرحلة والذي اعتقل بسببه أخواه, أما أخواه ياسر الصعيدى و أحمد الصعيدى فمازالا في السجن حتى الآن.

وفاة معتقل لعجزة عن كفالة اسرته

كما أذكر أن أحد الأخوة المعتقلين كان قادما من سجن الوادى الجديد ولما أقام عدة شهور في مستشفى ليمان طرة بدأ يعمل أعمالا تجارية بسيطة كانت متاحة حينئذ في هذا السجن فقط و كان أبرزها نسج الخرز في صور أقلام أو إكسسوارات حريمى أو محافظ أو شنط كلها حريمى بجانب بيع بعض الأشياء الأخرى البسيطة بناء على ذلك أستطاع أن يوفر دخلا صغيرا جدا لكنه مناسب لأسرته الصغيرة التى يعولها وحده والمكونة من زوجته و أمه لكن سرعان ما دارت الأيام على غير آماله و هواه فتم ترحيله فجأة إلى سجن الوادى الجديد(الواحات), ونظرا لشدة المفاجأة من ناحية ومن ناحية أخرى نظرا للمشكلات التى يعلم يقينا أنها ستضغط على أسرته إذا غاب عنهم الدخل البسيط الذى لم يكن يستطيع توفيره لهم إلا بالقعود في مستشفى ليمان طرة, ونظرا لهذا كله فإن المعتقل المذكور أصيب بعد عدة أيام بصدمة عصبية لعدة أيام ثم توفى.

إقرأ أيضا : صمود فى مواجهة الإعدام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق