أسلوب الشاهد



أسلوب الشاهد :
***************
أحياناً في ظروف العمل السري، تحدث عبر الممارسة بعض الأخطاء للاخوة، مما يوجد لدى الامن طرف خيط دقيق، تتمسك به بصلابة كمفتاح، لتحل به باقي حلقات السلسلة، وأحياناً يلتحق بمسيرة الالتزام بعض الاخوة الذين لم يتم إعدادهم إعداداً كاملاً على المستوى العقائدي، لذلك فهم يفتقدون للنضوج، ويحملون في داخلهم قابلية للانهيار، أو الاعتراف.. لذلك يستخدمهم الامن كرأس حربة عبر أسلوب الشاهد لتحقيق أهدافه.. ويقصد به ضرب الاخ بالاخ ليدفعه إلى الاعتراف،أحياناً يتم اعتقال اخ وتحت وطأة التعذيب، وضعف داخلي يعترف بأنه استلم كذا، أو شارك في كذا ،ولكن اعترافه لا يتوقف عند هذا الحد، فالاشياء التي استلمها يجب أن يكون قدسلمها لأخ آخر، ويدفع للاعتراف عن اخ ثالث ،والاشياء التي شار فيها فيها عدة اخوة مما يعني أنه سيعترف عن واحد منهم في أقل تقدير وهذا الاخ سوف تتم إجراءات اعتقاله، والتحقيق معه وتعذيبه، تُرى ما موقف هذا الأخ في أقبية التحقيق، وجهازالامن يواجهه بمعلومات صحيحة بأنه في يوم الخميس في الساعة (9) مساءً عند كذا استلمت كذا، وشاركت مع آخرين في كذا في اليوم التالي للاستلام..؟!
إن جهاز الامن سيسعى عبر كل الحيل، وأساليب الخداع لتضليل الاخ وخداعه، بأنهم يراقبونه من فترة طويلة، وأنهم اخترقوا المجموعة التي يعمل معها منذ فترة طويلة، وأن اجتماعاتهم كانت مرصودة وأن التقارير تصل يومياً عنهم، حتى قاموا بما قاموا به، وانهم يعرفونهم جميعاً وانهم جميعاً معتقلون الآن في السجن وانه من الأفضل له بدل الضرب، والتعذيب، أن يعترف كباقي زملائه، الذين اعترفوا عن كل شيء، وكتبوا ذلك على الورق وأنهم ألان مرتاحون، فالضباط يدخلون الحقيقة في قلب الإطار العام للعمل، لكي يظهر الإطار العام كحقائق عامة يعرفها الجهاز.
الاخ سينكر، ويصر على الإنكار، وعدم الاعتراف.. الامن يضغط عليه لكي يعترف بمحض إرادته، وبنفسه، بدون إدخال الشاهد وعندما يجده مصراً يهدده:
إذا أحضرنا من يشهد عليك، وأنت تعرفه جيداً تعترف وسيصمت الاخ في هذه اللحظة، وسيعمد الضابط إلى إخفاء الاخ تحت الطاولة، ويطلب منه أن لا يتحرك، ولا يتكلم أي كلمة ويحضر ضابط آخر الشاهد، ويرفع الغماية عن عينه، حيث لا يجد في الغرف أحداً سوى ضباط التحقيق يسأله الضابط..
"اسمك؟"
سَمير..
"مع من تعمل؟"
"مع كذا"
"هل تعرف أحمد؟"
نعم
"ما هي علاقتك به..؟"
سلمته كذا في يوم الخميس عند كذا وشارك معنا في كذا.. "شكراً"
.. أخرج..
الضابط يعلم أن الاخ رغم أنه اعترف إلا أن عوامل داخلية تدفعه إلى التراجع، مثل وخز الضمير، وانه إذ تقابل مقابلة مباشرة مع أخيه، ربما يتردد، ويضعف، وينكر لذلك، فهو يعمد إلى الشاهد لكي يدلي باعترافه بدون مواجهة الاخ الذي تحت التحقيق وجهاً لوجه ومن ثم يخرج الاخ من تحت الطاولة، ويجبره على الاعتراف، فإذا أصر على الإنكار، يمارس معه جولة من التعذيب الجسدي الوحشي بمشاركة مجموعة من الضباط لإجباره تحت ضغط اعتراف الشاهد، وتحت التعذيب، للاعتراف، أو تقديم طرف خيط جديد فإذا استمر على صموده، يحضرون الشاهد، لكي يدلي بشهادته، بشكل مباشر وجهاً لوجه، وبشكل مكرر، لإقناع الاخ بالاعتراف اعترف اعترف هل يكذب عليك هل بينكم ثار، أو مشاكل
لماذا لم يشهد على غيرك
ويستمر في حملة إقناع منطقية، لدفع الاخ للتفكير الواقعي حسبما يريد الضابط، وللاعتراف.
على الاخ الملتزم حقا إذا ما وجد ثغرة في التحقيق، يمكن أن يستغلها الضابط كمنفذ لضرب الإسلام والعاملين له، عليه واجب شرعي أن يسد هذه الثغرة بجسده، ودمه، وحياته فإذا كانت هذه الثغرة انهيار أخ وسقوط ثاني فعليه أن يفدي إسلامه، واخوانه بنفسه، ويغلق هذه الثغرة، ويوقف توسعها،
عليه ألا يفكر بذاته ولا يفكر برد الفعل، وألاَّ يبني موقفاً عاطفياً من اعتراف أخيه، بل عليه أن يتحمل ضعف أخيه، وأن يضع نفسه في المعركة في خندقين خندق لنفسه وخندق لأخيه ويدير معركة الصمود من خلال الخندقين.
الذين.. يعترفون تحت مبرر أن أخاً قدم شهادة واعترف عليهم. عليهم أن يتأكدوا أن الشهادة ليست سبباً في الاعتراف بل الاعتراف ناجم عن الضعف أو الجبن والاستعداد للاعتراف، فهو بدل من أن يدافع عن نفسه، وعن أخيه، خذل نفسه وخذل أخاه، وخذل اخوانه وخذل الإسلام على الاخ في أقبية التحقيق ألا يكون مطية في يد العملاء، بتقديمه الاعتراف وبشهادته على اخوته، وعلى اخوه الذي يواجه باعتراف عليه، وبشهادة ضده، عليه أن ينكر،
وعليه أن يصرخ في وجه أخيه..
              "كذاب أنا لا أعرفك، أنت تتجنى علي حرام عليك راجع ضميرك، حاذر غضب الله"..

                                                 إقرأ أيضا : أسلوب التبسيط


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق