1


تقارير المنظمات الحقوقية
وحوارات صحفية مع ضحايا الاعتقال
شهادات موثقة لبعض المعتقلين فى تقارير صحفية وحقوقية

الوادى الجديد
وهو معتقل أعد خصيصاً لتأديب المعتقلين في السجون الأخرى وتغريبهم إلي الوادي الجديد.. حيث يساق المئات من السجناء في عربات الترحيلات مكبلين بالسلاسل والقيود الحديدية.. وما أن يدخل السجناء من باب المعتقل حتى يجدوا تشريفة التعذيب في استقبالهم.. ولساعات طويلة تنهال عليهم الكرابيج والعصي الكهربائية… ثم بعد ذلك يجرد المعتقلون من ملابسهم ولا يترك للمعتقل سوي الجزء السفلي من ملابسه الداخلية.. ويتم تزحيفهم عرايا علي بطونهم فوق لهيب الإسفلت الساخن من الشمس الحارقة لمسافات طويلة.. وبعد ذلك يحشر كل 40 سجين في زنزانة ضيقة ويتناولون وجباتهم من طعام سكب علي الأرض في مكان قذر… ويشرب المعتقلون في هذا السجن المياه ملوثة بأملاح الرصاص والمنجنيز ويوجد أكثر من عنبر من المعتقلين المصابين بمرض الدرن دون أي علاج.. الخ
ضحايا معتقلات مبارك في زنزانة الذگريات
زيارة جديدة إلي .. عاصمة جهنم
أحمد عبيدونشر في الأخبار يوم 19 - 04 - 2011
عندما يتوقف الزمن.. عندما تنتهي لحظات عمرك وتبدأ في اعداد العدة لتكون ضمن الاموات.. هنا تتذكر مقولة "الداخل مفقود والخارج مولود".. فمهما كتبت اقلام المؤلفين والروائيين لتصوير ماذا يحدث بالداخل فلن يدركوا الا واحدا علي عشرة مما يحدث ..فما اصعبها من لحظة.
اللحظة التي تفصلك عن عالم تعيش فيه بحريتك وكرامتك وادميتك وتنقلك الي عالم اخر تتخلي فيه عن كل هذا لدرجة تجعلك تحاول الانتحار، ولكن حتي الانتحار لا تستطيع ان تقدم عليه.. لانه خارج عن ارادتك !!
لحظة الدخول الي مبني امن الدولة.. فالدخول الي القبر قد يكون اهون.. ولكن في امن الدولة ستتعرض لابشع أنواع التعذيب وامتهان الكرامة وانتهاك حقوق الانسان دون ان يكون لك ولو تهمة واحدة.
حقا لقد اسقطت ثورة يناير جهاز امن الدولة ..ولكنها لم تسقط الذكريات المؤلمة التي لا تزال عالقة في ذهن وعقل وقلب كل من زار هذا الجهاز اللااخلاقي .. ذكريات لايزال يسترجعها اصحابها ولن ينسوها من شدة بشاعتها وجرمها..ذكريات تبدا من لحظة المداهمات الليلية للمنزل ثم غرفة الاعتراف بامن الدولة انتهاء بزنزانة الحجز الذي يتم القاؤك به..
"الاخبار ".. استرجعت شريط الذكريات لأربعة زوار هذا الجهاز.. وانتقلت مع اثنين منهم الي مبني جهاز امن الدولة المطل علي الكورنيش بمنطقة الساحل لتمثيل وقائع التعذيب بالكلمة والصورة ..
"اللهم لا تميت من ظلمني الا عندما يتساقط عظمه من جسده".. دعاء لا يتوقف فتحي فؤاد توفيق عن ترديده صباحا ومساء.. قاصدا به كل من تسبب في قضاء احلي 11 عاما من عمره خلف القضبان بدون وجه حق ..فتحي احتضنه المعتقل عندما كان يبلغ من العمر 22 عاما وخرج منه في الثالثة والثلاثين.. ذاق خلال هذه المدة كل انواع التعذيب والضرب والاهانة لدرجة انه كاد ان يفقد عقله في يوم من الايام من شدة العذاب الواقع عليه عندما جلس وحيدا في زنزانته يتحدث الي كيس سكر ليشكو له همه والظلم الواقع عليه لولا ان عاد الي ثوابه واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وتوجه للمولي بدعاء سيدنا محمد اللهم اني اشكو اليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس ..
رجال غلاظ شداد منزوعو الرحمة والشفقة داهمو بيتي فجرا وعصبوني بغمامة سوداء وكتفوني والقوا بي في سيارة لا اعرف لونها او نوعها حتي الان.. هكذا يصف فتحي ليلة القبض عليه.. قائلا: اخذوني علي مبني امن الدولة بلاظوغلي الذي قضيت به 9 ايام تعرضت خلالها الي تكتيف ايدي من الخلف وطرحي ارضا ووضعوا غمامة سوداء علي عيني واتهموني بشراء اسلحة والسفر الي افغانستان.. ورفضت تلك الاتهامات وقلت للضابط الذي يتولي التحقيق معي "إني أسكن بشارع الوحدة العربية بشبرا الخيمة".. ثم فوجئت بعد ذلك باتهامي بالانتماء الي الجماعة الاسلامية.. ورديت علي الضابط "هل كل شاب ملتح وملتزم عضو في الجماعة الاسلامية !!"..
بعد ذلك قاموا بترحيلي الي سجن ابوزعبل انا ومن معي من اشخاص كثيرين لا يعرفون مثلي لماذا تم القاء القبض عليهم ..هكذا يكمل فتحي كلامه مضيفا كنت اظن انني سيتم ترحيلي الي سجن ابوزعبل ولكنني لم اكن اعرف انني متوجه الي جهنم !!..فمع الايام الاولي داخل هذا المعتقل الفولاذي _ وضع تحت كلمة فولاذي الف خط _ اتفق رئيس مباحث السجن مع المساجين الجنائيين بالاشتباك مع المساجين السياسين وذلك بهدف اغلاق السجن ومنع الزيارات اليه وعدم اطلاع احد علي التعذيب الذي يقع بداخله ..وقد كان ، فالمساجين نفذوا المطلوب علي اكمل وجه واعتدوا علي نظرائهم السياسيين وفتكوا بهم مستخدمين كافة الاسلحة واسفرت الاشتباكات عن مقتل 4 اشخاص واصابة 99 شخصا من الطرفين فيما عرفت بمعركة ابوزعبل عام 1993. ليتحقق بالفعل بعد ذلك الغرض وهو اغلاق السجن..
تم اغلاق السجن وتم منع الاهل والاقارب من زيارة ابنائهم داخل المعتقل ..تم حرمان المساجين من الرياضة والخروج الي حوش السجن والبقاء خلف الباب الحديدي للزنزنانة لمدة وصلت اكثر من 7 اشهر.. الشمس لا ترانا ولا نراها ..اصبنا بالجرب وهشاشة العظام.. كنا نضع المياه المغلية علي اجسادنا حتي تقتل فيروس الجرب.. اصبحت اسناننا سائبة لينة تكاد تقع من الفم بسبب هشاشة العظام ..كان يتم تغمية اعين المعتقلين وتجريدهم من ملابسهم كما ولدتهم امهم وتوجيه وجوههم الي حائط الزنزانة رافعين ايديهم الي اعلي.. ليبدأ حوار الضابط مع العسكري ..فيقول الضابط ماذا تظن في اتباع محمد ..يرد العسكري اظن انهم قد صبئوا ..فيقول الضابط وماذا تري اننا فاعلون بهم ..فيرد العسكري نسومهم سوء العذاب.. فيقول الضابط ضرب.. فيبدأ العسكري في التكسير وليس الضرب !!
زنزانة التأديب
يكف فتحي عن الكلام ويبتسم ابتسامة خفيفة يخفي وراءها بحور من الحزن والاسي والرغبة في التشفي ممن فعل فيه ذلك.. ثم يعاود الكلام.. فيقول: التعذيب المعنوي اشد من التعذيب المادي.. فالحرمان من الاهل والاصدقاء والاقارب كان اصعب من سوط العسكري الذي يمزق جسدي.. فاسرتي مكونة من 8 افراد ، كنت ارغب في الاطمئنان عليهم من حين الي اخر لانني العائل الوحيد لهم ، ولكن منعوني حتي من رؤيتهم !!.. حتي الطعام كانوا يستخدمونه وسيلة للتعذيب ، فهناك ضابط يدعي مصطفي جابر كان يضع الرمل في الارز قبل ان نأكله. .اما الخضراوات فكانت تاتي "مطبوخة " والديدان والقواقع الزراعية تسبح بداخلها !!.
معتقل ابو زعبل لم يكن وحده المعتقل الذي شهده فتحي ..فقد تم ترحيله ايضا الي سجن الزقازيق والفيوم والبحيرة وعاد مرة اخري الي ابوزعبل.. وحسب شهادة فتحي يقول ايام عصيبة قضيتها خلف جدران سجن الزقازيق.. فالتشريفة التي استقبلت بها لم اشاهد مثلها في حياتي ..في حوش السجن الذي يراه كل السكان تم تجريدي من كافة ملابسي وكشف عوراتي امام عورات زملائي المعتقلين ..ثم تغمية "عيناي" وتكتيف يدي وتمشيتي في طريق به بالوعات للصرف الصحي المفتوحة حتي سقطت في احدي هذه البالوعات المملوءة بالمياه النجسة ويصل عمق هذه البالوعة نصف متر ..ثم وضعوني في زنزانة " التأديب " التي يصل طولها 14 شبرا وعرضها 180 سم.. وفي سجن دمنهور لم يكن الوضع افضل من الزقازيق ، ففي حالة مرض اي معتقل وذهابه الي عيادة هذا السجن يندم اشد الندم في التفكير الي الذهاب الي العيادة ،فالدكتور احمد حجاب المسئول عن هذه العيادة يضع علامة اكس علي ظهر المريض عند خروجه من العيادة وتوقيع الكشف عليه ..وهذه علامة لامناء شرطة السجن بان يقوموا بالواجب مع هذا المعتقل فور عودته للزنزانة ..ليبدا الامناء في سحل هذا المريض وصعقه بالكهرباء وضربه بالخيرزان.. وبالطبع الهدف من ذلك هو تخويف المرضي من المعتقلين وجعلهم يموتون في اماكنهم بحيث يكون ذلك افضل من الذهاب الي العيادة !!
وعدت مرة اخري الي ابوزعبل..لابدأ في سماع ما فعله الضابط اشرف اسماعيل بزملائي في هذا المعتقل ..جعل المعتقلين يخلعون ملابسهم ويتجردون منها تماما.. ثم طرحهم ارضا واحدا فوق واحد وكانهم في حالة شذوذ جنسي.. وكان الهدف من ذلك هو كسر نفس المعتقلين واذلالهم.. وفي مفاجاة كشفها فتحي في نهاية حديثه انه من العشرة الاوائل علي الجمهورية في كمال الاجسام قبل دخوله الي المعتقل.. وكان مسئولا اثناء تادية الخدمة العسكرية عن تدريب الجنود في وحدته بالجيش.
بالكلمة والصورة
حكاية اخري من حكايات التعذيب بطلها هو مرسي أو الشهير بايمن مدرب الاطفال للكونج فو.. قضي هو الاخر 30 شهرا خلف قضبان امن الدولة وسجون الترحيلات.. الاخبار اصطحبته الي مبني امن الدولة المطل علي الكورنيش بالساحل والذي تم احراقه من قبل ثوار يناير.. اراد ان يتحدث عن الظلم الذي تعرض له داخل هذا المبني الذي لم يكن يتخيل في يوم من الايام انه سيسقط.. وان يكون حديثه مصحوبا بالصورة والتمثيل لما حدث له داخل جنباته كي يفضح ممن تسبب في ذلك ..في مدخل المبني وقف مرسي قائلا.. دخلته باختياري عندما ذهبوا الي منزلي ولم يجدوني وعند علمي فور عودتي جئت اليهم في هذا المبني كي اعرف سبب البحث عني ..دخلت اليهم وانا واثق انهم يبحثون عن شخص اخر قد يكون تشابه اسمه مع اسمي.. فانا اعيش في حالي ولا علاقة لي باحد.. وبمجرد دخولي وضعوا غمامة علي عيني وقالوا لي "قف علي ركبتيك".. كان ذلك امام غرفة الضابط نادر السيد ..وانتظرت ربع ساعة امام مكتبه حتي دخلت اليه واتهمني بانني ادرب كونج فو لاشخاص من الجماعات الاسلامية ..وبالطبع نفيت هذا الاتهام ..فرد الضابط وقال " حتعترف حتعترف يابن ....."، ومع استمراري في رفض الاتهام ، قال " خدوه علي غرفة الاعتراف وكتفوه وجردوه من ملابسه " ..واصطحبني الامناء الي الغرفة بعد ان جردوني من ملابسي.. وفوجئت ان هذه الغرفة كاتمة للصوت حيث انها محاطة باكملها بطبقة من الاسفنج والجلد العازل للصوت ..ثم طرحوني ارضا وقاموا بوضع سلك كهربي في الاصبع الكبير من قدمي اليمني والطرف الثاني في مقدمة " العضو الذكري "!!
هنا توقف مرسي عن الكلام ..والدموع بدات تفيض من عينيه ولكنه تماسك وعاد مرة اخرة للحديث ..وقال انه مع الضغط الواقع عليه طلب الاعتراف باي شئ ..وقال للضابط " مستعد ان اعترف انني قتلت السادات " ، ولم يكف الضابط عن التعذيب بالكهرباء .. رغم ماقلته له ..وبعد ذلك امر بسجني في زنزانة امن الدولة بالدور الاول وقضيت بها 22 يوما ..وامر بعد ذلك بترحيلي الي سجن دمنهور.. وتم ايداعي سيارة الترحيلات التي جابت محافظات الوجه البحري لتسليم المعتقلين في السجون المختلفة حتي تم تسليمي لسجن دمهنور ..ثم اودعوني لمدة يوم في غرفة الايراد وهي غرفة التصوير وكتابة الاسماء واستلام الزي الابيض للسجن وكان يوجد في هذه الغرفة اكثر من 50 شخصا وتصل مساحتها 15 مترا مربعا!!
يتابع مرسي قائلا: قضيت 30 شهرا بالسجن ..لا اعرف ما سبب سجني ..وكلما سالت شخصا من المعتقلين: تفتكر هاخرج امتي؟.. تكون الاجابة اللي بيدخل يابني هنا مبيخرجش.. وكان المعتقلون بيسالوني: هما اللي برة عارفين اللي بيحصلنا ؟ فاجيبهم: ولا حد عارف حاجة، الناس "ملهية" في لقمة العيش.. ويتحدث مرسي عن التعذيب بنوع من الاسي والحسرة قائلا.. كنا نتمني الموت داخل الزنزانة من هول التعذيب وشدته ولكن الحراس كانوا يمنعوننا.. فالطعام يدخل لك مرتين.. الفطار وهو عبارة عن فول مسوس وعيش في اسمه فقط ولكنه ليس عيشا، فالحيوانات تابي ان تاكله ..اما الغذاء فكان عبارة عن ارز يتم وضعه علي بلاطة من البلاط الزنزانة علي هيئة "كوم" من قبل عامل التعبئة.. وفي قلب الكوم يتم تفريغه ووضع الخضار به.. ثم تاكله دون اي معلقة بعد ان تخلطهما علي بعضهما البعض.. وحدث ولا حرج ايضا عن العذاب المادي، فالضرب والاهانة وسب الدين احداث يومية لا تتوقف ..ناهيك عن اليوم الاغبر الذي تاتي فيه مصلحة السجون لتفتيش السجن ، فهذا يوم مشهود في السجن ..الرعب والخوف يدب في كل مكان ..الكلاب البوليسية تسبق رجال المصلحة في التفتيش لتنهب في اجسام المعتقلين فضلا عن الضرب بعصي الامن المركزي والصعق بالكهرباء ..لدرجة ان الاجسام كانت تتشقق من كثرة التعذيب ..ويضطر المعتقل الي النوم علي الارض من هول هذا التعذيب والدم يسيل من جسده ثم يتعرض لاغماء وعند الافاقة يجد نفسه غير قادر علي القيام الي اعلي لان الدم التصق بالارض..
يمشي علي يده
اما ابراهيم سيد ابراهيم البالغ من العمر 45 عاما فقد قضي 9 سنوات من هذا العمر في سجون الابعادية بالبحيرة وسجن النطرون واحد وسجن النطرون 2.. وعن سبب تهمته والقائه في المعتقل، قال لا اعرف رغم خروجي من المعتقل عام 2007 موضحا انه في بادئ الامر زار هو الاخر مبني امن الدولة بالساحل قبل ان يتعرض للاعتقال.. حيث كان يذهب اليه من ان الي اخر كنوع من المراقبة الواقعة عليه.. ويسأله الضابط اين تصلي ومع من ؟..وكان الدخول الي هذا المبني بمثابة لغز.. فالعسكري يغمي العينين ويجعلني اقفز اماكن لانه يقول انه يوجد سلالم امامي.. واكتشف بعض ذلك ان هذا نوع من التمويه ولا يوجد سلالم.. فغرضه من ذلك عدم حفظي للمكان.. ورغم المراقبة المفروضة تم اعتقالي عام 1999 واتهموني بمحاولة السفر الي افغانستان والانتماء الي جماعة الجهاد!!
وقال ابراهيم: اجبروني بفعل ضغط التعذيب بالكهرباء في مقدمة اذني لأعترف بالانتماء الي الجهاد.. ورحلوني بعد ذلك علي السجون التي ذكرتها، وهناك رايت العجب العجاب.. الزنزانة بها 24 معتقلا اي نصيب المعتقل الواحد 44سم، المياه تاتي مرتين فقط في اليوم، هناك قائمة بالممنوعات وهي القلم والمصحف والابرة وسن القلم الرصاص والجرائد، كما ان الزيارة تكون كل 15 يوما وتكون لمدة دقيقتين ويفصلني عن الزائر سلكين شائكين من الارض للسقف وبينهما فراغ يتجول فيه العسكري ليسمع ماذا اقول لمن يزورني.. اما من يريد أن يذهب للعيادة فعليه ان يمشي علي يديه ويرفعه من قدميه احد اصدقائه.
اضاف ابراهيم: انه وزملاءه المعتقلين كانوا يستخدمون عظم الدواجن كابرة لحياكة ملابسهم ..كما كانوا يستخدمون "استك" الملابس الداخلية ذات اللون الاسود لكتابة القران بها علي الحائط ليحفظه الشباب الباغي حفظ كتاب الله.
محاكمة عسكرية
الحكاية الاخيرة جاءت علي لسان محمد عبدالسلام محمود الذي دخل المعتقل في 1994 وخرج في 2007.. اكد له جهاز امن الدولة انه ينتمي الي جماعة الجهاد.. فحولوه الي محاكمة عسكرية واصدرت حكمها 5 سنين بالسجن.. ثم قضي بعد ذلك 11 شهرا في سجن طره ثم 19 شهرا بسجن العقرب ثم 35 شهرا بسجن ابو زعبل.. يقول محمد انه خلال مدة اعتقالي منعوه من زيارة اهله له لمدة تصل الي 61 شهرا !!..مشيرا انه تعرض في سجن ابو زعبل لابشع انواع التعذيب.. فقد ضربه احد الحراس بكفيه علي اذنه مما نتج عن ذلك ثقوب في الاذن.. وكان محبوسا في زنزانة مساحتها متر في 160 سم ولا يوجد بها مياه او كهرباء او دورة مياه.. وكانت تحتوي فقط علي "جردل " للتبول " واخر للمياه.. وفي اول ايام رمضان في احد السنوات وعند الفطار فوجئنا بوضع " جاز " علي الطعام وتم اجبارنا علي تناوله.. اما بالنسبة لصلاة العيد فقد تم منعه من صلاة 12 عيدا في 6سنوات متتالية خلال المعتقل.
ويضيف محمد: انه كان في بعض الاحيان من شدة التعذيب ينام واقفا حيث كان لا يستطيع النوم علي بطنه او ظهره من بشاعة الضرب الذي كان يتعرض له.. موضحا ان زميله معوض اصيب بالجنون من هول التعذيب.. وكذلك ايضا زميله طالب الكلية الجوية محمد حامد اصيب هو الاخر بالجنون وكانت تهمته هي الصلاة والمحافظة عليها ..وصل الامر بهذا الطالب انه كان يتبول علي نفسه من شدة التعذيب..
كتبت أماني عيسي و محمد البدري : أكثر من 20 عام قضاها معتقلون سياسيون داخل سجون مصر ليروي كل منهم أشد صنوف العذاب  التي شهدوها طيلة حياتهم وقضوا   فيها   زهرة شبابهم   داخل السجون لذلك قامت أكثر من 6 مراكز حقوقية لتنظيم جلسات إستماع لهم مساء أمس في معهد المحاماه  ليقوموا بفضح النظام الذي مارس ضدهم كل أنواع التعذيب

                                                                متابعة : 2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق