الأنشطة والرياضة والروضات والتعلم والقران


مدونة منيب

الأنشطة والرياضة والروضات والتعلم والقران

لم تختلف كثيرا الطرق والأساليب التى يقضى بها المعتقل وقته فالجميع لديهم معرفة ما عن
الأهداف التى يسعى الإعتقال إلى تحقيقها و أساليب الأجهزة الأمنية لتحقيق هذه الأهداف, صحيح أن هذه المعرفة تفاوتت بإختلاف الأشخاص بحسب المستوى الثقافى والفكرى لكل منهم و لكن كان دائما هناك حد أدنى من هذه المعرفة كما كانت هذه المعرفة دائما قابلة للإنتشار عن طريق تطوع البعض لتعليم غيرهم حول هذا الأمر, كان مشهورا أن إنهيار صحة المعتقل النفسية للقضاء على عزيمته و إرادته هو الهدف, و في الطريق إلى ذلك لابد أن يمر السجان بالصحة البدنية للمعتقل فيزلزلها ليصل لهدفه, كان ذلك كله راسخا فى أذهان المعتقلين وحتى من أهمل هذه المعرفة فقد علمته الأيام.كان العديد من المعتقلين قد قرأوا ما كتبه صلاح نصر بشأن أساليب التعذيب وغسيل المخ في كتابه الحرب النفسية الجزء الثانى, وكانوا يدركون كيف يجرى تطبيق ذلك في أرض الواقع عليهم هم أنفسهم, ويسعون لتجنيب أنفسهم سلبيات التعذيب والتجويع الذى يجرى عليهم.ومن هذا المنطلق جاءت جميع أساليب المعيشة التى سلكها  المعتقلون ومن هذا المنطلق أيضا ترسخت تقاليد إدارة المعتقلين لأوقاتهم بحيث صار لها عرف سائد في كل الزنازين بين كل المعتقلين.وأول هذه الأعراف كان ممارسة الرياضة البدنية بشكل منتظم, وأخذت هذه الممارسة الشكل الجماعى أو شبه الجماعى, وكان هناك حرص عام على ممارسة التمرينات الرياضية العامة تحت كل الظروف مهما كان التضييق والمنع من إدارة السجن, حيث كانت تجرى ممارستها في أوقات نوم أو غفلة السجانين, وكان ذلك غالبا بعد صلاة الفجر بساعة
 أو بعد صلاة العصر بساعة ونصف و أحيانا بالمساء وإختلفت كمية التمرينات وقوتها و درجة المواظبة عليها., من وقت لأخر ومن مجموعة لأخرى لكن لاحظت أن الإهتمام بها والمواظبة عليها كان أشد في حالات الضيق والشدة عنه فى حالات تحسن المعاملة و إمتناع التعذيب, ولكن ظلت طائفة واسعة مواظبة بجدية على ألوان من الرياضة مهما تحسنت الظروف, وفي ظل تحسن الظروف في الأونة الأخيرة أصبح متاحا بدرجة ما ألوان عديدة من الرياضة وإن بأدوات و إمكانات محدودة و بدائية كالكرة الطائرة وكرة القدم و كرة السرعة والإسكواش كما أتيح لنا طبعا في السنوات الأخيرة ممارسة المشى والجرى.وبالنسبة للكرة الطائرة فقد جرى عمل الشبكة من خيوط المكرميات التى جرى إستقدامها من خارج السجن والذى قام بصنعها هو صياد سمك كان من بين الأخوة المعتقلين, أما الكرة فقد صنعت أولا من بالونات تم إدخال بعضها فى بعض ثم تم نفخها, وبعد ذلك جرى لف قليل من الخيوط حولها ثم أدخلت في جورب قديم, وفي وقت متأخر جدا سمحت الإدارة بدخول كرة طائرة حقيقية للسجن.أما كرة القدم فقد ظلت دائما تصنع بالطريقة التى مازات تصنع بها في حوارى و أزقة القاهرة من الإسفنج والخيط و نوع من غراء الأحذية وأكياس بلاستيك وجورب.كما صنعت كرة الإسكواش من تركيبة مشابهة, ولم يوجد أبدا ملعب إسكواش حقيقى بل جرى اللعب في مواجهة أى حائط مستوى بشرط أن تكون الأرض التى أمامه مستوية وجرى وضع علامات على الحائط والأرض لتحديد حدود الملعب وقد إستعملنا زهرة الغسيل الزرقاء لعمل هذه العلامات بعد إحلال الزهرة بالماء طبعا.ولكن أى ممارسة للرياضة من أى نوع لم تكن ممكنة في أوقات التعذيب الشديد خاصة المصحوب بعصب العينين والرقابة اللصيقة من السجانين طوال الوقت, إنما كانت ممكنة في الأوقات التى يكون التعذيب فيها لبعض الوقت وليس كله ولا تكون رقابة السجانين مستمرة طول الوقت, بالإضافة للأوقات التى ينعدم فيها التعذيب وتقل سوء المعاملة )


إقرأ أيضا : التكيّف مع طول فترة الإعتقال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق