التعذيب بتدمير المستقبل المهنى والوظيفى





 التعذيب بتدمير المستقبل المهنى والوظيفى

ومن احد الوسائل التى كانت امن الدولة تقوم بها لتدمير حياة الاخ بعد فتح ملف امن الدوله له وملاحقته بالقبض والاحتجاز هى العمل على فقده وظيفته التى يحيا منها هو واسرته مما يزيد العبء المادى عليه ويجعله يدور فى حلقه مفرغة من البحث عن وظيفة تلو الوظيفة
ويتم ذلك سواء بالايعاز المباشر للجهه الحكوميه او الشركه التى يعمل بها الاخ او الاحتجاز لمده طويله تكون كفيله بالفصل

ويحضرنى مثالا لاحد الدعاه وكان دكتورا صيدليا يعمل مديرا لشركه حكوميه كبيره للادويه بدرجة وكيل وزاره وكان يرسل لنا ونحن فى المعتقل الكثير من الادوية خاصة ادوية علاج الدرن لكونه المرض الاكثر شيوعا والاشد خطورة فى المعتقلات ودواءه غالى الثمن  فقاموا بالتسبب بفصله من عمله وكان الاعتقال لسنوات طويلة كفيل بان يفقد غالب المعتقلين وظائفهم حتى اذا خرجوا بعد السنوات الطويلة بداءوا حياتهم المهنية من نقطة الصفر وكثيرا من المعتقلين كانت لهم فى الخارج اعمالا وتجارات كانت امن الدولة تقوم بالتضييق عليها لتضيق الخناق الاقتصادى على المعتقلين واسرهم  وكان الكثير من اسر المعتقلين يتم استدعاؤهم الى مقرات امن الدولة بصفة دورية مستمرة لمعرفة احوالهم الاقتصادية والمعيشية وان كانوا يتلقون اى تكافلا اجتماعيا من اى جهة ام لا ويحضرنى فى هذا الموطن احد زملاؤنا المعتقلين وقد اعتقل فى مجموعتنا وكان شاب معه مؤهل عالى وكان متزوجا وعلى قدر عالى جدا من الذكاء ولكن الظروف المالية  ورغبته فى ان يوفر لنفسه كل يوم ساعات من الوقت لتعلم العلوم الشرعية وتعليمها اضطرته ان يعمل مشروع عربة فول صغير ة ليكفى منها بيته واولاده وعندما تم اعتقاله قامت اسرته بركن عربة الفول وتعطيل عملها لانه لم يكن هناك من يديرها الا ان 3 من الشباب الاسلامى الرائع  راجح وخالد ومصطفى ذهبوا الى الاسرة وطلبوا منهم ان يقوموا بتشغيل عربة الفول  رغبة منهم فى مساعدة الاخ وهو فى اسره ماديا الا انه بمجرد وصول الخبر لامن الدولة قامت باعتقال الشباب الثلاثة ودخلوا علينا فى معتقل دمنهور ومكثوا ما يقرب من ال6 سنوات كعقوبة لهم على هذا التكافل الاجتماعى هكذا كانت طريقة زبانية امن الدولة فى التعذيب بتدمير المستقبل المهنى والوظيفى للمعتقلين

إقرأ أيضا : التعذيب بالجوع    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق