الأخوات المعتقلات


تمت كتابة هذه السطور عن حقبة مبارك ولم تشمل مآسى الاف المعتقلات الحرائر فى حكم العسكر (عهد السيسى)



تعذيب الاخوات المعتقلات
Description: Description: http://www.elaosboa.com/elaosboa10/Images/ElasboaArticles/img_l_518.jpg
تحقيق حررته الصحفية: سلوي علوان

ما زالت حملتنا ضد القهر والتعذيبـ باسم أمن مصر - مستمرة، مازلنا في خضم أحداث مخزية ومؤسفة ومحزنة أيضاً جرت علي أرض مصر في عهد عشناه وعاصرناه لكننا رغم كل ما عرفناه عن تلك الحقبة من مفاسد وظلم وقهر لم يخطر يوماً بخاطر أحدنا أن مصر الحضارة جرت علي أرضها كل هذه الانتهاكات المفجعة التي لم تحدث حتي في القرون الوسطي وأشد عصور الظلام والاستبداد.. سيسجل التاريخ يوماً أن ما كان يحدث داخل سلخانات أمن دولة مبارك لم يشهده بشر من قبل، وسنكتب للأجيال القادمة دفاتر كٌتبت بعظام كثيرين ممن وقع عليهم الظلم، عظام تهشمت وتكسرت تحت عصا الأمن، ودماء نزفت وسالت حتي الرمق الأخير فوق أسفلت زنازين السجون وعلي بلاط أروقة ومقرات أمن دولة الرئيس.. سيظل أصحابها ينسجون تفاصيل الحكايات التي عاشوها - رجالاً ونساءً وأطفالاً - في سجلات الزمن، لنكتب عما صرنا جزءاً منه وشهوداً علي روايات شهود عيانه..
قال لي الشيخ بدري مخلوف - وهو أحد السجناء السياسيين - إن هناك نحو عشرين ألف معتقل وسجين سياسي كانوا في سجون ومعتقلات مبارك، كل سجين ومعتقل لديه عشرون ألف حكاية عما شاهده في سجنه وعما عاشه في زنزانته وما رآه من أهوال.. وأن كل لحظة تمر كانت تحمل له المزيد من المعاناة والألم.
وإذا كنا نتحدث في حملتنا هذه عن السجناء السياسيين وما تعرضوا له فمن الأولي اليوم أن نكشف الستار عما كان يحدث لنسائهم وزوجاتهم..
ما سمعناه من روايات لهن عاشتها كل واحدة إما وحدها وزوجها وإما معها أطفالها أو أمها أو شقيقاتها.. إنها السلخانات التي ندعو الله أن ينتهي حكمها في مصر، وأن يأمن كل مواطن ومواطنة أنه لن ينتهك في جسده ولا عرضه ولا أطفاله ولا حياته
محاكمات عسكرية للنساء
جيهان إبراهيم عبد الحميد، عمرها 42 سنة، اسمها أشهر من نار علي علم في أروقة أمن الدولة، فهي أول امرأة تحاكم محاكمة عسكرية في تاريخ مصر.. هي وأربع أخريات لكن النصيب الأكبر للحكم صدر بحق جيهان التي حكم عليها بالسجن خمسة عشر عاماً، قضت منها داخل السجن أحد عشر عاماً..وهى زوجة المعتقل ابو العلا الذى حكم عليه بالسجن المؤبد فى معتقل العقرب
تقول  متحدثة عن واقعة تعذيبها
فألقوا القبض علي وعلي أخي وكان عمره وقتها 14 سنة، أغمضوا عيني وأخذوني في مكان مجهول بعدها عرفت أنه مقر أمن الدولة في لاظوغلي، وتحديداً في الدور الرابع، جلست علي الأرض في ممر طويل ولم أشعر بأحد في المكان فقد كان الهدوء يسود المكان كله، وفجأة سمعت صوت رجل يسألني: 'عاوزة تصلي الفجر' فقلت: 'أيوه' فأزاح جسدي بقدمه مغيراً اتجاه جلستي ثم قال: 'القبلة من هنا..' وعندما بدأت أصلي أزحت العصابة عن عيني بعض الشيء حتي أعرف ما يدور حولي، إذا تعرضت للضربـ وهو أمر كان متوقعاً - أري من أين ستأتيني الضربة وأحاول أن اتفادها، وجدت جسد ملفوف في بطانية ميري ملقي إلي جواري في الممر الذي أجلس فيه، ملفوف كما لو كان في كفن، شعرت برعشة سرت في جسدي ولم أفهم ما الذي يدور حولي.
تستكمل جيهان حديثها قائلة: 'بعد الصلاة حد شدني من هدومي وسحبني جوا غرفة فيها مكتب، بصيت من تحت الغماية شفت رجلين كتير واقفة، ما كنتش قادرة أشوف غير أحذيتهم بس....... وفوجئت بوابل من الشتائم والسب وتهديدات بأنهم ها يكهربوني ويجردوني من هدومي، بعدها لقيتهم بيرموا علي ميه وبدءوا يكهربوني ويضربوني بالبونيات والشلاليت، وفضلت علي الحال ده من الفجر لحد الساعة واحدة الضهر، وقتها قالوا هانعمل معاينة للبيت بتاع أهلي وما رفعوش الغماية إللي علي عيني إلا وأنا طالعة علي السلم بتاع بيت أهلي.
كنت ساعة ما قبضوا علي وقت الفجر شفت أبويا وأمي وأنا نازلة من البيت وهما قاعدين في الأرض جوا المطبخ وعليهم حراسة وساعة ما رجعت البيت لقيتهم قاعدين نفس القعدة في نفس المكان وعليهم نفس الحراسة، واتفاجئت بوجود ورق كتير محطوط فوق ملاية قالوا دي منشورات كانت عندي، وشوال مفتوح فيه بودرة وجنبها 4 أو 5 قنابل وأسلحة وحاجات عاملة زي القمع، فيه منها ييجي عشرين واحد، وقتها وكيل النيابة سألني: 'إيه الحاجات دي؟' قلت له: 'أقسم بالله ما اعرف إيه الحاجات دي ولا بتاعة مين. الحاجات دي ما كانتش عندي ولا أعرف عنها حاجة قالوا إن الحاجات دي كانت عندي تحت سرير أبويا وأمي، بعدها أخذوني تاني علي لاظوغلي وفضلت هناك 9 أيام أتعرض للتحقيق 24 ساعة متواصلة، قاعدة زي ما أنا بدون نوم خالص، وهما بيتبدلوا علي واحد ورا التاني يسألوني نفس الأسئلة وأجاوب نفس الإجابات .......خمسة أيام مرت علي في الدور الرابع في لاظوغلي شفت فيها أبشع أنواع التعذيب، ضرب وكهربا وحرمان من النوم، كانوا يرفعوني زي الرجالة من هدومي ويزنقوني في ركن الحيطة وينزلوا علي بالبوكسات في وشي ويسألوني: 'انت متدربة فين؟'.
كانوا يجيبوا الناس يعذبوهم قدامي، واحد من الناس إللي بتتعذب مرة طلب يدخل الحمام قالوله: 'إعملها علي روحك' بعدها انهالوا عليه بالضرب المبرح، بعد خمسة أيام نزلوني دور من الأدوار إللي تحت لقيت هناك 5 سيدات قاعدين في ركنة جنب مكاتب الضابط لكن فيه برافان يفصل بين المكتب ......
كان كل شوية مخبر ييجي ياخد واحدة مننا تقعد ساعتين تلاتة تتعذب وتتبهدل وتيجي إما مغمي عليها أو عندها نزيف، وقتها جالي نزيف من شدة الضرب وأصبت بجرح قطعي بالشفاه ونزيف بالأنف وتهتك في أربطة الفكين كانوا بيضربوني بحديدة مبططة علي دماغي.. كان معانا واحدة حامل فضلوا يضربوها وعلقوها من رجليها وربطوا فيها أنبوبة عشان جوزها يسلم نفسه، لحد ما أجهضت..بعدها اترحلنا لسجن القناطر، ولما نزلت جلسة أخذت إخلاء سبيل لكنهم رجعوني تاني علي لاظوغلي، هناك قعدت 28 يوم محدش من أهلي يعرف عني حاجة وقتها كان حسن الألفي وزير الداخلية، ووالدي نشر له نداء في الجرائد بعنوان" أين جيهان يا وزير الداخلية؟" لكن طبعاً محدش كان بيرد.. خلال الـ 28 يوم قعدوني في حجز الرجال، ولما كنت أحب أدخل الحمام كنت برضه أدخل حمام الرجال، لما تعبت أضربت عن الطعام ورفضت الأكل، الضابط دخل هددني بالمسدس وقالي لازم تاكلي، قلت: عاوزة أرجع السجن، وأثناء ترحيلي نزلوني في عربية ترحيلات مع رجال كانوا مترحلين لسجن الفيوم، وقعدت علي سلم عربية الترحيلات طول الطريق من القاهرة للفيوم، ولما رحت هناك الضابط سألني: 'انت جاية هنا تعملي إيه ده سجن رجال؟ قلت: معرفش، هما إللي بعتوني' ورجعوني تاني علي أمن الدولة في لاظوغلي، وهناك الضابط استهزأ بي وقال لي: انت رحتي الفيوم تعملي إيه؟
وأثناء التحقيقات تم تحويل محاكمتي من مدنية إلي عسكرية، وتم تقسيم القضية إلي ثلاث مجموعات وكنت ضمن 98 شخصاً متهماً أنا المرأة الوحيدة بينهم، وصدر ضدي حكم بالحبس 15 سنة، قضيت منها 11 سنة في سجن القناطر.
وأثناء سجني تعرض أبي لضغوط كبيرة حيث تم اعتقاله لتطليقي من زوجي وإجباري علي طلب الطلاق، وبالفعل فوجئت برفع دعوي قضائية لتطليقي من زوجي وإرسال دعاوي له من المحكمة في سجنه لولا زيارة شخص لي يسألني عما إذا كنت أرغب في الطلاق أم لا، وعندما أخبرته بأني لم أطلب الطلاق علم زوجي وتراجع عن طلاقي..
وبعد ثماني سنوات من سجني تمكنت من زيارة زوجي في محبسه في سجن العقرب بعد تقدمه بالعديد من الطلبات ..... وقتها رأيت زوجي للمرة الأولي بعد كل هذه السنوات وحين رآني كانت يداي مكبلتين بالحديد، شعرت بحزنه..
وأثناء سجني جاءت إحدي جاراتي لزيارتي وأخبرتني بما جري مع حسن صالح (وهو احد الاخوة الذين ماتوا من التعذيب فى لاظوغلى ورات الاخت جيهان جثته ملفوفة فى بطانية فى رواق امن الدولة وحاولوا الصاق تهمة ايواءه للاخت جيهان وافتعلوا تمثيلية ليظهر انه قتل اثناء مقاومة القبض عليه )... قالت إنها شاهدت قوات الأمن وقد جاءت لبيتي فجراً حينما كنت في منزل أسرتي، وأنهم حملوا جثة قتيل علي نقالة ورفعوه من الشارع إلي داخل شقتي عن طريق البلكونة، وعندما حاول الجيران النظر من البلكونات لمعرفة ما يجري أُجْبِرُوا علي الدخول لمنازلهم بينما تمكنت هي من التلصص من وراء النافذة المغلقة.
بعد إدخال الجثة لشقتي صعد أحد العساكر إلي داخل الشقة وادعي أنه هو حسن صالح بينما قام الضابط من الشارع وعبر مكبر صوت بالنداء عليه في تمثيلية أمام الناس:
الضابط من الشارع: انزل يا حسن
العسكري من الشقة: مش هانزل.. علي جثتي.
الضابط: ها اضربك بالنار...
وانتهت التمثيلية بخروج جثمان حسن صالح مرة أخري من الشقة.. هناك شهود علي الواقعة لكنهم يحتاجون للحماية..
أرملة القتيل..الشهيد
>>> أما صباح أرملة حسن صالح فتقول إن تقرير الطب الشرعي بعد فحص جثة زوجها أكد وجود كسور في الضلوع والوجه والجمجمة وطلق ناري من خلف الرأس، وعندما ذهب شقيق حسن إلي نيابة مصر الجديدة للحصول علي التقرير وشهادة الوفاة وأثناء تواجده لدي الموظف المسئول فوجئ بدخول شخص قال للموظف: انت بتعمل إيه؟ ولما أجابه الموظف قال الرجل: انت باين عليك عاوز تودينا في داهية، إوعي حد ييجي وتخرج الورق ده من عندك، كله إلا القضية دي..
رحل حسن صالح تاركاً زوجة شابة وطفلتين، ولغزاً مازال ينتظر الإجابة عنه ودماً يطالب بالقصاص..
>>> تجربة أخري عاشتها زوجة أكرم أحمد فوزي، سجين بسجن العقرب، محكوم عليه بالسجن المؤبد في قضية تفجيرات الأزهر، تقول زوجته: أمن الدولة ده عامل زي يوم القيامة، ويمكن أشد، لان في النهاية ربنا عنده رحمة، يمكن بعد الثورة فعلاً انتهي جهاز أمن الدولة لكن الجراح إللي جوانا لسه زي ماهي ما انتهتش..
سمعت عن التفجيرات إللي حصلت في الأزهر زي بقية الناس من التليفزيون، واتفاجئت بعدها بكام يوم يالشرطة تقتحم البيت في الفجر أخذ أمي واخواتي البنات، وبعد شوية لقيتهم بيطلبوني في التليفون وعاوزني أروح مقر أمن الدولة في فرع شبرا الخيمة، وهناك اتهمونا بأننا نعرف البنتين إللي فجروا نفسهم في حادثة السيدة عائشة، وحجتهم إن أختي مع واحدة فيهم في الكلية، وإن واحد اسمه سعيد من المتهمين في نفس القضية كان عندنا قبل التفجير بكام يوم.
> وانتوا علاقتكم إيه بسعيد؟ وإيه دوره هو في القضية دي؟
>> سعيد ده نعرفه من سنين هو وعيلته، وفعلاً كان عندنا بيسلم علينا لإنه كان ها يسافر، ولما رحت الفرع وقفوني علي الباب قلت لهم: أنا داخلة لحسام بيه - الاسم إللي قالولي عليه في التليفون - وأنا داخلة لقيتهم جايبين رباط من بطانية ميري وقبل ما يربطوا عيني لقيت أمي قدامي متبهدلة ومضروبة والناس مسنداها وماشية بيها في الفرع؛ صرخت وناديت عليها لكنهم ربطوا عيني وأخدوني في مكان مفتوح فضلت واقفة فيه كتير لوحدي لحد ما حسيت إن جسمي نشف من البرد، أصلنا كنا في الشتا، وكل ما أحاول أسمع أي صوت حوالي أو ألف راسي يمكن أحس ولا أشوف حاجة من تحت الغماية ألاقي صوت يزعق ويصرخ في بصوت عالي:" اتعدلي يا بنت.....كذا " كنت ارتجف من الرعب لإني مش عارفة ها يحصل معايا إيه وليه، بعدها لقيت صوت بيقول 'خدها يابني' ولقيت واحد ماسكني وبيشدني وحسيت إني باطلع سلالم وكنت أقع كل كام سلمة لإني مش شايفة واللي ماسكني مش هامة إني مش عارفة أمشي، فجأة وقفوني في مكان وقعدوا يسألوني عن سعيد وشوية أسئلة تانية، من الرعب حسيت إني فقدت الذاكرة وكنت عمالة أخرف وأقول كلام مش متركب علي بعضه ومالوش معني، الضابط افتكر إني باستهبل وقال 'شكلك هاتتعبينا' ولقيت واحد ماسك إيدي 'وبيلبسني حاجة ولما سألته استهزأ بي وقالي:بلبسك الخواتم ياختي' بعدها لقيت جسمي كله زي ما يكون فيه نار وعمالة ارتعش وزي ما تكون أعصابي بتتحرق جوايا، ولما قعدت أصرخ وأقسم لهم إني معرفش حاجة قالولي اخواتك هما إللي هايفكروكي، وجابوا أمي واخواتي وعذبوهم وكهربوهم قدامي، لما شفت أمي وأخويا كل واحد واقف في ناحية في الأوضة ومربوطين في أسلاك، ولقيت حاجات متركبة في الحيطة مالية الأوضة بيستخدموها في الكهربا واستخدموا منها مع أمي وأخويا، لقيتهم بيتنفضوا من الكهربا قعدت أصرخ وأقولهم: أنا هاعمل اللي انتوا عاوزينه، أنا مستعدة أكتب وأقول علي نفسي أي حاجة..
من كتر الصراخ إللي في المكان ده ماكناش قادرين نفرق أصوات الستات من أصوات الرجالة، كان الواحد يتاخد للتعذيب لمدة 3 أو 4 ساعات متواصلة، وفي مرة كنت في حالة سيئة ومتبهدلة لقيت واحد جنبي بيقولي:" هوي الغماية إللي علي عنيكي شوية 'لما هويتها عرفت إنه عسكري وفهمت إني صعبت عليه، لكن الضابط كان شايفه وصرخ فيه: 'انت بتقولها إيه؟' ولقيته بيضربه بالشلوت وبيرمي الأكل إللي كان في إيده علي السلم، لما بصيت وقتها علي السلم لقيته مليان كتب مرمية ومصاحف.
لما هويت الغماية إللي علي عيني قدرت أشوف رجلين الناس إللي موجودة حوالي، وقدرت أميزهم من الأحذية إللي لابسينها، كان فيهم واحد اسمه عمرو، لما كنت أدخلّه المكتب كان يضربني ويكهربني، ولما أخرج ألاقيه خارج ورايا يقولي: 'ما تزعليش، أنا عارف إنهم ضربوكي وبهدلوكي جوا'..
كانت أكتر حاجة تؤلمني هي والدتي لما كانوا يضربوها، ست كبيرة ومريضة، وزنها أكتر من 200 كيلو وعندها الضغط وهشاشة عظام واتهموها بتمويل تنظيم منعرفش حتي مين إللي فيه، ولا تنظيم إيه ولا أساساً يعني إيه تنظيم..
لما كانوا يسألوني عن سعيد يقولولي 'مش ده كان بيقولك صلي واحفظي القرآن؟'
كنا قعدين مجموعة كبيرة مع بعض في أوضة مليانة ستات ورجالة، كان فيهم ناس مقبوض عليهم وجايين بهدومهم الداخلية، بعدها نزلونا أوضة تحت الأرض صورونا فيها وعملولنا فيش وتشبيه، وفهمت إنهم عملولنا ملفات في أمن الدولة لكن ما فهمتش إحنا ذنبنا إيه، إننا نعرف واحد صاحبه عمل تفجيرات الأزهر ومات فيها؟
فضلت في المكان ده 3 أسابيع شفت فيها الأهوال، لدرجة إنهم خلوني أجبن من الجبن، من كتر عذابي كنت باعرض عليهم أفتن لهم علي الناس إللي معايا في الحجز عشان يخفوا عني التعذيب شوية ويرحموني، قلت لهم أنا مستعدة أمضي لكم علي أي حاجة بس ارحموني، كان عندي استعداد ألفق أي حاجة لأي حد عشان أخلص.
كان معانا في المكان ده أبو إيهاب يسري، إللي نفذ عملية الأزهر وبنته إللي موتت نفسها في السيدة عائشة، في الأول كان بيطلب جثث ولاده عشان يدفنها بعدها من كتر التعذيب إللي شافه بقي يصرخ ويقول إنه مش عاوزهم ولا عاوز يدفنهم، إنهم مش ولاده وانه متبري منهم، وقعد جنب الحيط يعيط..لما كنا نسمع صوت التليفون أو اللاسلكي واحنا في الحجز كنا نقعد نزق بعض عشان خايفين مين إللي عليه الدور في التعذيب، كانوا بيهددونا بتلفيق سيديهات إباحية لنا إذا ما استجبناش لهم..
وأثناء محاكمتنا - وكانت محاكمة استثنائية - اتعرفت علي زوجي وما كنتش أعرفه قبلها، لكن كنت عارفة إن هو كمان مظلوم زيي، واتجوزته وهو في المحاكمة، أنا خرجت براءة من القضية، وهو أخذ تأبيدة.
>>>
رانيا محمد جابر، 26 سنة، زوجة سعيد إبراهيم محمد عبد الرحمن - السجين بسجن العقرب في القضية نفسها، والذي أعتقلت أسرة زوجة أكرم لعلاقتها به، فتقول إنهم هددوها في الفرع بإجبار شقيق زوجها علي اغتصابها، وأنها هي أيضاً تعرضت مع أسرة سعيد وشقيقاته للضرب المبرح والصعق بالكهرباء، وأن شقيقة زوجها كانت حاملا وتعرضت للضرب والصعق بالكهرباء مما تسبب في إجهاضها.. كانوا بيهددونا إنهم هايدخلوا علينا المسجونات الجنائيات يغتصبونا لما يودونا السجن.
تقول رانيا: كنا بنتمني الموت كل لحظة عشان ما ندخلش عند واحد فيهم نتعذب، وقت الضرب محدش يقدر يعرف مين بيضربه والضربة هاتجيله منين وفين..
وبعد خروجنا كان الأمناء ييجوا يقعدوا في بيوتنا عشان يعرفوا مين بيدخل عندنا واحنا عايشين إزاي وبنصرف منين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق