منبر الزنزانة !!
استيقظت من نومى فتوضئت وارتديت قميصى الاسلامى الابيض ومسحت يدى بزجاجة العطر وخللت بها لحيتى ومشيت 3 خطوات لاصعد المنبر والمصلون يفترشون الارض من حولى والموذن يتاهب ليرفع اذان صلاة الجمعة استجمع نقاط الخطبة فى قلبى صعدت درجات المنبر الثلاثة البطانية الاولى ثم الثانية ثم الثالثة لارتفع عن الارض بمقدار ثلاث بطاطين مطوية يرفع المؤذن اذان الجمعة والمصلون يجلسون امامى على الارض الوجوه مضيئة متوضئة ولكن مهلا ليس هذا فحسب فهناك طيف ابتسامه موحدة تعلوا وجوههم جميعا ابتسامة عجيبة لم ارها فى حياتى من قبل ابتسامه تلقى العديد من التعبيرات وتسكب جملة من المشاعر ابتسامة ثقه و رضا و رسوخ وعلم و ذكاء وبصيرة ابتسامة حب واخاء لا تصدر الا عن قلوب نقية وتقية قلوب لا تعرف الشرّ او الخبث والاهم انها لا تعرف السلبية تلك السلبية التى هى العامل المشترك والشريك الاساسى فى كل شرور ومظالم العالم الانسانى فمع كل ظالم يظلم او طاغية يطغى كان هناك شريكا خفيا قاعدا سلبيا يجلس يشاهد عذابات الانسانية ولا تتحرك له ارداة لدفع الظلم عن المظلومين ونصرة لهؤلاء المستضعفين خلت الوجوه التى طالعتها امامى من هذه الملامح السلبية وحلت محلها ملامح احسبها ربانية وتذكرت قول الله تعالى
وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)
العجيب فى الامر ان موضوع الخطبة التى حضرتها كان وثيق الصلة بما تشع به هذه الوجوه انه حديث شريف وسورة قرانية تحكى قصة غلام وقرية استحقوا ان يخلد التاريخ ذكرهم والشريعة عبرهم والقران وصفهم فلا عجب انه غلام الاخدود واصحاب الاخدود وقصة الصراع بين الحق والباطل والاسلام والكفر فى صورة نموذجية تتكرر فى كل زمان ومكان بمضمون ثابت مطّرد تختلف التفاصيل والاشخاص والاسماء والبلدان والازمان والقصة هى هى والدرس هو هو وكان موضوع الخطبة مطابقا لمكان الخطبة وموضع المنبر اذ كان المنبر (منبر الزنزانة) --- إقرأ المزيد