أحلام الحرية


حين تكون الحرية حلماً يداعب منام المأسورين فيعيشون حياتهم ينعمون بالحرية فقط وهم نائمون حتى إذا استيقظوا بدأت كوابيس القيود..
 حين يكون الحلم الموحد لعشرات الآلاف من الشباب الإسلامي في ليلة واحدة أنهم يركضون يميناً ويساراً بحثاً عن هاتف يديرون أقراصه أو يضغطون أزراره ليستمعوا من الطرف الآخر لصوت زوجاتهم أو أمهاتهم و أبائهم أوأبنائهم.
فلا يجيبهم إلا الصمت المطبق ..
 ويتكرر الحلم مئات و الآف المرات بعدد الآلاف من الليالي التي يقضونها معتقلين وما ان تسير أحداث الحلم كما يشاؤون ويبدأ الطرف الآخر للمكالمة فى التحدث فإذا بهم يستيقظون.
حين تكون راحة الأسير أن يخرج في نومه من بوابة السجن ويذهب لبيته ويلقى أهله ويفرح بمجالستهم ويحتضنهم شوقاً وحباً حتى إذا أحس بأنسهم واستراح من عناء فراقهم  راوده شعور السندريلا بأن لابد له أن يرجع الآن إلى محبسه مختاراً سائراً على قدميه لأنه يعلم أن ليس من حقه الحرية في زمن العبيد..
 حين تكون القيود متعددة، والأسوار متتالية فالقيد في المعصم والمعصم في قيد معصم لشريك القيد والجميع فى العربة المصفحة وعلى نوافذها قضبان الحديد، تمر الأصابع عبر القضبان تتلمس ثغرة صغيرة من ثغرات الحرية فتصطدم بشباك الحديد، حتى إذا تجاوزت الأصابع الشباك ظنت الأصابع أنها تجاوزت القيود وشقت طريقها للحرية فإذا شباك أخرى تنتهي لها الأنامل تقطع طريق الحرية المأمول ..
 حين تكون غاية الآمال عربة مصفحة نوافذها ذات قضبان حديدية خالية من الشباك تجتاز الأيدي والأذرع القضبان تشير للسائرين في الشوارع والسيارات ترتحل من سجن لآخر ترجع الأيدي بالسلام وتشير للسائرين إشارات تغني عن الكلمات..
0 تعليق المدونة
تعليقات تويتر
تعليق الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق