أسلوب تنوع‏ الأساليب وتعدد‏ المحققين‏ :




 
أسلوب تنوع‏ الأساليب وتعدد‏ المحققين‏ :

وهو‏ استخدام‏ عدة‏ أساليب متنوعة‏ مع‏ تعدد‏ المحققين‏ ضد‏ حالة‏ ما‏، في‏ فترة‏ زمنية‏ واحدة‏ لإحداث مزيد‏ من‏ الآلام، والإرهاق التي‏ تفوق‏ طاقة‏ المعتقل لدفعه‏ مرغماً‏ على‏ الاعتراف.
 ويستخدم‏ تنوع‏ الأساليب وتعدد‏ المحققين‏ في‏ القضايا‏ الكبيرة فيستخدم‏ معه عدة‏ أساليب في‏ فترة‏ واحدة‏ ومتواصلة‏ بحيث‏ يشارك‏ فيه‏ على‏ مدار‏ 24ساعة‏ من‏ ثلاثة إلى أربعة محققين.. ويتناوب‏ هؤلاء‏ مع‏ آخرين لعدم‏ فتح‏ فرصة‏ للمعتقل ليلتقط‏ أنفاسه، أو ليأخذ‏ قسطاً‏ من‏ الراحة.
 كأن‏ يستخدمون معه‏ أسلوب الكيس‏ والوقوف‏، والسهر‏، والتجويع‏، والتضخيم‏، وإحضار الأهل ووجود‏ الشاهد‏، والتعذيب‏ الجسدي‏.. والتهديد‏ بالإبعاد لتشكل‏ مجموعة‏ هذه‏ الأساليب أداة ضغط‏ وابتزاز‏ وأداة إنهاك لقدرة‏ تحمل‏ المعتقل‏ الداخلية‏، بحيث‏ يعجز‏ عن‏ مواجهة‏ الأخطار الخارجية‏ القادمة‏ من‏ العدو‏ فيستسلم‏، ويصبح‏ إيقاع المعاناة‏ أكبر‏ من‏ حجم‏ مقومات‏ الثبات‏ الداخلية‏، فينهار‏ المعتقل.. وهذا‏ ضمن‏ الحسابات‏ المادية‏ والوضعية..
إن الكيس‏ مؤذ‏ والوقوف‏ متعب‏، والسهر‏ مضن، والجوع‏ مؤلم‏، والتضخيم‏ مزعج‏، وإحضار الأهل محطم‏ للأعصاب، ووجود‏ الشاهد‏ مرهق‏، والتعذيب‏ الجسدي‏ فتاك‏، إذاً‏ فالإيذاء والألم، والتعب‏، والضنى‏، والإزعاج، والإرهاق.. كل‏ هذه‏ الآلام تحاول‏ أن تغرسها‏ في‏ قلب‏ المعتقل‏ لكي‏ تثمر‏ في‏ جولات‏ التحقيق‏ عن‏ اعترافه.. وانهياره.. إنهم‏ يضغطون‏ بكل‏ قواهم يضغطون‏ بشكل‏ متواصل‏ يضغطون‏ على‏ الجسد‏ لكي‏ يُنهك‏، ولا‏ يبقى‏ عنده‏ قدرة‏ على‏ التحمل‏، يضغطون‏ على‏ الأعصاب لكي‏ تنهار‏ ولا‏ يبقى‏ عندها‏ قدرة‏ على‏ الفاعلية‏، يضغطون‏ على‏ النفسية‏ لكي‏ تستسلم‏ للأمر‏ الواقع يضغطون‏ على‏ العقل‏ لكي‏ يُشل‏، ويتوقف‏ عن‏ التفكير يضغطون‏ على‏ الغرائز‏ لكي‏ تثور‏، وتبحث‏ عن‏ البقاء‏، والخلاص‏ والاعتراف.
 والمعتقل الذي‏ قدره‏ أن يدخل‏ هذه‏ المعركة‏ عليه‏ أن يكون‏ مؤهلاً‏ لها‏ على‏ المستوى‏ النفسي‏، والعصبي‏ والعقلي عليه‏ أن يكون‏ مؤهلاً‏ لها‏ على‏ المستوى‏ العقائدي‏، والوعي والتربية.. عليه‏ أن يكون‏ مؤهلاً‏ لها‏ على‏ مستوى‏ مقومات‏ القوة‏ والثبات‏، وقدرات‏ التحدي‏ والمواجهة..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق