التعذيب بمنع المصاحف وإقامة الشعائر





التعذيب بمنع المصاحف وإقامة الشعائر

ومن اشد انواع التعذيب التى مارستها أمن الدولة ومصلحة السجون فى المعتقلات هو منع المصاحف لعدة سنوات فى بعض المعتقلات مثل معتقل الوادى الجديد وكان المصحف يعد من الممنوعات التى يتم مصادرتها فى التفتيشات وانزال العقوبات الجماعية الشديدة على الزنزانة التى يتم العثور على مصحف فيها وكان المعتقلون يتفننون فى ايجاد الوسائل التى يخفون بها المصاحف ويهربونها عن طريقها مما سنذكره بالتفصيل فى فصل وسائل التكيّف المعيشية حكى احد زملائى فى المعتقل انهم كانوا فى معتقل الوادى الجديد يتمنون ان يرزقهم الله بمصحف يقراون فيه ويحفظون منه ولم تكن هناك اى وسيلة للحصول عليه مع التضييق الشديد فى اوضاع السجن فارسل الله تعالى اليهم احد ضباط ادارة السجن النظاميين الى باب الزنزانة وتحدث معهم من خلال نظارة الباب وهو يتلفت حوله خوفا من ان يكشف امره احد وادخل لهم من خلال نظارة الباب مصحفا صغيرا واخذ العهد على الاخوة ان لا يخبروا احد من اعطاهم المصحف اذا تم كشفه فى التفتيش فسبحان من رقق قلب هذا الضابط ان يدخل لهؤلاء السجناء كتاب الله تعالى يقراون فيه بنهم شديد لتكون مثل حسناتهم فى قرائته وحفظه فى ميزان حسناته وما يقابلها من السيئات فى موازين من منع المعتقلين من تلاوة كتاب الله تعالى وحيازة المصاحف

من شهادة حسن على فى كتابه محنة الاسلاميين

كان المصحف من الأشياء الممنوعة في السجن وعندما كان يتم تسريب مصحف كان الإخوة يقومون بتوزيعه على العنبر بالتناوب كل زنزانة تأخذه فترة عن طريق وضعه على الجدار في الحمام أثناء الخروج في الصباح لتعبئة مياه الشرب.
وإذا وجد المصحف أثناء التفتيش والذي كان يتم بصورة شبه يومية من حارس العنبر أثناء فترة عدم وجود أحد في الزنزانة عند خروجهم إلى الحمام في الصبح وهذا بخلاف التفتيش الأسبوعي عن طريق ضابط العنبر وعندما يجدوا مصحف عند أحد فكأنما أمسكوا بجريمة يستحق صاحبها العقاب الشديد حتى لا يعود إلى ذلك مرة أخرى، فكان من صور العقاب المتبعة بخلاف الضرب أن يأخذوا منهم البطاطين كلها ويتركونهم ينامون على الأرض في البرد الشديد عدة أيام مما سبب لهم أمراض كثيرة في العظام وكانت البطاطين أصلا لا يتم تغييرها إلا بعد أن تصبح قطع بالية لا تصلح لشيء.

(لم يراعوا حرمة آذان أو صلاة ولم يسلم منهم المصحف فكان يأخذونه منذ لحظة دخول السجن وكانوا حريصين كل الحرص على عدم تسريب أي مصحف إلى الزنازين فكان من الأشياء التي يتم البحث عنها بكل جدية عند كل تفتيش ويتم عقاب الجميع إذا وجدوه وكأنه جريمة يستحق الجميع عليها العقاب، وقد وصل بهم استهانتهم به أن قام أحدهم بتمزيقه ورقة ورقة ثم أمسك كل ورقة وقام بتقطيعها قطع صغيرة.)
(كان المصحف من الأشياء غير مسموح بها في السجن وكانوا يطاردون وجود أي مصحف معنا، فمن لحظة دخولنا إلى السجن قاموا بأخذ جميع المصاحف ولم يتركوا منها شيء وكان عندما يتسرب إلينا مصحف نقوم بتجزئته إلى عدة أجزاء حتى يتسنى لجميع أفراد العنبر كله القراءة وكان يتم التبادل بالتناوب بين الزنازين وكانت نوعا من المخاطرة أن ينقل من زنزانة إلى أخرى، وإذا أراد أحد القراءة ملزمة مصحف صغيرة كان عليه أن يخفيها أثناء القراءة حتى لا يراه أحد فكانت هناك أعداد منتشرة في داخل العنبر وفوق سطح العنبر ينظرون خلسة من نافذة الباب من الداخل حتى يلمحوا أحد يقرأ وكذلك الذين يسيرون في أعلى ينظرون من النافذة إلى أسفل الزنزانة لعلهم يجدوا أحد معه شيء فينزلون بسرعة ويأخذوها منه، فكانوا يسيرون بالليل والنهار من فوق ومن أسفل لعلهم يلحظون أحد معه ملزمة أو مصحف وكأنهم قد أعلنوا الحرب على وجوده معنا حتى إن شغلهم الشاغل أثناء التفتيشات هو البحث عنه في الزنازين فإذا وجدوا شيئا أخذوه وكنا نجتهد أن نخفيه عن أعينهم بأي وسيلة ولكني بلا جدوى وكنا نتوسل إليهم ونسترحمهم أن يتركوا لنا المصحف إذا وجدوه ولكن كان الضابط يرد علينا بكل جفاء ولا مبالاة إنه ممنوع فنقول له وهل كلام الله ممنوع في لائحة السجون فيقول لنا إنها أوامر وأنا أنفذها ثم يخرج وكأنه أمسك بجريمة عندنا فكنا نسترجع أمرنا إلى الله، فكم تعرض الكثير للعقاب بسبب وجود سورة من المصحف معهم أو ضبط وهو يحاول أن يهربه أثناء دخوله إلى السجن أو عند نقله من زنزانة إلى أخرى وغير ذلك "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم".)
ثم يقول متحدثا عن منع اقامة الشعائر
لم يكن تجرؤهم على انتهاك حرمة النفس البشرية فقط بل كان تجرؤهم على شعائر وحرمات الله أشد فكان لا يسمح بالآذان وكانوا يتتبعون الصوت عند سماع الآذان ليعرفوا مصدره ويضربوا صاحبه حتى يمتنع عن ذلك وكان ينال من معه أيضا الإيذاء والتنكيل بهم بل كانت صلاة الجماعة أيضا ممنوعة فإذا دخلوا زنزانة ووجودهم يصلون جماعة يأمروا الإمام أن يخرج من الصلاة فإذا لم يستجب كان يتم سحبه أثناء الصلاة وضربه ومن معه ولكن كان هناك تصميم على أداء تلك الشعائر مهما كلف الأمر من تعذيب، فعندما يأخذون واحدا منهم أثناء الآذان لضربه يصعد آخر في مكان آخر فإذا أخذوه يصعد ثالث وهكذا إلى أن يأسوا من ذلك، وكذلك فعلوا في صلاة الجماعة.
كانت معرفة مواقيت الصلاة من الأمور التي لا سبيل إليها في ظل هذا الوضع فالسجن في مكان ناء لا يسمعون صوت آذان وكان أيضا لا توجد أي ساعة لمعرفة الوقت مع أحد منهم وإذا سألوا أحد من السجن لا يجيبون عليهم وكأنهم تواطئوا على ذلك فلم يكن وقت الصلاة فقط الذي لم يعرف ولكن كان اتجاه القبلة أيضا لم يعرف فكان كل باجتهاده وقد ظل الأمر كذلك لفترة من الوقت.

إقرأ أيضا : التعذيب بالإرشاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق